لم يعد خافياً على أحد أنه يجرى الآن إعداد المسرح العالمى لتقديم عرض جديد للإدارة الأمريكية مستغلة مظاهر الحشد الجماهيرى بسبب الانتخابات الرئاسية وعودة تشكيل الصقور للظهور من جديد فجاءت تصريحات الثعلب العجوز هنرى كيسنجر التى تؤكد وبثقة قرع طبول الحرب وأن الحرب الإيرانية المتوقعة ستكون مقدمة لحرب عالمية ثالثة ثم عودة كوندوليزا رايس أحد أبرز صقور الدبلوماسية الأمريكية للأضواء، لكى تكتمل منظومة العداء السابق التجهيز والتى تختص بها الدبلوماسية الأمريكية التى تؤمن وتروج للحروب الاستباقية والتى تكون دائماً على دول بعينها لخدمة أهدافها وسياستها.. ولعل ذكرى العدوان على العراق و أفغانستان وحرمانهما من أى مظاهر حضارية وإنسانية تحت دعاوى باطلة و كاذبة تقف شاهدة على عودة الصقور للحياة لتنشر الموت والدمار من جديد. وقد أسهمت ثورات الربيع العربى والأزمات الاقتصادية والمالية وندرة الموارد الطبيعية فى التلويح بظهور قوى جديدة قد تتحكم فى المسرح العالمى، بالإضافة لظهور أصوات رافضة لسياسة أوباما الناعمة والتى يعتبرها البعض أسهمت فى زيادة الرفض العالمى للهيمنة الأمريكية وتهدد مصالحها السياسية والاقتصادية وهذا بالطبع استلزم ظهور المحافظين الجدد أو الصقور من جديد، ولذلك أعلنت كوندوليزا عن رغبتها للعودة للمشهد السياسى بعد شهور من إصدار مذكراتها والتى اتهمت فيها رامسفيلد وديك تشينى نائب الرئيس السابق بوش فى إحداث الفوضى والتى أطلقت عليها تعبير الفوضى الخلاقة التى أدت لحدوث ثورات الربيع العربى وسقوط أكثر النظم ديكتاتورية فى الشرق الأوسط وتواصل كوندوليزا آراءها الدبلوماسية وترفض اتهام بوش الابن بارتكابه جرائم حرب فى العراق وأفغانستان بصفتها أحد وأهم الأضلاع المؤثرة فى المخطط العدائى السابق نظراً لقربها من صناع القرار للرئيسين بوش الأب والابن طوال عملها كمستشارة للأمن القومى ثم وزيرة للخارجية ولمدة ثمانى سنوات ولعل التطابق بين مخططات رومنى و عائلة بوش يدفع مجموعة الصقور للعودة لشحذ مخالبهم من جديد معتمدين على كوندوليزا كجناح محورى فى سرب الصقور. ولمن لا يعرفها فهى تتمتع بصفات خاصة جعلتها أول سيدة سمراء تتولى العديد من المناصب كوزيرة للخارجية ومستشارة للأمن القومى وعمادة إحدى الجامعات الأمريكية. وأضف إلى ذلك إجادتها للعديد من اللغات وإتقانها العزف على البيانو ولعل كل ما سبق من صفات خاصة تتوارى وتتصاغر أمام كونها إحدى عتاة الدبلوماسية العالمية.