مبارك: إغلاق إسرائيل للمعابر يمنع إعادة الإعمار كلينتون تأخذ تعهدًا من عباس بعدم وصول الأموال إلى حماس وساركوزى يدعو الحركة إلى الحوار مع أبومازن وينصح أصدقاءها بالتأثير عليها بيرلسكونى يقترح مشروع «مارشال» لدعم الاقتصاد الفلسطينى بدأ مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة أعماله أمس فى منتجع شرم الشيخ بمشاركة وفود من87 دولة، بالدعوة إلى تزامن الحل السياسى للقضية الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلى مع جهود إعادة الإعمار. وفى كلمته الافتتاحية حذر الرئيس حسنى مبارك، الذى يرأس المؤتمر، من أن «الشعب الفلسطينى والعالمين العربى والإسلامى لا يحتملون المزيد من انتظار سلام لا يجئ» ومن أن «الوضع فى الشرق الأوسط أصبح منذرا بالخطر والانفجار أكثر من أى وقت مضى». ودعا مبارك «الإدارة الأمريكيةالجديدة إلى تفعيل تحرك (اللجنة) الرباعية الدولية» حول الشرق الأوسط. وأعرب عن أسفه «لتراجع» إسرائيل عن موقفها من التهدئة وربطها إياها بالإفراج عن الجندى الإسرائيلى المحتجز لدى منظمات فلسطينية فى غزة منذ يونيو 2006 جلعاد شاليط، لكنه أكد أن بلاده ستواصل جهودها «لتعديل» موقف إسرائيل. كذلك دعا مبارك إلى «فتح المعابر (فى قطاع غزة) أمام مستلزمات البناء وإعادة الإعمار.. فإغلاق المعابر يعيدنا إلى المربع الأول ويضع عملية إعادة الإعمار فى مهب الريح». ويأتى انعقاد هذا المؤتمر فى مسعى لجمع أربعة مليارات دولار لإعادة إعمار ما تضرر فى القطاع جراء العملية العدوان الإسرائيلى الأخير. وبدوره، دعا الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى «كل الفلسطينيين إلى التوحد فى حكومة وحدة خلف الرئيس الفلسطينى محمود عباس». وأضاف: «أقول للدولة التى تربطها صلات بحماس إنها تتحمل مسئولية خاصة فى المطالبة بأن تنضم (الحركة) إلى الرئيس عباس الذى يمكن لتحركه من أجل السلام وتحركه وحده أن يأتى بنتائج». وفى نصيحة ضمنية إلى حماس، قال ساركوزى: «أقول أخيرا لكل القادة الفلسطينيين: إذا كنتم تريدون أن تكونوا محاورين شرعيين يتعين عليكم أن تقبلوا بأنه لا طريق آخر إلى إنشاء دولة فلسطينية إلا أن تمضوا بعزم فى البحث عن تسوية سياسية وبالتالى فى حوار مع إسرائيل على قاعدة ما تم إنجازه فى المفاوضات السابقة». ومن جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن المساعدات الأمريكية إلى قطاع غزة «لا يمكن فصلها عن عملية السلام». وأعلنت عن مساهمة إجمالية بقيمة 900 مليون دولار للفلسطينيين خلال هذا المؤتمر لكن 300 مليون منها فقط ستخصص مباشرة لقطاع غزة على أن يوجه بقية المبلغ إلى السلطة الفلسطينية. وأوضحت كلينتون أنها حصلت من الرئيس الفلسطينى محمود عباس على ضمانات بأن المال الأمريكى لن يصل إلى حركة حماس التى تسيطر على قطاع غزة وتعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة «إرهابية». وقالت: «لقد عملنا مع السلطة الفلسطينية لوضع ضمانات ولكى نضمن بأن أموالنا لن تستخدم إلا هناك». وفى كلمته، قال رئيس الوزراء الإيطالى إنه بدأ مفاوضات مع العديد من المجموعات الفندقية فى العالم لبناء منشآت فى الأراضى الفلسطينية، متوقعا انتقال جزء كبير من السياح القادمين إلى أوروبا إلى زيارة المناطق المقدسة. كما أعلن بيرلسكونى تبرع بلاده بمبلغ 100مليون دولار لإعادة إعمار غزة. واقترح رئيس الوزراء الإيطالى سلفيو بيرلسكونى استضافة بلاده مؤتمرا لإطلاق مشروع «مارشال» لدعم الاقتصاد الفلسطينى، معربا عن استعداد الحكومة الإيطالية لتحمل كل التكاليف اللوجيستية للوفود المعنية ولكن «بعد الوصول إلى السلام والاعتراف بحل الدولتين»، داعيا الإسرائيليين إلى «تشكيل حكومة جديدة ترغب فى السلام». من جانبه، أكد الرئيس الفلسطينى محمود عباس أن جهود إعادة إعمار غزة ستبقى «مهددة فى ظل غياب الحل السياسى». وطالب «قبل كل شىء بوقف جميع النشاطات الاستيطانية وخروج قوات الاحتلال الإسرائيلى إلى خطوط سبتمبر 2000» أى ما قبل انطلاق الانتفاضة الثانية. ودعا عباس المجتمع الدولى إلى مطالبة الحكومة الإسرائيلية التى ستتشكل إلى أن تؤكد «التزامها بحل الدولتين وبالاتفاقات الموقعة».