حذر الرئيس المصري حسني مبارك من أن الشعب الفلسطيني والعالمين العربي والإسلامي لا يحتملون المزيد من انتظار سلام لا يجيء ، وأكد أن الوضع في الشرق الأوسط "أصبح منذرا بالخطر والانفجار أكثر من أي وقت مضى". ودعا مبارك في خطابه أمام مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد يوم الإثنين في شرم الشيخ في حضور عدد كبير من قادة العالم الإدارة الأمريكيةالجديدة إلى تنشيط تحرك (اللجنة) الرباعية الدولية" حول الشرق الأوسط ، معربا عن أسفه "لتراجع" إسرائيل عن موقفها من التهدئة وربطها إياها بالإفراج عن جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي المحتجز لدى منظمات فلسطينية في غزة منذ يونيو 2006 ، لكنه أكد أن مصر ستواصل جهودها "لتعديل" موقف الدولة العبرية. أما الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي فحذر هو الآخر من أن الخيار بين السلام والحرب الذي قدمته مبادرة السلام العربية إلى إسرائيل لن يكون مفتوحا في كل وقت. وقال الفيصل في خطابه أمام المؤتمر : "تم إطلاق مبادرة السلام في قمة بيروت عام 2002 ، ولم تجد أي تجاوب من إسرائيل والتي كان عليها كما قال خادم الحرمين الشريفين أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا في كل وقت ، وأن المبادرة المطروحة اليوم لن تبقى (...) إلى الأبد". ووصف الوزير السعودي الوضع في قطاع غزة بأنه "كارثة إنسانية" ، مؤكدا أن المملكة خصصت مليار دولار للمساهمة في إعادة إعمار غزة سيتم تقديمها عن طريق الصندوق السعودي للتنمية. وقال : "لقد خلف العدوان الإسرائيلي الهمجي والوحشي الأخير على قطاع غزة مآسي إنسانية وأوضاعا اقتصادية قاسية وفاقم ما يعانيه الشعب الفلسطيني أصلا من أوضاع مأساوية (..) بسبب استمرار الحكومة الاسرائيلية في تعسفها وسياستها الاستيطانية التي فرضت حصارا جائرا وإغلاقا للمعابر". كما دعا الفيصل الفلسطينيين إلى "احتواء الخلافات الداخلية وتغليب المصلحة الوطنية واللجوء إلى الحوار لحل الخلافات حفاظا على وحدة الشعب الفلسطيني واستقلالية طريقه السيادي". وكان مؤتمر إعادة إعمار غزة قد افتتح يوم الإثنين في منتجع شرم الشيخ بإطلاق دعوات دولية إلى تسوية سياسية للمشكلة الفلسطينية وفتح معابر قطاع غزة ومصالحة وطنية فلسطينية. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن المساعدات الأمريكية إلى قطاع غزة "لا يمكن فصلها عن عملية السلام" ، وأكدت أن "استجابتنا للأزمة اليوم لا يمكن فصلها عن جهودنا الأوسع من أجل الوصول إلى سلام شامل". وأضافت "إننا نسعى كذلك من خلال منحنا مساعدات لغزة إلى تعزيز الشروط التي ينبغي توافرها من اجل التوصل إلى اقامة دولة فلسطينية". وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها ستقدم مساعدات إجمالية إلى الفلسطينيين قيمتها 900 مليون دولار من بينها 300 مليون فقط ستذهب مباشرة إلى قطاع غزة ، أما بقية الاموال فستخصص للسلطة الفلسطينية. وأكدت هيلاري أنها حصلت على "ضمانات" من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بألا تذهب المساعدات إلى حركة حماس التي تضعها واشنطن على قائمة المنظمات الإرهابية. وشدد عباس من جانبه على "الحاجة الماسة لتحقيق تقدم جوهري نحو الحل العادل" ، داعيا "قبل كل شيء إلى وقف جميع النشاطات الاستيطانية وخروج قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى خطوط 28 سبتمبر 2000" ، أي ما قبل انطلاق الانتفاضة الثانية. وطالب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة من ناحيته بفتح المعابر ، معتبرا أنه "الهدف الأول الذي لا غنى عنه" ، ودعا كذلك إلى "مصالحة فلسطينية" مع تأييده "جهود السلطة الفلسطينية وقيادتها من أجل إعادة إعمار غزة". ووجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعوة مماثلة قائلا : "أدعو كل الفلسطينيين إلى التجمع في حكومة وحدة خلف الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس".