تزدحم الصحف المحلية والعالمية والإذاعات وشاشات الفضائيات هذه الأيام بأنباء عما كتبه الأستاذ دكتور/ ستيفان والت وزميله الدكتور جون ميرشيمر عن فساد الاستراتيجية الأمريكية بالحرب الوقائية التي طبقتها الولاياتالمتحدة علي افغانستان والعراق وتهدد بشنها اليوم علي إيران، والمدهش أنهما كتبا ذلك منذ عام 2003؟، ولم يثر ما كتباه انتباه أحد غير زملائهم من الكاديميين!. وفي رأيي أن التركيز الحالي علي تلك المقالة مقصود للأسباب التالية: 1 لم يبق علي نهاية ولاية جورج بوش سوي فترة عام ونصف، وهو اليوم في أسوأ صورة اكتسبها رئيس للولايات المتحدة في العصر الحديث. ويرغب في تصحيح صورته، ويحاول أن يثبت انه لم يكن مطية للصهيونية العالمية أو المحافظون الجدد أو المسيحيون الراديكاليون المهووسون بنصوص البعث وإعادة بناء هيكل سليمان فوق جبل القدس وتجميع ذهب العالم اسفل منه. 2 لتنفيذ خطة تغيير صورة الحزب الجمهوري بدأ الرئيس جورج بوش في استعمال انتقادات الأستاذين لاستراتيجية الحرب الوقائية لتغيير اعضاء طاقم المعاونين "المؤمنين" بها، ويسمون بالمصطلح الأمريكي فريق إدارة بوش. وهناك مؤشرات قوية أن تطال التغييرات رامسفيلد (للفشل في العراق)، وديك تشيني (لأسباب صحية أو تربح مالي)، ومن بعدهم بقية المعاونين الأصغر الأكثر فعالية من وراء الستار. 3 ذراع الرئيس جورج بوش اليمين في تنفيذ مخطط التغيير هي وزيرة الخارجية ومستشارته للأمن القومي الفعلية وصوت عقله الأمينة الآنسة/ كونداليزا رايس. وقد بدأت التنفيذ بقولها الجرئ في لندن، إلي جوارها وزير الخارجية البريطانية السيد سترو وهو يبتسم فرحا بعدما استبدل نظارته الكبيرة الشهيرة بعدسات لاصقة (نيولوك): لقد وقعت آلاف الأخطاء التكتيكية في العراق، ولكن الاستراتيجية الهدف صحيحة؟. 4 كأول رد فعل مضاد بدأ الصهاينة المتمسحين أو المهووسين الهجوم بتسريب قضيحة تسريب كشف اسم عميلة المخابرات الأمريكية زوجة السفير الأمريكي السابق في العراق للتدليل علي عدم نزاهة، وعدم مصداقية، وعدم مسئولية الرئيس جورج بوش. وهي تهم كافية لتحطيمه تماما بل مع امكانية تنحيته عن الرئاسة كما سبق وفعلوا مع الرئيس نيكسون عندما خرج عن الطوع. أيها السادة.. هواة السياسة المحترمين.. الأيتام علي مآدب اللئام.. تأملوا.. وتعلموا كيف تلعبون.. سياسة المحترفين.. ولا أقول مصارعة..!