فشلت هجمات بالقنابل وقذائف المورتر في منع العراقيين من الادلاء بأصواتهم يوم السبت في اول انتخابات عامة تشهدها البلاد منذ رحيل القوات الامريكية عن العراق قبل اكثر من عام. وتقيس الانتخابات المحلية قوة الاحزاب السياسية قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجري في عام 2014 لاختيار حكومة جديدة في بلد منقسم بعمق على اساس طائفي . وانفجرت نحو 12 قنبلة صغيرة وسقطت قذائف مورتر قرب مراكز الاقتراع في مدن بشمال وجنوب العاصمة وقالت الشرطة ان ثلاثة ناخبين وشرطيا اصيبوا بجروح في اللطيفية بجنوب بغداد بسبب انفجار قذيفة مورتر. وتصاعدت أعمال العنف والتفجيرات الانتحارية منذ بداية العام حيث تعهد الجناح المحلي لتنظيم القاعدة وإسلاميين سنة باذكاء مواجهات واسعة النطاق بين المزيج العرقي والطائفي القابل للاشتعال الذي تتكون منه البلاد. ولن تعلن النتائج الاولية قبل عدة ايام لكن السلطات الانتخابية قالت ان 50 في المئة من الناخبين الذين لهم حق التصويت - اي اكثر من 6.4 مليون شخص - شاركوا في التصويت يوم السبت وهي نسبة مطابقة لآخر انتخابات للمجالس المحلية اجريت عام 2009. وبعد اغلاق باب التصويت قال مسؤول محلي في بعقوبة - على بعد 65 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من بغداد - ان الناخبين الغاضبين الذين لم يتمكنوا من العثور على اسمائهم في القوائم الانتخابية احرقوا اربعة من صناديق الاقتراع في واحد من مراكز التصويت. ومنذ ان انسحبت القوات الامريكية في ديسمبر كانون الاول عام 2011 اصيبت الساحة السياسية العراقية بالشلل نتيجة للاقتتال الداخلي بشأن اتفاقات اقتسام السلطة حيث يتهم منافسو نوري المالكي رئيس الوزراء الشيعي بتعزيز سلطته على حساب الشركاء السنة والاكراد. وبالنسبة للمالكي فان الاداء القوي لائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه قد يعزز توليه فترة ثالثة في الانتخابات التي ستجري عام 2014 حيث لمح الى خطط للتخلي عن اتفاق اقتسام السلطة لتشكيل حكومة اغلبية. وسوف يحاول المنافسون من السنة المنقسمون بشدة بشأن كيفية العمل مع حكومته الحد من هيمنة المالكي على المجالس المحلية. وبدا ناخبون كثيرون متحيرين بين الامل في التحسن وعدم الاكتراث بحجم التغيير بعد انتخاب نحو 450 عضوا في المجالس المحلية التي تملك انتخاب محافظي المحافظات. وقال احمد عبد الحميد الذي يدلي بصوته في بغداد بعد عشر سنوات من عبور القوات الامريكية الحدود في غزو العراق للاطاحة بصدام حسين "الناس لا صبر عندهم. لم يكونوا مستعدين للسرعة التي وصلنا بها إلى الديمقراطية." وقال "ظنوا ان كل شيء سيتغير بانتخابات واحدة ما زلنا نحتاج إلى وقت. ربما نحتاج ثلاث أو اربع انتخابات." ويشعر كثير من العراقيين بالاحباط ازاء عدم الامان والبطالة والفساد المتفشي ونقص الخدمات الاساسية بعد عقد من الغزو الذي اطاح بالرئيس الراحل صدام حسين وساعد في تفجر قتال طائفي قتل فيه عشرات الالاف في عامي 2006 و2007 . وأسفر هجومان على مسجدين للسنة والشيعة يوم الجمعة عن مقتل ثمانية اشخاص على الاقل. وقتل مهاجم انتحاري 32 شخصا في انفجار بمقهى شعبي بأحد الاحياء التي يغلب السنة على سكانها في بغداد في اليوم السابق. وأجل التصويت في محافظتين أغلب سكانهما من السنة بسبب تحذير المسؤولين المحليين من انهم غير قادرين على توفير الامن هناك وهو قرار دعا واشنطن إلى دعوة الحكومة إلى ضمان عدم تهميش الناخبين السنة. ومنذ ديسمبر كانون الاول نزل عشرات الآلاف من المحتجين السنة الى الشوارع للتظاهر كل أسبوع ضد ما يقولون انه تهميش لطائفتهم من جانب حكومة المالكي التي يتزعمها الشيعة. وتقول سلطات الانتخاب ان التصويت الذي تم تعليقه في محافظتي الانبار ونينوى قد تجري في الشهر القادم. وقال ميثم جلال وهو طالب جامعي بمحافظة الانبار "تعليق الانتخابات كان رصاصة الرحمة للمظاهرات. لقد فقدنا كل شيء... الانتخابات حق مشروع انتزعته الحكومة دون أي خوف."