العمل توفر 220 وظيفة للشباب في شركة بالعاشر من رمضان    بث مباشر.. جلسات المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف في دول العالم الإسلامي    رئيس جامعة الإسكندرية يهنئ منتسبى الجامعة بانتهاء العام الأكاديمي 2023/2024    تعرف على موعد الإجازة الرسمية المقبلة    اليوم.. إطلاق مؤتمر المصريين بالخارج بحضور وزير الخارجية    أسعار المانجو في الأسواق اليوم الأحد 4-8-2024.. تبدأ ب12 جنيها    أسعار الذهب المحلية والعالمية اليوم الأحد 4-8-2024 في بداية التعاملات    سعر الدينار الكويتى اليوم الأحد 4-8-2024 فى البنوك المصرية مقابل الجنيه    وزير الطيران المدني: تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص دون المساس بأصول الدولة    تركيب 100 وصلة مياه مجانا للأسر الأولى بالرعاية في كفر صقر بالشرقية    حزب المؤتمر: المنطقة الحرة بالإسكندرية من أهم المناطق الاقتصادية في مصر    ضمن مبادرة حياة كريمة بالغربية.. إنشاء 6 عمارات سكنية بمجلس قروى حانوت    إصابة مباشرة.. حزب الله يعلن استهداف التجهيزات التجسسية في موقع راميا الإسرائيلي    ممثل الاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية ورئيس قيرغيزستان يبحثان تعزيز التعاون المشترك    الأمم المتحدة تناشد توفير التمويل لمنع مجاعة واسعة النطاق فى السودان    أبو الغيط يدين الهجوم الاجرامي على مطعم بفندق في مقديشو    وزير الأمن القومي الإسرائيلي يدعو المواطنين لحمل السلاح واستخدامه    حملة هاريس تتهم ترامب بمحاولة الانسحاب من المناظرة الرئاسية    أخبار الأهلي: تشكيل الأهلي المتوقع أمام المقاولون العرب في الدوري    منتخب مصر الأولمبى يختتم استعداداته اليوم لمواجهة لفرنسا بنصف نهائى الأولمبياد    وكيله: الشماخ توقف عن التدريبات.. وقيمة عرض الأهلي 650 ألف دولار    الرئيس الجزائري يشيد بالملاكمة إيمان خليف    الموعد الرسمي للإعلان عن نتيجة الثانوية العامة 2024 (تفاصيل)    «الأرصاد»: طقس اليوم حار رطب على القاهرة والعلمين حتى جنوب الصعيد    التصريح بدفن جثة عامل لقى مصرعه غرقا بالترعة الفاروقية في سوهاج    السيطرة على حريق بسطح منزل دون إصابات بالبلينا جنوب سوهاج    القبض على إسلام بحيري لتنفيذ 6 أحكام قضائية في قضايا شيكات بدون رصيد    ضبط مسجل خطر بحوزته أسلحة ومواد مخدرة قبل ترويجها فى الشيخ زايد    مراسلة قناة أون: فعاليات مهرجان العلمين لا تتوقف على مدار الساعة    إبراهيم عبد الجواد: دورى أبطال الساحل من أبرز الفعاليات الرياضية فى العلمين    تعرف على فعاليات وعروض المهرجان القومي للمسرح اليوم    هل الابتلاء بالمرض يكفر الذنوب؟ دار الإفتاء تجيب    محافظ أسيوط يتفقد مستشفى القوصية المركزى لمتابعة سير العمل    غيوم وسحب كثيفة تغطي سماء الوادي الجديد -(صور)    اليوم.. عزاء المنتجين حسام شوقي وتامر فتحي وفتحي إسماعيل ومحمود كمال بمسجد الشرطة    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأحد    "أحد السكان كسر حائط".. تفاصيل معاينة عقار روض الفرج المنهار    القسام تقنص جنديا إسرائيليا في رفح    عباس شراقي يكشف عن طرق زيادة حصة مصر من المياه    فضل الدعاء على الظالم ب حسبي الله ونعم الوكيل    سيف زاهر: كهربا يستعد للرحيل عن الأهلي    ملخص وأهداف مباراة الريال وبرشلونة في كلاسيكو أمريكا.. فيديو    مجانية.. تردد قناة الكويتية الرياضية ل مشاهدة مباراة ريال مدريد وبرشلونة في الكلاسيكو    تعرف علي فضل الصلاة في جوف الليل    هاتريك "القائد" هالاند يقود مانشستر سيتي للفوز على تشيلسي برباعية في 120 ثانية (فيديو)    الحكومة الكندية تنصح رعاياها بعدم السفر لإسرائيل    وداع وانسحاب.. ماذا قدم أبطال مصر في اليوم الثامن من أولمبياد باريس 2024؟    أكثر انتشارًا لدى النساء، تعرف على أعراض قصور ونشاط الغدة الدرقية    إعلان قوائم مؤسسات «التعليم العالى» المعتمدة استعدادًا لبدء التنسيق    وزير الدفاع يشهد اليوم العلمى للكلية الفنية العسكرية    حظك اليوم.. توقعات برج العذراء 4 اغسطس 2024    أدعية للنجاح والتوفيق لطلاب الثانوية العامة    حظك اليوم برج العذراء الأحد 4-8-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الجدي الأحد 2-8-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    لطلاب الثانوية العامة..كيف تقلل التوتر والقلق قبل ظهور النتيجة؟    الصحة تعلن إطلاق البرنامج التدريبي الميداني في الوبائيات للصحة الواحدة    طريقة تحضير الكوكيز بمكونات بسيطة وطعم لذيذ في دقائق    ما حكم إنفاق المرأة على المنزل من مالها الخاص.. أمين الفتوى "فضل وليس واجب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شيخ الأزهر يوصي علماء إندونيسيا بتحصين أبنائهم ضد دعاة التشكيك في حجيَّة السنة
نشر في مصراوي يوم 12 - 07 - 2024

عقدت الجمعية المحمدية الأندونيسية بجاكارتا، حفل استقبال خاص لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمناسبة زيارة فضيلته لإندونيسيا للمرة الثالثة، تحت عنوان "الأزهر الشريف والمحمدية ودورهما الرائد في نشر وسطيَّة الإسلام وتحقيق السلام العالمي"، وذلك بحضور الشيخ حيدر ناصر، الرئيس العام للجمعية المحمدية، وقيادات المؤسسة، ورؤساء الجامعات المحمدية، ونخبة من علماء إندونيسيا ومفكريها.
وفي بداية الحفل، أعرب حيدر ناصر، الرَّئيس العام للجمعية المحمدية الإندونيسيَّة، عن سعادته بزيارة شيخ الأزهر لمقرِّ الجمعية، ودعم الأزهر غير المحدود لمسلمي إندونيسيا من خلال تقديم المنح الدراسية واحتضان أبناء إندونيسيا في جامعة الأزهر، مؤكدًا أنَّ الأزهر يعد أنموذجًا في تطوير التعليم الديني والدعوة إلى الإسلام، وهو المرجعيَّة الإسلامية الأكبر، وعمود من أعمدة الحضارة الإسلامية.
وأكَّد حيدر ناصر أنَّ شيخ الأزهر هو الدَّاعم الأكبر لقضايا العالم الإسلامي والقضايا الإنسانية، فهو ليس إمامًا للمسلمين فحسب، ولكنه رمز للسلام والإنسانية على مستوى العالم، مشيرًا إلى ضرورة تفعيل بنود وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقَّعها فضيلته مع البابا فرنسيس عام 2019، لما تحويه من مبادئ إنسانية ترعى مصلحة الإنسان أيًّا كان لونه أو دينه أو عرقه، مشيرًا إلى تقدير الإندونيسيين للمبادرات التي خرجت من رحم هذه الوثيقة، وفي مقدمتها جائزة زايد للأخوة الإنسانية، التي تُوِّجت بها جمعيتي المحمدية ونهضة العلماء لجهودهما في إرساء السَّلام والأخوَّة الإنسانية داخل إندونيسيا، ومشاركتهما الفعَّالة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال التوسع في إنشاء المعاهد والجامعات والمستشفيات التي تخدم ملايين الإندونيسيين.
وبهذه المناسبة، ألقى فضيلة الإمام الأكبر كلمةً أكَّد فيها أن ارتباط الأمة المحمدية بنبي الإنسانية صلى الله عليه وسلم الذي أخرج البشريَّة من ظلمات الجهل إلى نور العلم، ومن ضيق الوحشية والبطش إلى سعة الرحمة والسلام- لهو ارتباط وثيق لا تزيده الأيام إلا رسوخًا وثباتًا، موضحًا أن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يتدارسون سيرته وأخباره، ويقدرونه حق قدره، ويوقنون بأنه كان حلقة الوصل في تبديد ظلمات الأرض بأضواء السَّماء.
ولفت شيخ الأزهر إلى ظهور صيحات (قديمة متجددة) دأبَتْ على التَّشكيك في قيمة السنة النبوية، وفي ثبوتها وحجيتها، والطعن في رواتها: من الصحابة والتابعين ومَنْ جاء بعدهم، والمطالبة باستبعاد سنَّته الشريفة جملةً وتفصيلًا من دائرة التشريع والأحكام، وأن يكون الاعتماد في التشريع والأحكام على القرآن الكريم وحده، في كل ما يأتيه المسلم وما يدعه من عبادات ومعاملات، وما لا يجده المسلمون منصوصًا عليه في القرآن فإنَّهم غير ملتزمين فيه بأمرٍ أو نهيٍ، أو حِلٍّ أو تحريم، واصفًا إياها بالأمر القديم المتجدد.
وأوضح شيخ الأزهر، أن سلخ القرآن الكريم عن السنة النبوية يضعه في مهب الريح، ويفتح عليه أبواب العبث بآياته وأحكامه وتشريعاته، مبينًا قول العلماء في ذلك حول الصلاة كمثال، فهي ثابتة بالقرآن، ومع ذلك لا توجد آية واحدة في القرآن يتبين منها المسلم كيف يصلِّي، ولا ما هي كيفية الصلاة، ولا عدد ركعاتها وسجداتها، ولا هيئاتها، فهذه التفاصيل وأضرابها لا يمكن تبينها ولا معرفتها ولا الاستدلال عليها إلا من السنة النبوية، التي هي المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام، مشيرًا إلى أن كثيرًا من التشريعات وردت في القرآن مجملة وفصَّلتها السنَّة النبويَّة.
وأوضح شيخ الأزهر أنَّ هؤلاء المشكِّكين على اختلاف أماكنهم وأزمانهم، وتباينات مشاربهم وأذواقهم يجمعهم قاسم مشترك، هو: الشك والرِّيبة في رواة الأحاديث، والإغضاء من قيمة جهود علمية جبارة مضنية، أفنى فيها علماء الأمة وجهابذتها أعمارًا كاملةً، أراقوا فيها ماء عيونهم، بحثًا وتحقيقًا لهدف واحد، هو تمييز الصحيح من غير الصحيح من مرويَّات السنة، وذلك من خلال بحث دقيق، متفرد وعجيب، في تاريخ الرواة وسيرهم العلمية والخلقية، ومنزلتهم في الصدق والضبط والأمانة، ومن المعدل ومن المجروح - حتى نشأ بين أيديهم من دقة التعقب والتقصي والتتبع علمٌ مستقِلٌّ يُعرَفُ عند العلماء بعلم «الإسناد» أو «علم الرجال»، وهو علم لا نظير له عند غير المسلمين، لا قديمًا ولا حديثًا، وذلك بشهادة الأفذاذ من علماء أوروبا ممن توفَّروا على دراسة السنة النبوية، مؤكدًا أن هذا الكلام المنصف لم يكن ليصدر عن علماء الغرب، إلا بعد مكابدات طويلة في الدرس والبحث والتَّنقيب، وبعد أن تبين لهم أن التاريخ لا يعرف شخصًا آخر -نبيًّا أو زعيمًا أو بطلًا- غير محمد صلى الله عليه وسلم، سجلت جميع وقائع حياته، وجميع أفعاله وأقواله وأسفارِه وأخلاقِه وعاداته حتى شكَّل لباسَه، وخطوط وجهه، وكيفيَّة تكلمه ومَشْيه وأكله وشربه ونومه وتبسمه، ونمط عشيرته في أهل بيته وأصدقائه وأعدائه، وغير ذلك مما حَفِلَت به مراجع السير والتاريخ.
وأثنى فضيلة الإمام الأكبر على قيام الأزهر الشريف بتصميم مقرَّرات تُعنى بنقد المتن المنكر، وذلك منذ أن كان فضيلته رئيسًا لجامعة الأزهر في بداية هذا القرن الميلادي؛ حيث إنه طلب ذلك بنفسه من كبار علماء الحديث في كليَّة أصول الدين، بهدف تبيين العلل القادحة في هذا المتن، وأن ينشروا هذا التراث الحديثي النقدي، ويحقِّقوا هذه الكنوز النادرة في هذا الفن، التي لم تأخذ نصيبها الأوفر من الدراسة والذيوع والانتشار.
وأعرب شيخ الأزهر عن تعجُّبه الشديد، من أنَّ النبي قد أخبر أمته –قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان- أن أناسًا ممَّن ينتسبون إليه سيخرجون يومًا من الأيام ينادون باستبعاد سنته، والاكتفاء بها عن القرآن، ويحذرنا من صنيعهم وهم لا يزالون بعدُ في ضمير الغيب، قائلًا: "أليس هذا دليلًا من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم ومعجزةً من معجزاته التي لا ينطفئ سراجها الوهاج على مر الزمان وكر الدهور"، متعجبًا أيضًا من أن بعض منكري السنة يسمون أنفسهم «القرآنيين»، مؤكدًا أنهم هم أبعد الناس عن القرآن الكريم، ولو كانوا قرآنيين حقًّا، وذلك لأنهم أنكرُوا ما أوجب الله تعالى في هذا القرآن من وجوب اتباع سنة النبي، واتباع سبيل المؤمنين، مؤكدًا أن السنة محفوظة بحفظ القرآن الكريم نفسه.
وفي ختام كلمته، أوصى فضيلة الإمام الأكبر علماء إندونيسيا بأن يولوا هذه القضية (حجية السنة النبوية) عنايةً فائقةً، وحبذا لو جعلتموها في متطلَّباتٍ جامعيَّةٍ، بل مقررات دراسية في مراحل التعليم قبل الجامعي، حتى نحصِّن أجيال الشباب ضد اختطافهم إلى حيث لا سنة ولا قرآن، بل ولا دين، قائلًا: "الحديث يطول، وحسبي أنَّني قرعت ناقوس الخطر الذي بدأ يطل برأسه من جديد أيامنا هذه في بلاد المسلمين، شرقًا وغربًا".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.