حينما تعرضت مصر، لمصائب كبرى فى التاريخ القديم والمعاصر حتى آخر المصائب الكبرى التى تعرضت لها مصر، يوم الاعتداء الغاشم من قوات الأمن بقيادة (العادلى) على شعب مصر، والقتل على الهواء مباشرة من مدينة السويس يوم 25 يناير 2011، ومن ميدان التحرير، وفوق كوبرى قصر النيل، حيث كانت سيارات الأمن المركزى تدهس الشباب (عينى عينك) وتنقل كاميرات التليفزيون للمصريين وللعالم كله عملية القتل والضرب، ثم تلك المصيبة (البدوية) التى دخل فيها (بلطجية) النظام على صهوة (الجمال والبهائم) تدهس وتضرب بالسيوف والسنج والعصى المتظاهرين، وأيضاً نُقِلتْ هذه الأحداث عبر الفضائيات على الهواء مباشرة! ثم تلك الليالى التى اشتعلت فيها الميادين بقنابل الدخان والخرطوش والرصاص الحى، وزجاجات المولوتوف، كلها تضرب المتظاهرين والرد على القوات بنفس الأسلوب مما توفر لدى المتظاهرين من أدوات، ودخول عناصر جديدة لتشكل المصيبة حجمها الضخم، حيث أصبحت هناك حرب حقيقية بين الشعب كله وقواته الشرطية والسرية مواجهة، وجه لوجه! كانت هذه آخر المصائب التى عاشها شعب مصر كله فوقف الشعب متحدياً، صلباً، قوياً، متمسكاً بهدفه، «الشعب يريد إسقاط النظام، «الشعب يريد محاكمة الرئيس»، «الشعب يريد إعدام الرئيس» هكذا تطورت نداءات «شعب مصر»، وقف المسلم والمسيحى، يؤدون طقوسهم الدينية فى حماية بعضهم البعض، انقسم الشعب المصرى دون قيادة إلى لجان شعبية تحمى الأعراض والأملاك الخاصة والعامة، لجان شعبية تحمى الميادين والمتظاهرين، انقسم «شعب مصر» إلى من يواجه القوات المعتدية أو من يسعف الجرحى فى المستشفيات الميدانية التى أنشأها شباب المصريين فى مواقع المواجهة، ومنهم من أصبح ممولاً بالغذاء والدواء والمياه، كتائب من المصريين سيدات وأطفال ورجال أصبحوا هم الخطوط الخلفية للشباب المواجه لقوات النظام. اتحد «شعب مصر» كله أمام أكبر المصائب المعاصرة فى حياتنا، مصيبة خطف «مصر» ومحاولة توريثها بعد استنزاف أصول البلاد ومواردها، ومصانعها، وخيراتها. كان الشعب قد فاض به الكيل، سُلِبَتْ أمواله وزيفت انتخاباته، وتسيدوه هؤلاء الفسدة والظلمة والجهلاء، والأغبياء، وأصبحت «مصر» قاب قوسين أو أدنى فى الحضيض بين دول العالم، ولم يستطع شعب «مصر» أن يستمر فى هذه المهزلة! خرج «شعب مصر» ليواجه المصيبة الكبرى ولكى يقف (يداً واحدة) لكى يعيد بلده الذى اختطف دون ضمير، و دون رحمة حاولوا الاستمرار فى اغتصاب الوطن. هكذا تستمر المصائب الكبرى هى العنوان الرئيسى لتجمع «شعب مصر»، منذ عهد الفراعنة، حينما كان فيضان النيل يهاجم الأراضى الزراعية، فيقف «شعب مصر» كله أمام الفيضان، وحتى فى الحياة المعاصرة، حينما وقف «شعب مصر» كله أمام العدوان الثلاثى عام 1956، وفى المواجهة كانت مدينة «بورسعيد» الباسلة، وفى عام 1967، وقف «شعب مصر» كله، ورفض تنحية «عبد الناصر» عن منصبه ، ووقف الشعب فى حرب الاستنزاف ووقف «شعب مصر» فى حرب 1973 حتى العبور العظيم، كما وقف «شعب مصر» حينما أصابنا زلزال 1992، ووقف حينما أصابت بعض بلادنا السيول، هكذا «شعب مصر» تجمعه المصائب الكبرى، فهل نحن اليوم فى احتياج لمصيبة كبرى لكى تعيد «شعب مصر» للوعى؟