يلتقى المانحون الدوليون قبيل ظهر اليوم الاثنين فى منتجع شرم الشيخ المصرى على البحر الأحمر، لتقديم مليارات الدولارات من المساعدات لإعادة إعمار غزة وإعادة تأهيل اقتصادها بعد ستة أسابيع من العدوان الإسرائيلى المدمر على القطاع. يعقد المؤتمر على خلفية عودة التوتر فى محيط غزة التى أطلقت منها صواريخ أمس الأحد، على جنوب إسرائيل مما استوجب ردا من رئيس الوزراء الإسرائيلى المنتهية ولايته إيهود أولمرت الذى توعد برد "قاسٍ". وينتظر أن يقدم المانحون 2.8 مليار دولار على الأقل لتمويل خطة إعادة الإعمار والدعم الاقتصادى التى أعدتها السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس. ووفقا لهذه الخطة فإن إعادة الإعمار وإعادة إطلاق الاقتصاد تتطلبان 1.3مليار دولار خلال عامى 2009 و2010، و1.5 مليار لتغطية العجز فى موازنة السلطة الفلسطينية التى تخصص نصفها لقطاع غزة، رغم أن عباس لم يعد يملك أية سلطة فى القطاع الذى سيطرت عليه حركة حماس فى يونيو 2007. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكى أمس الأحد، إنه لن يتم إنشاء آليات جديدة لعمليات التمويل. وأكد "لا توجد آلية جديدة لتمويل إعادة إعمار غزة، ولكن هناك آليات قائمة وهى آليات تابعة للاتحاد الأوروبى والبنك الدولى والأمم المتحدة والبنك الإسلامى للتنمية، وكل هذه الآليات تصب فى صالح دعم السلطة الفلسطينية أى الحكومة الفلسطينية التى قدمت خطتها لإعادة الإعمار". وأضاف أنه لا يوجد توافق دولى على آليات تمويل جديدة. كما صرح الرئيس الفلسطينى محمود عباس قبل وصوله إلى شرم الشيخ، أنه يتوقع من المؤتمر دعما دوليا سريعا من كل الأطراف من أجل إعادة بناء غزة، مشددا على وجوب أن تكون هناك آلية واحدة لهذه المساعدات، وهى من خلال السلطة الوطنية، والتنفيذ عبر المنظمات الدولية. وقال الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبى الخارجية خافيير سولانا "لا أعتقد أننا بحاجة إلى آلية جديدة، الآلية الموجودة هى الأكثر فعالية لإيصال الأموال بسرعة". وتنوى الإدارة الأمريكية تقديم 900 مليون دولار للفلسطينيين، بينها 300 مليون مساعدة إنسانية مباشرة إلى القطاع الذى ألحق به الهجوم الإسرائيلى أواخر ديسمبر وأوائل يناير دمارا هائلا، فضلا عن مقتل أكثر من 1330 فلسطينيا. كما تعهد الاتحاد الأوروبى بتقديم 554 مليون دولار للمساعدات الإنسانية وعمليات إعادة التأهيل فى غزة خلال العام 2009. وسبق أن أعلنت السعودية التبرع بمليار دولار وقطر ب250 مليون دولار. تشارك فى المؤتمر 70 دولة ويحضره وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون والرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ورئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلسكونى. وستعقد على هامش المؤتمر العديد من اللقاءات الثنائية واجتماع للجنة الرباعية الدولية حول الشرق واجتماع بين وزيرة الخارجية الأمريكية ونظرائها من مجموعة 6+2+1 (دول مجلس التعاون الخليجى الست ومصر والأردن والعراق).
