محمود أباظة: الأحزاب السياسية مشروع وليست أبنية.. وبعض المقرات كانت قهاوي    مدبولي: بعض الخبراء يتحدثون في الإعلام وهم يفتقدون المعلومة الصحيحة    أوائل الثانوية الأزهرية يتحدثون لفيتو ويروون قصص نجاحهم.. الأولى على الثانوية الأزهرية في فلسطين: تركت دياري وأهلي بسبب الحرب وجئت للدراسة بمصر    محافظ دمياط يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات "حياة كريمة" بكفر سعد    وزير الطيران: نسعى لوضع مصر للطيران بين أفضل 100 شركة بالعالم    الخميس المقبل.. وزارة التضامن تبدأ صرف معاشات شهر أغسطس 2024    4 قتلى و44 جريحا في احتجاجات على إعادة انتخاب مادورو    الطقس الحار يشعل حرائق في غابات اليونان ومنطقة البلقان    فتحي سند يكتب: يمنى.. وزياد!!    رسميا.. الجزيرة الإماراتي يعلن ضم محمد النني    بالأسماء، حركة تنقلات مباحث القاهرة.. والجيزة خلال ساعات    وزير السياحة يعقد اجتماعاً لمتابعة تطوير أوراسكوم لمنطقة الأهرامات    أحمد عبد العزيز: مهرجان العلمين يشجع الحركة المسرحية في مصر    رئيس الوزراء: مصر في الحد الأقصى للحدود الآمنة بالنسبة للدين الخارجي    هال عنبر تكشف تفاصيل الحالة الصحية ل أحمد رزق بعد خضوعه لعملية جراحية    بسبب الأحداث الأخيرة.. محمد رمضان يكشف حقيقة إلغاء حفله في بيروت (فيديو)    بدء حفل الفرقة المصرية للموسيقى بأغنية التوبة للعندليب بمهرجان العلمين الجديدة    فلكلور سوهاج يدشن عروضه بصيف مطروح    أمين الفتوى يحسم الجدل: هل إطلاق اللحية واجب وأمر به النبي؟    الخميس، انطلاق مبادرة "100 يوم صحة" في البحيرة    «الأهلي» يفتتح وحدة القسطرة القلبية لأطفال «أبو الريش» الياباني    جامعة القناة تنظم قافلة طبية مجانية ضمن "حياة كريمة" بأم عزام بالإسماعيلية    اجتماع خريجي الدفعة الأولى من المبادرة الرئاسية 1000 مدير مدرسة    محافظ القليوبية يعقد اللقاء الجماهيري بالخانكة لبحث مشاكل المواطنين وحلها    «مابولولو» يقود هجوم الاتحاد السكندرى فى مواجهة إنبى بالدورى غداً.. والفريق يفقد جهود «الثنائى»    محافظ البحر الأحمر يصدر قرار هام حول تخفيض درجة تنسيق الثانوي العامة    حبس المتهمين بنشر فيديو مفبرك عن سرقة جثامين الموتى بالشرقية 4 أيام    قومي المرأة يشكر رئيس مجلس الدولة لإصداره قرارًا بإلحاق 3 قاضيات بالمكتب الفني    مقتل وإصابة 231 أشخاص إثر انهيار أرضي بالهند    استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف استهدف مُخيم "النصيرات"    "العالم علمين".. جامعة طنطا تشارك بفعاليات المهرجان بوفد من طلاب كلياتها    وزيرا الزراعة والبيئة يبحثان جهود مواجهة التغيرات المناخية وتأثيراتها على صغار المزارعين    فوز نادى الهجن والفروسية بالوادى الجديد بالمراكز الأولى فى بطولة العلمين    خبير اقتصادى: مصر اتخذت إجراءات تصحيحية جذرية فى مسار الاقتصاد    وزيرا التضامن والصحة يتفقان على إجراءات عاجلة لتيسير استخراج بطاقة الخدمات المتكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة    كيف تحافظ على وزنك؟.. 4 نصائح للحد من الإفراط في تناول الطعام    أرباح الدلتا للسكر تتراجع 14% .. فما الأسباب؟    محافظ المنيا: جولاتي الميدانية هدفها معرفة حجم المشكلات على الأرض    مفتي الأردن: ما يحدث في غزة واقعًا عمليًّا على الانحدار الأخلاقي للجهات المتطرفة    مدبولي: تجاوزنا الفترة الأصعب فيما يخص الوضع الاقتصادي    «الداخلية» تكشف تفاصيل استغاثة أجنبية من السخرية أثناء المشي في الغردقة ب البحر الأحمر    آخر تطورات صفقات برشلونة في الميركاتو الصيفي    إحالة أوراق شاب بتهمة قتل طفل بالفيوم للمفتي    بعد مشاركة إسرائيل.. أكاديمي ياباني يصف أولمبياد باريس بالمزبلة الرياضية: سكان غزة منسيون    "ارحلو الآن".. وزير الخارجية البريطاني يوجه رسالة إلى مواطنيه في لبنان    في أغسطس أم سبتمبر؟.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2024    مرتضى منصور يعلن موقفه بشأن السائق المتسبب في وفاة شقيقته    السيسي يستقبل رئيس جمهورية تشاد بالعلمين الجديدة    واشنطن: لا نعتقد أن المواجهة بين إسرائيل وحزب الله واقعة لا محالة    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل منزل في أوسيم    إصابة 5 أشخاص إثر حادث انقلاب سيارة في الشرقية    بعد وفاتها.. قرار من النيابة بشأن المتهم بدهس شقيقة مرتضى منصور في المهندسين    رئيس اللجنة الاولمبية المصرية في حوار خاص لليوم السابع: نتعرض لهجوم غير مبرر وأتوقع حصولنا على 7 ميداليات    في جولته بالمتحف المصري الكبير.. وزير السياحة يستمع لآراء مجموعة من السائحين    برعاية كوكاكولا.. كيف حل مجلس الزمالك أزمته ب 70 مليون جنيه؟    "مِنْ أَسْبَابِ الرِّزْقِ الخَفِيَّةِ التَّقْوَى" الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة المقبلة    خلال 24 ساعة.. ضبط 44829 مخالفة مرورية متنوعة    خالد الجندي: الموسيقى حلال بأدلة الكتاب والسنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفتي: ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ
نشر في صوت الأمة يوم 11 - 07 - 2024

بين الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية خلال اجابة على سائل يقول سائل يقول: سمعت أن هناك أذكارًا وأدعية تقال في الحرّ الشديد، ودرجة الحرارة مرتفعة جدًّا في هذه الأيام؛ فنرجو منكم بيان ما يقال من الأدعية في هذه الأحوال.

الجواب
يستحبُّ للإنسان عند اشتداد الحرِّ أن يُكثر من قول "لا إله إلا الله"، وأن يستعيذ بالله تعالى من النار ومن حرِّ جهنم، وأن يسأله سبحانه العافية؛ فيقول: "اللهم أجرني من حَرِّ جهنم"، أو "اللهم أجرنا من النار، ومن عذاب النار، ومن كلِّ عملٍ يقربنا إلى النار، وأصلح لنا شأننا بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفَّار"، ويجوز أن يدعو بغير ذلك من الأدعية التي يباح الدعاء بها عندما يحصُل للإنسان ما يقلقه أو يزعجه.
بيان أثر الدعاء في رفع البلاء والتوجيه الشرعي للإنسان إذا أصابه شيء يصعب عليه تحمله
من المقرر أن التوجيه الشرعي للإنسان إذا أصابه شيء يصعب عليه تحمله، أو كان سببًا في حصول المشقة عليه: أن يلجأ إلى الله تعالى راجيًا كشف الضر وإزالة البأس؛ فقد قال الله تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل: 62]، وقال جلَّ شأنه: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: 67].

وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وَإِنَّ الدُّعَاءَ وَالْبَلَاءَ لَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، و"المعجم الأوسط"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.

ورُوي مُرسلًا عن الحسن البصري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اسْتَقْبِلُوا أَمْوَاجَ الْبَلَاءِ بِالدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ» رواه أبو داود في "مراسيله".

قال الإمام ابن بطال في "شرح صحيح البخاري" (3/ 47، ط. مكتبة الرشد): [السُّنَّة عند نزول الآيات: الاستغفار والذكر والفزع إلى الله تعالى بالدعاء، وإخلاص النيات بالتوبة والإقلاع، وبذلك يكشف الله تعالى ظاهر العذاب؛ قال الله تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا﴾] اه.

وقال العلامة ابن رجب الحنبلي في "اختيار الأَوْلَى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى" (ص: 115، ط. مكتبة دار الأقصى): [فالمؤمن: مَن يستكين قلبه لربه، ويخشع له ويتواضع، ويظهر مسكنته وفاقته إليه في الشدة والرخاء، أما في حالة الرخاء: فإظهار الشكر، وأما في حال الشدة: فإظهار الذل والعبودية والفاقة والحاجة إلى كشف الضر] اه.

ولا يخفى أن الحرَّ مشقة تلحق بالإنسان، وجهد ينزل ساحته؛ ولذا فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن شدة الحر من فيح جهنم؛ كما في حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» متفقٌ عليه.

قال الإمام الزرقاني في "شرحه على موطأ الإمام مالك" (1/ 111، ط. مكتبة الثقافة الدينية): [سَجْرُ جهنم سبب فيحها، وفيحها سبب وجود شدة الحر، وهو مظنة المشقة] اه.
ما يقال عند اشتداد الحر
أما ما يقوله الإنسان عندما يشتد عليه الحرُّ فقد ورد أنه يقول: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه" وأنه يدعو الله تعالى بقوله: "اللهم أجرني من حَرِّ جهنم".

وذلك لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ أَلْقَى اللَّهُ تَعَالَى سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ إِلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الْأَرْضِ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ: إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَنِي مِنْكِ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ» رواه البيهقي في "الأسماء والصفات"، وذكره أيضًا مختصرًا في "الاعتقاد"، وابن السنّي وأبو نعيم في "عمل اليوم والليلة".

وهذا الحديث وإن كان ضعيفًا فإنَّه ممَّا يعمل به في فضائل الأعمال على ما هو المقرر عند عامة العلماء في مثل ذلك؛ كما قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 8، ط. دار الفكر): [قال العلماءُ من المحدّثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويُستحبّ العمل في الفضائل وفضائل الأعمال بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعًا] اه.

وحتى لو لم يرد في الباب إلا هذا الحديث الضعيف فإنَّ النصوص الصحيحة الأخرى العامَّة التي تُرَغِّب في الدعاء وكثرة الذكر مطلقًا، وفي الاستجارة وطلب الوقاية من النار على الخصوص تكفي في إثبات المشروعيَّة؛ إذ إن القاعدة عندهم أن العامَّ يبقى على عمومه، والمطلق يجري على إطلاقه حتى يأتي مُخصِّص أو مُقيِّد. ينظر: "البحر المحيط" للعلامة الزركشي (5/ 8، ط. دار الكتبي)، و"التلويح على التوضيح" للعلامة التفتازاني (1/ 117، ط. مكتبة صبيح).

وقد رغَّب الشرع الشريف في الاستجارة من النار وطلب الوقاية منها بالعفو والمغفرة؛ حيث قال الله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة: 201]، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 16].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " مَا اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنَ النَّارِ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلَّا قَالَتِ النَّارُ: رَبِّ، إِنَّ عَبْدَكَ فُلَانًا قَدِ اسْتَجَارَكَ مِنِّي فَأَجِرْهُ.. الحديث" أخرجه الإمامان أبو يعلى وإسحاق بن راهويه في "المسند"، والإمام البيهقي في "الدعوات الكبير".

كما يجوز للإنسان أن يدعو بغير هذا الدعاء من الأدعية التي يباح الدعاء بها عندما يحصل للإنسان ما يقلقه أو يزعجه؛ رغبةً في أن يدفع الله تعالى عنه هذا الأمر ومشقته؛ ففي السُّنَّة النبوية المطهرة كثيرٌ من الأدعية والأذكار التي يلتجئ بها العبد إلى الله تعالى عند وقوع ما يُفْزِعُه أو يقلقه متضرعًا راجيًا من ربه تعالى أن يكتب له السلامة والنجاة؛ فمنها: ما جاء عن عبد الله بن عمر، عن أبيه رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق، قال: «اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ» رواه الترمذي في "سننه"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، والإمام أحمد في "مسنده"، والحاكم في "المستدرك".

ومنها ما يقال عند الكرب والهم: "هو الله، الله ربي لا شريك له"؛ لما جاء عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا راعَه شيء قال: «هُوَ اللهُ، اللهُ رَبِّي لا شَرِيكَ لَهُ» رواه النسائي في "السنن الكبرى"، وأخرجه أبو داود وابن ماجه في "سننهما" والطبراني في "المعجم الكبير" عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها.

الخلاصة
بناءً على ذلك: فإنه يستحبُّ للإنسان عند اشتداد الحرِّ أن يُكثر من قول "لا إله إلا الله"، وأن يستعيذ بالله تعالى من النار ومن حرِّ جهنم، وأن يسأله سبحانه العافية؛ فيقول: "اللهم أجرني من حَرِّ جهنم"، أو "اللهم أجرنا من النار، ومن عذاب النار، ومن كلِّ عملٍ يقربنا إلى النار، وأصلح لنا شأننا بفضلك وكرمك يا عزيز يا غفَّار"، ويجوز أن يدعو بغير ذلك من الأدعية التي يباح الدعاء بها عندما يحصُل للإنسان ما يقلقه أو يزعجه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.