الأسبوع الماضى جمعتنى مكالمة هاتفية بوزير الثقافة الجديد الفنان التشكيلى د.أحمد فؤاد هنو، للتهنئة بالمسئولية التى حملها على أكتافه، وحمله حقيبة الثقافة، التى أرى أنها من أخطر الحقائب الوزارية لأن مهمتها الأساسية بناء الإنسان وتعزيز الوعى الثقافى والإبداعى له، فى ظل ظروف شديدة الأهمية وهى سيطرة شبكات التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا على حياته بصفة عامة، واعتمادها على الشائعات فى التعامل مع أفراد المجتمع، الذى غاب عنه الوعى فى وقت ما، من هنا يأتى الدور الذى تلعبه وزارة الثقافة فى إعادة تشكيل الوعى الثقافى للأفراد لمواجهة أخطار الشوشيال ميديا والذكاء الاصطناعى. وخلال حديثى مع وزير الثقافة لمست بداخله حالة من الحماس الشديد لإحداث نقلة نوعية كبيرة في دور وزارته فى حياة المواطن المصرى وحرصه على رفع مستوى الوعى الثقافى والإبداعى له، وحرصه على تحقيق العدالة الثقافية بين أبناء الوطن حتى أبعد قرية مصرية على الحدود، وتطرق حديثنا إلى أن أبرز أولويات وزارته فى الفترة المقبلة خلق منتج ثقافى تنافسى يعتمد على الكفاءات والمتخصصين لتعظيم موارد وزارة الثقافة من أجل توسيع القدرة على تقديم المنتج الثقافى للمواطن بكفاءة عالية فى كل مجالات الإبداع وأيضًا تصدير الثقافة المصرية خارج الحدود الجغرافية من خلال القوة الناعمة، وبلورة استراتيجة خاصة بالصناعات الثقافية الإبداعية تسهم فى إطلاق مبادرات داعمة للعلامة التجارية الوطنية «صنع في مصر»، وأيضًا اكتشاف ودعم وصقل الموهوبين فى كل المجالات الإبداعية، ولمست فى حديث «د. هنو» رغبته الشديدة فى دعم عملية التحول الرقمي داخل وزارته وانشاء منصات إلكترونية لكل مجالات الإبداع والابتكار من خلال مشروع «الثقافة فى جيبك»، الذى يعتمد على استخدام التقدم التكنولوجى، الذى وصلت إليه الهواتف الذكية، واستخدام التطبيقات الالكترونية الحديثة لنشر الثقافة والابداع مثل منصة مكتبة الأوبرا الموسيقية، ومنصة الكتاب المسموع، وأخرى لقصر ثقافة أون لاين، ومعارض الكتب فى المحافظات والمدن بحيث تصبح الهواتف الذكية منصات ثقافية متنقلة. وزير الثقافة الجديد يؤمن بأن بناء الانسان أهم الأولويات ويجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع بناء الحجر، فتدريب الكوادر الفنية ودعم الموهبين لا بد أن يكون بجوار تطوير البنية الثقافية وإنشاء قصور الثقافة والمسارح والمكتبات. واختتم د. أحمد فؤاد هنو حديثه بالإعلان عن إنشاء قطاع للسينما لضم كل ما له علاقة بصناعة السينما من أفلام ودور عرض واستديوهات ومعامل تمتلكها الوزارة وتعظيم الاستفادة منها بأقصي صورة ممكنة، كما وعد بدارسة عودة الدعم المالي للسينما، الذي يبلغ 50 مليون جنيه سنوياً، بعد أن توقف قبل نحو 7 سنوات.. تلك بعض من طموحات وزير الثقافة الجديد.