شن شيعة مصر هجوما عنيفا على الأزهر الشريف بعد اعلانه عن تفعيل لجنة لمواجهة التشيع وعمل مقررات دراسية ودورات تثقيفية للدعاة لتفنيد التشيع وكشف وسائله والسلبيات التى تحيط المذهب الشيعى.
طاهر الهاشمى
وقال الطاهر الهاشمى الناشط الشيعى ونقيب السادة الاشراف بالبحيرة إن وجود لجنة لمواجهة التشيع من الأمور التى تفرق الأمة وتمزقها ولا توحد.
واستدرك : «كم يصعب على نفس كل مصرى له حق الحياة على أرض مصر أن الأزهر الشريف الذى كان يمثل قلعة من قلاع التقريب بين المذاهب ويعمل على تضميد الجروح التى تسببها الفرقة، أصبح يؤكد الفرقة حيث كان فى الفترة السابقة والماضى القريب جدا يمثل من خلال علمائه الأجلاء الوسطية ومنبع التقريب بين المذاهب الإسلامية وقد قال شيخ الأزهر الحالى الدكتور أحمد الطيب قبل أن تدخل الوهابية إلى الأزهر: إن العلاقة بين السنة والشيعة يجب أن تكون بعيدة عن عبث السياسات».
وأوضح الهاشمى أن الدفاع عن عقيدة أهل السنة لا يكون بمهاجمة المذاهب الأخرى وإنما بإظهار السماحة والمحاسن واليسر والسعة فى هذا المذهب، خاصة أننا فى وقت بحاجة فيه للوحدة وليس الفرقة، مؤكدا أن الدعوة إلى مواجهة المذاهب الإسلامية هى أكبر مؤامرة لتفريق الأمة الإسلامية وتمزيق وحدتها .
وشدد على أن الصراع بين السنة والشيعة هو مؤامرة سياسية شيطانية وليست قضية دينية، فطوال التاريخ كله وديننا واحد ومذاهبنا متعددة.
أضاف أن حال الازهر تجاه الشيعة تغير فجأة وسريعا وأصبح الأزهر الآن يصدر بيانات تفتح الجروح ولا تضمدها وتفرق الأمة وتشق وحدتها، وتسعى إلى بداية توتر مجتمعى ومذهبى خطير ومريب ليس فى مصر وحدها ولكن فى العالم الإسلامى كله هذا التوتر يؤدى إلى تمزيق الأمة الإسلامية فى مؤامرة صهيونية وهابية أمريكية . هذه المؤامرة التى تقود الوطن إلى فتنة مذهبية لا تحمد أبدًا عقباها .
وعلل الهاشمى قيام الأزهر بإنشاء تلك اللجنة فى تصريحات خاصة بأنها جاءت لإرضاء بعض التيارات المتشددة التى ظهرت حديثا وهى واردة لنا من خارج الحدود، مشيرا إلى أن الأزهر أصدر مؤخرًا بيانًا يظهر فيه نيته لمواجهة الفكر الشيعى وكأننا قد نجحنا فى المواءمة بين كل الأديان والمذاهب، ورحنا نبحث عن حرب مذهبية وطائفية من نوعٍ آخر.
وتساءل الهاشمى قائلا: «من العجيب والغريب أن تكون هناك لجنة لمواجهة التشيع وليس لمواجهة الصهيونية والفرق الهدامة بحجة أن هناك مخاطر يحملها الفكر الشيعى لأهل السنة، وأن هناك أفكارًا شيعية تزعزع ثوابت الأمة، ولو صدقوا لتعرَّضوا لمناقشة تلك الأفكار وتفنيدها، فى مؤتمرات علمية لا تضع أمامها هدفًا سوى مصلحة مصر والإسلام والمسلمين».
واكد أن مواجهة الفكر الشيعى بهذه الطريقة الضعيفة التى تقوم على الانفرادية هى الحل، وهل الحل بعد سنوات التقريب بين المذاهب التى قال بعدها الأزهر إن نسبة التوافق بين المذهبين السنى والشيعى أكثر من 95% وأن الاختلافات هى فقط أقل من 5% هى مواجهة المذهب الشيعى.
واستدرك: «هل أصبح الأزهر الذى كان يفترض أنه المرجعية الدينية الوسطية المعتدلة فى مصر والشرق الأوسط غير قادر على عمل المؤتمرات الفكرية التى هى الطريق العادل لمعرفة الآخر وكيفية التعامل معه بما يحفظ سلامة المجتمع ويحافظ على حرية الاعتقاد وهى الطريق الوحيد الذى يتيح للعامة رؤية الأفكار والحكم عليها بدلاً من مهاجمة الطرف الآخر دون الاستماع إليه، وأخيرًا نرجو أن يعود الأزهر إلى دوره التوحيدى وألا ينجرف مع التيارات التفريقية والتى تعارض منهجه وفكر علمائه الوسطى التقريبى على مر العصور.
واختتم كلامه قائلا: نحن نعيش مؤامرة الفوضى الخلاقة الأمريكية التى تدعو إلى تفتيت الأمة، ولقد نجحوا فى السودان، وهم فى الطريق فى ليبيا، ونارهم بدأت فى سوريا، فهل ياعلماء الأزهر ترضون بأن تكونوا عود الثقاب لإشعال فتنة التفتيت فى مصر والعالم الإسلامى؟!!
وعن موقف الازهر من انشاء لجنة للمواجهة وكونها تفتيتًا وتفرقة بين السنة والشيعة قال د. محمد مختار المهدى عضو اللجنة إن مصر بلد سنى ينبغى الحفاظ على تكوينه المذهبى ولذلك تم تشكيل لجنة متخصصة، برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تضم ممثلين عن تيارات دينية سنية مختلفة، حيث يعكف الأزهر على الدفاع عن عقيدة أهل السنة، ليس فى مصر وحدها، وإنما فى مختلف بلاد العالم الإسلامى السنية كالدول العربية وتركيا وغيرها.
اضاف أنه من المقرر أن تصدر اللجنة كُتيبات كلها فى حب آل البيت على الطريقة السنية، وفى الرد على البدع والخرافات التى يدعيها الشيعة، وتوضح عقائد السنة والجماعة فى آل البيت، وموقفهم من العصمة والأئمة، كما تعرض عقائد أهل السنة فى المسائل الخلافية مع الشيعة بصور مختلفة تناسب المراحل التعليمية المختلفة، وتعرض أيضا مناقب الصحابة ودور السيدة عائشة ومكانتها.
موقف الأزهريين وعن موقف علماء الأزهر فى مواجهة التشيع يؤكد الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى وزير الأوقاف السابق أنه لا يوجد ما سيغير عقيدة الشيعة فى كثير من القضايا وينبغى التصدى ضد نشر الفكر الشيعى، ولابدان نطالبهم بوقف هذا السيل من الفضائيات التى تخدش مشاعر الأمة وكيف يطلب منا ان نتعايش والفحش الفكرى موجود وإلا فنحن نتصالح على ظمأ.
واكد: «أنه لابد وأن نستخلص من مجتمع الصحابة القيم الذى نريد أن نشيعه لأن هناك من العلمانيين الان يقولون دعونا من الماضي، مع ان احدث القيم التنويرية المعتدلة يمكن بها بناء المجتمعات».
فيما أوضح محمود مهنى نائب رئيس جامعة الأزهر سابقا واستاذ الفقه : أنه لابد من مواجهة كتب الشيعة التى تحرف القرآن والتحذير منها خاصة كتب التفاسير الشيعية، والشيعة الإمامية الأثنى العشرية التى يتم الاستشهاد على أمثلة من كتبها.
اما الدكتور محمد القصبى زلط عضو مجمع البحوث الإسلامية فيقول: «إن التقريب بين الشيعة والسنة لا يمكن ان يحدث لأن هناك حدودًا فاصلة بين السنة والشيعة وهناك أمور تتعلق بالعقيدة لا يمكن لأحد من الفريقين أن يتنازل عنها، ولكن ينبغى الحوار حول المعروف والمتفق عليه بيننا».
ودعت د.عبلة الكحلاوى الرئيس محمد مرسى للقيام بدور فاعل للتقارب بين السنة والشيعة فى العالم، خاصة من يحترمون الصحابة، حيث أننا فى امس الحاجة للوحدة للرد على الإساءات المتكررة للاسلام والرسول.
وأضافت أن حب رسول الله ليس بالقول، فمن يحب رسول الله ويريد نصرته فليكن بتوحيد المسلمين والعكوف على الدراسة والأخذ بأسباب العلم وسبل المعرفة ومواجهة العجز الاقتصادى، والرقى إلى مستوى الحدث ونتحرك نحو التقدم والنهضة فنحن أمة خير الأنام.