في الوقت الذي التزم فيه الفنان الكبير يحيي الفخراني بحضور ندوة مسلسل "ابن الأرندلي" التي أعلن عنها ونظمها مركز رامتان الثقافي بمتحف طه حسين ، ومعه مؤلف العمل وليد يوسف والممثل الشاب محمد حسني، الذي قدم دور "بُقلة"، تمثلت المفاجأة في غياب بطلتي المسلسل معالي زايد ووفاء عامر من دون مبرر مُعلن علي الرغم من تأكيدها المسبق الحضور! أما المفاجأة الحقيقية للندوة فتجلت في عدد من الشعراء الذين حرصوا علي الحضور ، وتباروا في نظم الأشعار التي تشيد بالنجم يحيي الفخراني ، وأدواره الدرامية المختلفة، ولما بدأت الأسئلة توجه الحضور إلي الفخراني بسؤال عما إذا كانت شخصية "ابن الأرندلي" كوميدية في الأساس أم هو الذي سار بها في هذا الاتجاه فأكد أن النص ينتمي في الأصل إلي نوعية "اللايت كوميدي"، و"الإفيهات" فيه تلقائية ولا تجنح إلي الإسفاف، وأكد أنه يفضل هذه النوعية من الدراما. وكالعادة لم تخل الندوة من الأسئلة السطحية مثل :"أيهما يفضل الفخراني أن يكون طبيباً أم ممثلاً؟" فأشار إلي أنه يعشق التمثيل أكثر من مهنة الطب ، وأرجع الفضل إلي فرق الهواة التي أتاحت له امتهان التمثيل ، ولولاها لتغير مساره ومصيره. وسأل آخر عن السبب الذي منعه من تقديم فيلم عن حرب أكتوبر، ومن دون مناسبة قال السائل إن سؤاله موجه أيضاً إلي الكاتب وليد يوسف، فأشار "الفخراني" إلي أنه قدم "إعدام ميت" مع محمود عبد العزيز وفريد شوقي، وقال وليد يوسف :"أقرأ الآن رواية"الأسري يقيمون المتاريس" للروائي فؤاد حجازي ، وفور الانتهاء من كتابتها في سيناريو سأقدمها في عمل عن حرب أكتوبر، لكن هذا سيستغرق وقتاً طويلاً لأنني أفضل التمهل والتحضير الجيد لأعمالي".وعلي الرغم من سؤال إحدي الحاضرات عن مدي تدخل نور الشريف ويحيي الفخراني في كتابة العمل، والشروط التي يملياها علي المؤلف ، إلا أن وليد يوسف أجاب عن السؤال في منطقة أخري تماماً عندما أعرب عن سعادته بالتعامل مع النجمين الكبيرين، وأكد أنه ينظر إلي الأمر بوصفه مكافأة له بعد 25 عاماً من العمل في هذا المجال مما أثار بعض اللغط في القاعة الأمر الذي أدي إلي تدخل النجم يحيي الفخراني قائلاً:"يا وليد بيسألوك إذا كنت أنا ونور بنتدخل في شغلك ولا لأ؟ يعني بنقول لك تكتب ايه وماتكتبش إيه؟".. وعلي الرغم من السؤال المباشر والصريح إلا أن أحداً لم يعثر علي الإجابة الشافية، بعدما تذاكي "وليد" وادعي أنه لم يفهم السؤال ! لم يكن من الممكن أن تنتهي الندوة من دون سؤال حول محورها الرئيسي، وهو "ابن الأرندلي"، فقال "الفخراني":"المنطق الذي تعاملت به الشخصية يقوم علي مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة" ، فقد تصور أن ثروة عمه ستعود إليه ؛فهو لم يخدع النساء الثلاث لكنه سار وراء المنطق الذي يحكم شخصيته وسلوكياته". وأضاف :"علي الرغم من أن "عبد البديع الأرندلي" يبدو صاحب شخصية مخادعة إلا أن الجمهور لم يكرهه بل أحبو ه، وتعاطفوا معه، ربما لأنهم نظروا إليه بأنه يتعامل بروح العصر". وفي تصرف يعكس نوعاً من الكياسة وجه محمد نوار مدير الندوة سؤالاً إلي الممثل محمد حسني، حتي لا يغادر الندوة من دون أن ينطق كلمة واحدة، فأعرب "بُقلة" عن سعادته بالعمل مع نجمين كبيرين مثل نور الشريف في "الدالي" و يحيي الفخراني في "ابن الأرندلي" مما مكنه من الاستفادة من خبراتهما بشكل كبير، منوهاً إلي أن دور"بُقلة" جديد عليه تماماً ، ومختلف تماماً عن دور وكيل النيابة المبتسم دائماً في"الدالي".