نسب موقع «ديبكا» الإسرائيلي لمصادر عسكرية وأمنية إسرائيلية أن الرئيس أبو مازن لوّح أمام وزير الخارجية الأمريكي باندلاع انتفاضة ثالثة سلمية وغير مسلحة في الخامس عشر من ابريل الجاري، فيما ترى القيادة الأمريكية أن هذه أخر محاولة لها لصد أبو مازن عن تفجير انتفاضة ثالثة، وإعادته لطاولة المفاوضات فيما يقوم هو بنقل رسائل إلى القادة الميدانيين انه يريد انتفاضة سلمية دون استخدام أي سلاح ناري. وحسب الموقع الاستخباري أن «كيري» حذّر «أبو مازن» من أن انتفاضة ثالثة ستعني عكس الوعد الذي قدّمه عباس ل «أوباما» حين زار رام الله في الحادي والعشرين من مارس/ آذار؛ ولكن أبو مازن ابلغ كيري أن صبره قد نفّذ وان 15 إبريل/ نيسان هو الموعد المحدد للانتفاضة، وان إسرائيل تستعد فعلا لسيناريو يخرج فيه الفلسطينيون ومعهم تلاميذ المدارس لقطع الطرقات في الضفة الغربية والتصدي للقوات الإسرائيلية بالحجارة والمولوتوف.
ومن جانبه، حاول جون كيري إقناع القيادة الفلسطينية أن الظروف لا تسمح بانتفاضة ثالثة لان الوضع السوري خطير وان سوريا وحزب الله وحماس في غزة سيكونون الرابح الأكبر من ذلك، ولكن أبو مازن رد على كيري انه لا يستطيع إقناع الشعب الفلسطيني بالبقاء في بيوتهم بينما كل الشرق الأوسط يغلي ويتظاهر وان دوره التاريخي هو إبقاء الشعب الفلسطيني على خارطة الشرق الأوسط، وأنه لا يستطيع الحفاظ على الوضع القائم في ظل تعنت إسرائيل، وعدم وجود مفاوضات حيث قال: "أنا لا اضمن أبداً إبقاء السيطرة على الشارع".
وفي السياق ذاته، ترى أوساط إسرائيلية ودولية أن أبو مازن يسير على خطى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تماما، وأنه يريد تفجير انتفاضة مثلما فعل عرفات قبل 13 عاماً حين تعثرت المفاوضات، بل أن المخابرات الإسرائيلية تعرف أن عباس أتم جميع الاستعدادات لتفجير الانتفاضة الثالثة.
ومن أجل تقريب الصورة، ذكر موقع «ديبكا» أن ما شهدته الأراضي الفلسطينية حين توفي الأسير ميسرة أبو حمدية كان نموذجا صغيراً لما يمكن أن تراه إسرائيل في اقرب وقت.. وكيف سارع عباس فورا لتحميل إسرائيل موت الأسير رغم انه توفي ب«السرطان».
ويختم الموقع تقريره بالقول أن أبو مازن وكيري ونتانياهو يعرفون جيداً أنه لا يمكن أن يسيطر أحد على الانتفاضة، وإنها آجلاً أم عاجلاً ستصبح انتفاضة مسلحة ويدخل الجيش للمواجهة وتلتهب النيران في كل مكان.