كشف المستشار صدقى خلوصى، رئيس هيئة قضايا الدولة، عن تنحى المحامى البريطانى يان بولسون عن مهمة الدفاع عن الحكومة المصرية فى نزاعها القضائى مع رجل الأعمال وجيه سياج، نظرا لاتصاله السابق مع سياج بشأن القضية، لافتا النظر إلى أن المحكمة البريطانية قررت تأجيل النظر فى القضية 60 يوما للاطلاع على المستندات. «المحكمة البريطانية استأنفت نظر القضية فى 16 سبتمبر الحالى، ومثل بولسون مصر أمامها إلى جانب د. أحمد كمال أبوالمجد ومكتب «فريشفيلدز براكهاوس ديرينجر» وأعضاء هيئة قضايا الدولة، وشعر بولسون بالحرج وبنية المحكمة استبعاده من القضية، فاتخذ قراره بنفسه ولم يشأ إحراج هيئة الدفاع المصرية»، أضاف خلوصى. كانت «الشروق» قد انفردت فى 24 سبتمبر الماضى بنشر خبر خروج بولسون من فريق الدفاع، بعدما قال خبير قريب من فريق الدفاع إنه اتفاق بين مكتب فريشفيلدز براكهاوس التابع له بولسون، ومكتب المحاماة الأمريكى كينج اند سبولدنج، الذى يمثل سياج حاليا. وأوضح خلوصى أن تنحى بولسون عن قضية الحجز على البنوك المصرية فى إنجلترا، الذى تم الاتفاق عليه يوم 19 سبتمبر، يعنى استبعاده أيضا من قضية دعوى بطلان الحكم الصادر لصالح الحكومة ضد سياج، التى يستأنف مركز منازعات الاستثمار «إكسيد» نظرها فى واشنطن فى 23 نوفمبر المقبل، مشددا على أنه كان «يتمنى استمرار بولسون فى مهمته، نظرا لكفاءته القانونية وإلمامه بالقضية». «المنازعة أمام المحكمة البريطانية فرعية لأنها تتعلق فقط بالحجز على أموال البنوك، واستبعاد بولسون منها، يوجب ابتعاده من المنازعة الرئيسية أمام إكسيد»، أضاف خلوصى. وأشار خلوصى إلى أن هيئتى الدفاع عن مصر وسياج اتفقتا أمام القاضى البريطانى فى آخر جلسة قبل العطلة القضائية المنصرمة على تجميد الموقف، وعدم الاتصال بالموكلين الخصوم حتى تستأنف المحكمة نظر القضية، واعتبر البعض أن بولسون غير مؤهل للاستمرار فى الدفاع عن حقوق مصر وقد سبق له الاطلاع على ملف القضية لدى الخصم، نافيا أن يكون مكتب «فريشفيلدز» الذى تستعين به مصر قد اتفق مسبقا مع المكتب الأمريكى المدافع عن سياج على تجنيب بولسون واستبعاده من القضية. وشدد خلوصى على قوة موقف مصر فى قضية الحجز على بنوكها فى إنجلترا، لأن أموال البنوك هى أموال المودعين وليست أموال الحكومة المصرية، وبالتالى فإن الحجز عليها تم بالمخالفة لصحيح حكم القانون. من جهتها، قالت مصادر قضائية رفيعة قريبة الصلة بالقضية: إن بعض المسئولين المصريين أبدوا رفضهم لما تردد عن وجود مفاوضات للتسوية بين سياج والحكومة، وطالبوا باستمرار مصر فى مقاضاته حتى الحصول على حكم نهائى لصالحها، فى ظل مؤشرات تؤكد قوة الموقف المصرى.