أدلى العراقيون، بأصواتهم في انتخابات المجالس المحلية اليوم، في أول اقتراع منذ أن غادرت القوات الأمريكية البلاد. وفي وقت سابق اليوم، انفجرت نحو عشر قنابل صغيرة وسقطت قذائف مورتر، قرب مراكز اقتراع في اللطيفية بجنوب بغداد ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص على الأقل. لكن مراقب انتخابات في العاصمة، قال إن التصويت كان يجري بسلاسة وأنه راضٍ عن تأمين صناديق الاقتراع في الانتخابات التي ينظر إليها على أنها مؤشر رئيسي على القوة السياسية قبل الانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل. وتشهد الساحة السياسية العراقية، انقساما شديدا وفقا للتقسيمات الطائفية حيث تواجه حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، أزمة بشأن كيفية اقتسام السلطة بين الشيعة والسنة والأكراد الذين يديرون منطقتهم في الشمال. وقال الناخب صبيح جاسم محمد، المقيم في بغداد أنه يتمنى حدوث تغيير للبلاد. وأضاف محمد، الذي كان من بين قلة من المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم في الصباح الباكر، في مركز اقتراع بحي الكرادة أن العراقيين يصوتون كل مرة ولا يحدث شيء وأنهم أتوا للتصويت هذه المرة أيضا على أمل أن يروا تغييرا. وتصاعدت أعمال العنف والتفجيرات الانتحارية منذ بداية العام حيث تعهد الجناح المحلي لتنظيم القاعدة وإسلاميين سنة بإذكاء مواجهات واسعة النطاق بين المزيج العرقي والطائفي الذي يتألف منه سكان البلاد. ويراقب أكثر من 200 مراقب دولي الانتخابات في أنحاء العراق وجرى تشديد الإجراءات الأمنية مع ترشح أكثر من ثمانية آلاف للفوز بنحو 450 مقعدا في انتخابات مجالس المحافظات التي تختار المحافظين. وقتل أكثر من عشرة مرشحين معظمهم من السنة خلال الحملات الانتخابية. وقال المراقب الدولي وسفير منظمة التعاون الإسلامي لدى العراق، حميد علي، أنه معجب بالإجراءات الأمنية عند مراكز الاقتراع. وأضاف أن التصويت يجري بسلاسة في المراكز التي زارها وأنه لاحظ حرص المسؤولين على توفير الأمن. ويشعر كثير من العراقيين بالقلق بشأن الأمن والوظائف والخدمات الأساسية الشحيحة بعد عشر سنوات على الغزو الأمريكي الذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين، وأطلق شرارة إراقة الدماء الطائفية التي أودت بحياة عشرات الآلاف عامي 2006 و 2007. وتساءل العراقي أبو قدوة عن جدوى التصويت إذا كانت القوائم كما هي والمرشحين لم يتغيروا؟. ومن شأن الظهور القوي لائتلاف دولة القانون الشيعي الذي يتزعمه المالكي أن يفتح الطريق أمامه للفوز بثالث فترة له في الانتخابات التي ستجري في 2014 حيث لمح إلى تخليه عن اتفاق اقتسام السلطة غير العملي ليشكل حكومة أغلبية. ويرغب منافسو المالكي من السنة المنقسمون بشأن كيفية التعامل مع حكومته ومنافسوه من الشيعة في الحد من هيمنته على السلطة بالحصول على عدد كبير من المقاعد في انتخابات مجالس المحافظات. ولن تشارك في الانتخابات التي تجري اليوم ثلاث محافظات في الإقليم الكردي شبه المستقل الذي يديره الأكراد منذ عام 1991 ومدينة كركوك المتنازع عليها التي يعيش فيها مزيج عرقي.