المنجي: بعض الفضائيات وراء اشتعال الفتنة الطائفية محيط – رشا محمد
لعن الله سبحانه وتعالى من يوقظ الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، والتي تقوم عليه حاليا مجموعة من القنوات الفضائيات، فضلا عن أئمة مساجد وقساوسة كنائس تورطوا أيضا في إشعال هذه الفتنة بصورة كبيرة بين الحين والأخر في أنحاء متفرقة بمصر. بهذه الكلمات بدأ الشيخ فرحات المنجى أحد أبرز علماء الأزهر الشريف حلقته من برنامج "الدين والحياة" على قناة الحياة الفضائية، والتي تحدث فيها عن الفتنة وأضرارها على المجتمع وكيفية تجنبها. وقال الشيخ فرحات :"هناك فضائيات وأئمة مساجد وقساوسة الكنائس يشتركون في الآثم العظيم بزرع الفتنة، وذلك من خلال قيام أحد الشيوخ بتحريم السلام أو الأكل مع الأقباط أو العكس، أن يقوم أحد القساوسة بفعل ذلك الأمر". وأضاف "هناك فضائيات تخصصت للنيل من القرآن الكريم والرسول الحبيب، وتعتقد أنها تحسن صنعا لكنها أساءت وظلمت الإسلام والمسلمين، فالتضرر يقع على الشعب والأمة فعندما يخرج القبطي من الكنيسة يكون محتقنا ويخرج المسلم من المسجد أكثر احتقانا، ويشاهدون هذه القنوات يزيدهما من الاحتقان".. وتابع الشيخ المنجي قائلا :إن الله سبحانه وتعالى قال للرسول صلى الله عليه وسلم "وما عليك إلا البلاغ" ولم يجعله مراقب لخلقه لأنه هو الذي يحاسب المرء يوم القيامة على عقيدته بقوله "لست عليهم بمسيطر". وشدد على أن الأقباط والمسلمين أخوة في وطن واحد عندما يحل شهر رمضان الكريم نجد المسيحي لا يقوم بالتدخين أمام الصائمين، وفضلا عن أن المسلمين والمسيحيين يقومون بشراء الطعام والشراب من محل واحد، فضلا عن تنفسهم من هواء واحد، وإيمانهم أن لهم رب ودين واحد. ونصح رجال الدين من المسلمين والمسحيين بأن يتقوا الله، وأن يتبعوا كلامه، فالله سبحانه وتعالي نزل الأديان الثلاثة، القرآن يخاطب أهل الكتاب وقال للرسول الكريم "لا عليك إلا البلاغ". وأضاف أن الله لم يجعل لنبيه مراقبه الخلق فالله هو الذي يحاسبهم "ليس عليك بمسيطر"، لذلك فالمسلمين والمسيحيين أخوة في وطن واحد. وضرب الشيخ فرحات الأمثال على الألفة بين المسلمين والأقباط الذي بدأ منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم، حيث قال إن عمر بن العاص أمر بجلد ابنه عندما ضرب احد الأقباط ، كما أن رسولنا الكريم تزوج من يهودية ومسيحية أسلاما بعد الزواج من الرسول- وكان يأكل مع جيرانه اليهود. وأشار إلى أن الحل للحد من هذه الفتنة التي طالت مصر منذ 30 سنة، هو أن يقوم الأزهر الشريف والأوقاف وجمعية أنصار السنة بإعطاء إنذار للشيوخ الذين قد يتحدثون في هذا الأمر، وإذا قام أحد الشيوخ بفعل هذا الأمر تفرض عليه عقوبات قاسية، ونفس الأمر يطبق في الكنيسة حتى يكون هناك هدوءا من الجانبين. ويذكر أن العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر– طوال التاريخ ما عدا الثلاثين عاما الأخيرة- كانت متميزة جدا، حيث كانت متينة وقوية وسوية حتى وصل الأمر إلى حد القول بأن المسيحيين في مصر، وخاصة الأرثوذكس منهم ليسوا أقلية، بل جزءا لا يتجزأ من النسيج الوطني المصري والعربي والإسلامي. ويرجع سر التسامح الديني بين المسلمين والمسيحيين منذ فترة إلى التسامح الإسلامي المعروف، وسماح الإسلام لغير المسلمين بالمشاركة في البناء الثقافي والحضاري، وقد ساهم المسيحيون المصريون في ذلك البناء بقوة، وبرز منهم العديد من الرموز، مثل خليل اليازجي. كما أن الإسلام حين دخل مصر حرر المسيحيين من الاضطهاد الروماني وكان لذلك أثره بالإضافة إلى عوامل أخرى في قبول المصريين مسلمين ومسيحيين للغة العربية، التي أصبحت الوعاء الثقافي للجميع.