حفلت الندوة التي أعلن عنها مركز رامتان الثقافي لمناقشة مسلسل "الأدهم" بمفاجأة مثيرة عندما بدأها مديرها محمد نوار بالاعتراف بأنه لم يشاهد حلقات المسلسل(!) وقبل أن يفيق الحضور من دهشتهم، عاد ليستدرك، في محاولة لتخفيف وقع الصدمة، بأن المركز استجاب للجمهور الذي اختار "الأدهم" في استبيان كواحد من أفضل الأعمال الدرامية التي عُرضت في شهر رمضان، وهو المبرر الساذج الذي لم ينطل علي أحد بالطبع،لكن لم يكن هناك مفر من استمرار الندوة، فأسرة المسلسل جاءت، وكذلك الجمهور،ولم يكن في الإمكان تغيير مديرها حتي لو كان "شاهد ماشفش حاجة"! العجيب أن الندوة شهدت اعتذار أحمد عز بطل المسلسل، علي الرغم من الوعد الذي قطعه علي نفسه من قبل بالحضور (!) بينما حضرها الوجه الشاب طارق الابياري، علي الرغم من إصابته بكسر في ساقه، والتزم أيضاً المخرج محمد النجار وكاتب سيناريو المسلسل محمود البزاوي، الذي شارك في بطولته، وكذلك سعيد صديق ومحسن منصور ومدير الإنتاج شعبان حلمي .. ولأنه يوم المفاجآت فقد شوهدت الفنانة حنان سليمان وهي تسجل حواراً لإحدي المحطات الفضائية لكنها غادرت المركز عقب التسجيل مباشرة، ولم تحضر الندوة بحجة أنها مرتبطة بعرض مسرحي(!) المهم أن الندوة بدأت بالفعل،بعدما انضم لها الفنان القدير مظهر أبو النجا، والممثلة سهير رجب، وبدأها المخرج محمد النجار بقوله أنه اندهش عندما وجد اسم "البزاوي" ككاتب لسيناريو العمل،بينما عقب "البزاوي" بأنه شعر بحجم المسئولية الملقاة علي عاتقه لأن المسلسل يحمل اسم "النجار" ويضم طاقم تمثيل مميزاً علي رأسه أحمد عز،واعترف بأن اسم المسلسل مأخوذ من اسم البطل كعنصر ترويجي، وتسويقي،لكن هذا لم يمنعه من تناول قضية تهم قطاعاً عريضاً من الشباب، وهي الخاصة بظاهرة "الهجرة غير الشرعية"، ومن ثم فإن المسلسل دق ناقوس الخطر أمام الشباب والأجهزة المعنية في الدولة ؛خصوصاً أن الظاهرة مازالت مستمرة، وتجد من يركب البحر وهو يعرف أنه سيموت جرياً وراء حلم الثراء،ويطمئن نفسه بأنه سيتعب يومين ويأكل من صفائح القمامة لكنه سيلتقي بعد ذلك فتاة أجنبية جميلة تقع في غرامه، ويتزوجها ليحصل علي الإقامة ثم يصبح ثرياً . وعلي الرغم من اعتراف "نوار" بأنه لم يشاهد حلقات "الأدهم" إلا أنه قال إن ماقدمه المسلسل من أرقام عن الهجرة غير الشرعية ليس صحيحاً،وأن البعض نجح بالفعل في السفر من خلال هذه الوسيلة غير الشرعية،لكنه يحذر الشباب من اللجوء إلي هذه الطريقة (!) ومرة أخري تحدث المخرج محمد النجار عن "البزاوي" قائلاً أن فترة عمله بالرقابة أفادته كثيراً، وأكسبته خبرة في الكتابة والتأليف وتدارك الأخطاء، وعلق "النجار" علي ماقاله "نوار" بأن رجال الشرطة أكدوا لهم ارتفاع نسبة ضحايا الهجرة غير الشرعية، وأن من ينجو منهم كان يتعرض لأمر من اثنين؛إما الاستيلاء علي عضو من أعضائه أو العمل لحساب تجار المخدرات أو تجارة الرقيق الأبيض . وعند فتح الباب للأسئلة كان غياب "عز" محور اهتمام واستنكار الحضور مما دفع "نوار" للقول إنه ضيع عشرة أيام بطولها في ملاحقته، وخلالها بعث له برسائل كثيرة في محاولة لاستعطافه للحضور لكنه فيما يبدو كان يرغب في أن يذهب إلي المكان الذي يكرمه وحده وتجاهل أن هذا المركز استقبل من قبل نجمين كبيرين مثل نور الشريف ويحيي الفخراني، وعند هذه اللحظة حاول "النجار" و"البزاوي" ومظهر أبو النجا الدفاع عن "عز" وتبرير غيابه لكن الجمهور لم يتقبل أي نوع من الدفاع، ورأوا فيما يقال "محاولة فاشلة لتجميل موقفه المرفوض". أما أغرب سؤال فتمثل في مطالبة أحد الحضور بتقسيم العمل إلي جزءين، أحدهما تدور أحداثه في محيط عائلة "الأدهم" وقريته، والثاني في أوكرانيا، وبرر هذا بطوله الزائد (!) وتساءل أحد الحضور عن النهاية المبالغ فيها التي عاد فيها "عز" بخفي حنين، ولم يتعرض للمسائلة علي الرغم من ارتكابه جرائم يعاقب عليها القانون،وبرر "البزاوي" هذا بأن "الأدهم" هو الذي اختار العودة للوطن،وأنه في عرف القانون "شاهد ملك" لكونه أرشد عن زوجته والمافيا التي سبق له التعامل معها .. وأكدأن "مصر أم الدنيا" !