محي الدين عفيفي نفى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الدكتور محيي الدين عفيفي أحمد ما يتردد عن رفض الأزهر للنقد الذي يوجه إليه، مؤكدًا أنه لا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الأزهر الشريف ليس فوق النقد، لكن هناك أدبيات يجب أن تكون في هذا النقد، مشيرا إلي استياء الأزهر من الأسلوب الهمجي الذي يمارس في تشويه صورة الأزهر أو علمائه، لا في النقد ذاته. وأكد الدكتور عفيفى – في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء – أن الأزهر يرحب بأي نقد إيجابي بناء ويقبل النصيحة إن كانت تستهدف التصويب، والأزهر يفتح أبوابه للجميع، وأن فضيلة الإمام الأكبر لديه إلمام ودراية واسعة بالثقافة الغربية والشرقية، وربما انتقد هو شخصيا الكثير من الأمور إيمانا منه بأهمية التغيير للوصول إلى الصورة المثلى لجعل الإسلام يتماشى مع العصر. وأشار إلى أن الاختلاف ظاهرة طبيعية تحكي سنة الله في الأرض، وقد كفل الإسلام حق الاختلاف بالنصوص الشرعية وبالتطبيقات العملية والإسلام يتسع لكل هذه الاختلافات، مجسدة في المذاهب الفقهية المعروفة حيث عالج الفقهاء الوقائع التي عاصروها بما يتسق مع طبيعة الزمان والمكان فيما عرف بفقه النوازل. واستعرض عفيفى دور ومهام مجمع البحوث الإسلامية كإحدي الهيئات التابعة للأزهر الشريف حيث يقوم على نشر الثقافة الإسلامية وإعداد البحوث العلمية في الأزهر الشريف ورعاية أكثر من 40 ألف طالب وافد من مختلف دول العالم الإسلامي، يقدم لهم السكن والرعاية الصحية، حيث أن أعداد الطلاب الوافدين في ازدياد دائم، وهو عدد كبير جدا بالمقارنة مع أعداد الطلبة الوافدين في الجامعات الإسلامية في الدول الأخرى؛ لأن الأزهر الشريف قبلة المسلمين في العالم. وحول تطوير المناهج الأزهرية، أوضح عفيفي أن التطوير لم يتأخر، لكنه موجود في فروع الدين الإسلامي وليس في أصوله، فالأصول نتفق عليها جميعا، ودائما نسعى إلى تنحية القضايا التي لم يصبح الناس بحاجة إليها والاهتمام بالقضايا التي تهم المسلم في العصر الحديث، مشددا على أن المناهج الأزهرية لها سمات ومعالم مرتبطة بالتراث وبأصول الإسلام. وأوضح أنه قبل عام ونصف العام شكل فضيلة الإمام الأكبر لجنة لإصلاح التعليم، للنظر في المقررات الشرعية فلا يمكن أن يقبل الأزهر الشريف استدعاء نصوص من سبعة قرون لتكون حاكمة في هذا العصر، وإلا ما استمر الأزهر صامدا مرنا يجمع بين الأصالة والمعاصرة لمدة تزيد على ألف وخمسين عاما، فالشريعة مبنية على رعاية مصالح الناس ولا يمكن بحال من الأحوال أن يكون الشرع في وادي والناس في وادي، فمن عظمة الإسلام أنه لم يتعرض لمسائل تفصيلية وإنما تعرض لقضايا فقهية. ورفض الدكتور عفيفي وصف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالعلماني الأول، مؤكدا أن مصطلح العلمانية هو مصطلح سيء السمعة، ولكن يمكن القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يترك حرية الاختيار للناس فيما هو خارج عن دائرة الوحي. وردا على سؤال حول عدم تكفير الأزهر لما يسمى ب"داعش"، قال عفيفي إن "هذه الجماعات لديها خلط في العلاقة بين الإيمان والعمل، فهذه الجماعات تعتبر أن العمل أصل والإيمان فرع، وبالتالي المقصر في الصلاة أو الصوم كافر، ثم ترتب على هذا التكفير استباحة للمال والعرض، ولكن مذهب أهل السنة والجماعة والأشاعرة وهو مذهب الأزهر و99% من المسلمين يرى أن أصل الإيمان التصديق القلبي، والعمل شرط كمال وهناك قاعدة ذهبية وهي أنه لا يخرجك من الإيمان إلا جحدك ما أدخلك فيه، فالمرء يدخل الإيمان ب" أشهد ألا اله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله" ولا يخرج منه إلا بإنكار الشهادتين. أما عن داعش، فلهم جزاء مقرر "أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ" كما أمر الله، وهذا ما يراه الأزهر فهم بغاة ويأتون من الأعمال مالا يقره الإسلام، ولكن لو كفر الأزهر داعش فكل الأطراف المتقاتلة في سوريا والعراق سيكونون كفارا، وبالتالي يفتح الباب للتكفير، وهذا سيؤدي إلى انعدام الأمان وازدياد العنف والدموية في المجتمعات. وتابع عفيفي أن "الأزهر لم يكفر أحدا من الكتاب والمفكرين كما يزعم البعض، فالتكفير حكم شرعي لا يملكه فرد أو مؤسسة أو تنظيم، ولكن القضاء هو من يفعل ذلك ومن يراجع أدبياتهم يعرف ما صدر عنهم من أفكار، فالأزهر على مر تاريخه لم يكفر أحدا ولم يجعل من نفسه مبعوث العناية الإلهية، ولكن يوضح صحيح الإسلام للناس، ومن شاء فَليؤمن". وحول ما يشاع عن وجود إخوان بين قيادات الأزهر، أكد فضيلته أن قيادات الأزهر ليس بينهم إخوانيا واحدا، مضيفا أن "الدكتور حسن الشافعي لم يكن مستشارا يوما ما، وإنما كان بالمكتب الفني ومنذ ثورة 30 يونيو ترك المكتب الفني، وقدم اعتذارا بعد توليه رئاسة مجمع اللغة العربية، وأعفي من مهامه منذ أكثر من عام". وأوضح أن الدكتور محمد عمارة هو عضو هيئة كبار العلماء، وكان يعمل بمجلة الأزهر ثم عينت هيئة كبار العلماء مجلس تحرير لها، والإمام الأكبر يتولى بنفسه منذ فترة تدقيقها ومراجعتها علميا. وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية إن "الدكتور عباس شومان لم يكن أبدا إخوانيا ومواقفه مشهودة ومعروفة، وهو أول من قام بدراسة حول موضوع الصكوك وأول من ظهر فى حلقات تليفزيونية ورفض فكر الإخوان، وأحرق منزله، وهناك محاولات اغتيال معنوي واستهداف للأزهر على جميع المحاور". و ل ا