حققت المراسيم التشريعية التي أصدرها الرئيس السوري بشار الأسد مؤخراً صدى شعبياً واسعاً في الأوساط السورية ، و ابتهاجاً و فرحاً عارماً ليس في كل المدن السورية وحسب ... و إنما في قلوب كل السوريين الحريصين على وحدة الشعب السوري و وحدة تطلعاته و آماله و هو يقف صفاً واحداً قيادةً و شعباً في مواجهة المؤامرات و الدسائس الموجهة لسوريا مباشرة من قوى الإمبريالية العالمية و الصهيونية لأن سوريا لا تزال القلعة الصامدة في وجه الأطماع الاستعمارية و الصهيونية في منطقة الشرق الأوسط .... و هي الداعم الأساسي و الرئيسي للمقاومة العربية في فلسطين و لبنان المناوئة للاحتلال الإسرائيلي لأراضينا العربية . و شملت هذه المراسيم زيادة في الرواتب للموظفين ... و إصلاحات سياسية كالعمل الفوري على إلغاء قانون الطوارئ و إيجاد الإعلام الحر ، و العمل على تعديل قوانين و قوائم تشكيل الأحزاب السياسية ... و أيضا محاربة الفساد المالي الإداري في أجهزة الدولة ... و توجيه المسئولين في كافة وزارات الدولة إلى الاستماع لشكوى المواطنين و الاستجابة لها حسب الأصول ... و من الملاحظ أن هذه الإصلاحات التي أطلقها الرئيس بشار الأسد تعبر عن الشفافية و المرونة و الحكمة في قيادته ، و عن قربه من صفوف الشعب و تهاوي المسافات بين الشعب و السلطة .... و عن حرصه على آمال الشعب السوري و تطلعاته و تحقيقها في الوقت المناسب و لا سيما بأن سوريا شهدت في الأيام القليلة المنصرمة بعض التظاهرات الشعبية في عدة محافظات تطالب بالإصلاح السياسي و الاقتصادي في سوريا ... فجاءت هذه الإصلاحات مستجيبة لمطالب الشعب و تطلعاته .. إلا أن هذه الإصلاحات و المراسيم لم تأت استجابة لهذه التظاهرات كما يخيل للبعض .. و إنما هي نتيجة مسيرة طويلة من الدراسة و العمل الدؤوب منذ أن تولى الرئيس بشار الأسد الحكم في سوريا ..و استمرت إلى هذا اليوم ... و إن اللجان الإدارية التي شكلت بتوجيه منه لإجراء هذه الإصلاحات فهي و كما يعلم الجميع قامت في فترة زمنية سابقة للأحداث و التغيرات التي يشهدها العالم العربي هذه الأيام ... وهذا دليل على حرصه الشديد على مصلحة الشعب السوري ، و على توفير أكبر قدر من الاستقرار الاقتصادي و الاجتماعي لكل أفراد الشعب السوري ، كما أن سوريا في ظلال حكم الرئيس بشار الأسد قطعت شوطاً كبيراً في السير على طريق الحياة الديمقراطية التي تنشدها الشعوب المتقدمة و المتحضرة في عصرنا هذا ... و لعل هذه السمة البارزة في حكم الرئيس بشار الأسد وفرت لسوريا كبلد حضاري و تاريخي يمتد بأصالته إلى حقب ضاربة في الزمن ، الأمن و الأمان و الاستقرار ، حتى صارت سوريا و بشهادة جميع المحللين السياسيين في العالم أجمع البلد الأول في العالم الذي يتوفر فيه الأمان و الأمن ... كما شاركت في تجلي هذا الأمر و تحققه طبيعة الشعب السوري التي تميل غالباً إلى الهدوء و النظام و عشق الرتابة في الحياة ، و محبتهم لبلدهم و غيرتهم عليها ..! و لهذا ... لم يتمكن المتآمرون على سوريا و على قيادتها و شعبها أن ينجحوا في تحقيق دسائسهم و فتنهم التي ينسجونها بمساعدة قوى الامبريالية والصهيونية العالمية ... لأن الشعب السوري أوعى من أن يستجر إلى تلك الأنفاق المظلمة و المجهولة التي يرسم منزلقاتها أولئك الذين لا يهمهم إلا أن يروا الشعب السوري يلفه الإعصار ، و تعصف فيه الفتن ، و تتحكم في العداوات ، لكي يسهل السيطرة عليه و التحكم بمصيره بشكل يضمن أمن دولة الكيان و الاحتلال الصهيوني لأرضنا العربية . و من ثم أتت هذه الإصلاحات في وقتها المناسب لتقطع الطريق على هؤلاء .. و أولئك من أن ينالوا من مكانة الشعب السوري ، أو أن يدنسوا أعتاب بلاد الشام الطاهرة ، كما سبق لهم و أن دنسوا بلداناً عدة من وطننا العربي الكبير ... و ها هو الشعب السوري في كافة فئاته و في كافة المدن السورية خرج مبتهجاً في تظاهرات فرح عارم يعبر عن ولائه لقيادته ، و عن التفافه حول هذه القيادة ، و سيره خلفها مادام أن هذه القيادة تسهر من أجل تأمين متطلباته و تحقيق الأمن و الطمأنينة و الكفاية المعيشية له ... و بهذا تحقق معنى قول الرسول الأعظم ، و بشارته لرئيس سوريا و لشعب سوريا و لمستقبل سوريا : " معقل المسلمين من الملاحم دمشق " وقوله : " إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم " و حقاً ... سوريا الله حاميها ... من الزلازل و العواصف ... و من عبث العابثين ... و من حقد الحاقدين ... و من حسد الحاسدين الله يحميك يا شام ...! بقلم : عبد الرزاق كيلو [email protected]