«الأقباط بيستأسدوا على المسلمين بالغرب ويقولوا (لو حصل لنا أى حاجة هتيجى أمريكا تنقذنا) لكن والله مش هتلحقوا ولا هتعيشوا لحد ما أمريكا تيجى».. هكذا كان يصرخ أحد الشيوخ، منتقدًا ما وصفه ب«تخاذل الأزهر» فى الدفاع عن المسلمات، متسائلا: «فين العمم؟ فين المشايخ يعملوا مظاهرة لرد أختنا المسلمة».. المشهد السابق واحد من عشرات المقاطع التى يمتلئ بها موقع «يوتيوب»، وغيره من المواقع، ونجد فيها حثاً مباشرًا على كراهية الأقباط واعتبارهم أعداء الله الذين يعيشون مع المؤمنين، وفى المقابل أيضا، تنتشر مقاطع لبعض القساوسة الذين يسبون ويشككون فى النظام المصرى والدين الإسلامى، وهو ما يمكن تسميته «فوضى الشيوخ والقساوسة على الإنترنت». وربما لا يعلم الكثيرون أن وقف بعض القنوات الدينية، التى كانت تبث برامج الفتنة، لم يمنع من تداول حلقاتها فى مواقع الإنترنت، ومن ثم نشر سمومها بين فئة كبيرة من الشباب الصغير المستخدم للإنترنت.. «المصرى اليوم» سألت علماء مسلمين ومسيحيين، حيث طالبوا برقابة صارمة على المواقع الإلكترونية التى تبث مثل تلك المقاطع، كما طالبوا بمحاكمة المتسببين فى تلك الفوضى والفتنة. قال الداعية الإسلامى الشيخ فرحات المنجى، مستشار شيخ الأزهر السابق، إن من يروجون لمثل هذا الكلام لا يمكن أن يكونوا مسلمين، أو ربما لا يفهمون المعنى الحقيقى للإسلام، فهذا الكلام لا يوجد له سند لا فى القرآن و لا فى السنة النبوية، مشيرا إلى أن من يحرض الناس بعضهم على بعض له أهداف أخرى مدفوعة الأجر، مشددا على ضرورة محاكمة الشيوخ أو القساوسة الذى يظهرون فى مواقع الإنترنت ويحرضون الناس على الكراهية. واستطرد قائلا: «محاكمة هؤلاء حلال لأنهم يشيعون الفوضى ويقلبون الحقائق ويفسرون الإسلام تفسيرا خاطئا، ويشوهون صورته«. وتساءل: «هل هؤلاء المستأجرون اعتقدوا فى أنفسهم أنهم أفضل من النبى صلى الله عليه وسلم الذى كان يحثنا على أن نعامل الآخرين معاملة حسنة أم أفضل من الصحابة الذين قاموا بتنفيذ وتطبيق ما حثنا عليه النبى؟». وقال الداعية الإعلامى مصطفى حسنى: «لا أخص شخصا معينا بالذكر، لكنى أتكلم عن موقف يستحق الانتباه.. فمن حق أصحاب كل عقيدة إذا رأوا أى شىء خطأ يحتاج التنبيه سواء من أبناء عقيدتهم أو أى معتقد آخر أن يدلوا برأيهم، وأن يكون لهم موقفهم، ولكن عن طريق توضيح الحق وإظهاره للناس؛ لأن الحق دائمًا قوى وواضح لأنه يناسب الفطرة، بشرط ألا يتهجم على المخطئ ولا يسخر منه، ولا يستخدم أى عبارات أو ألفاظ عدائية تثير غضب المتفق والمختلف معه على بعضهم، واستشهد «حسنى» بقول الله تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن». من جانبه، قال الدكتور فاروق أبوزيد، رئيس لجنة المتابعة الإعلامية لمراقبة المحتوى الإعلامى المرئى والمسموع، إن من يحرض الناس على الفتنة إما أن يكون إنسانًا مجنونًا فاقداً عقله، أو فى كامل قواه العقلية، لكنه يقصد تدمير المجتمع بإيعاز من جهة معينة، خارجية أو سياسية أو مخابراتية، وأضاف: «تجاهل كلامهم أفضل رد عليهم، ونحن نبحث من حوالى 6 أشهر فى موضوع أخلاقيات الإعلام الإلكترونى، ووجدنا أنه لا توجد دولة فى العالم قادرة على فرض رقابة على مواقع الإنترنت، وإذا حدث ذلك سيتم تفسيره على أنه كبت للحريات وموافقة على القهر، ونحن ضد ذلك». ووصف الدكتور ثروت باسيلى، وكيل المجلس الملى العام، مواقع الإنترنت بأنها «مثل الشارع» مليئة بالفوضى، وقال: «هناك سهولة فى الكلام عن أى شىء على المواقع الإلكترونية، ولكن يجب ألان نأخذ بهذا الكلام، لأن من يسىء للدين المسيحى أو الدين الإسلامى إنسان غير مسؤول وأحيانا غير عاقل»، مطالبا بعدم إبداء أى اهتمام لما يتم ترويجه فى تلك المواقع، وأضاف: «يجب ألا نلتفت لمثل هذه البلبلة والشتائم، وغيرها من تلويث سمعة الأديان، سواء كان الدين المسيحى أو الإسلامى»، مستطردا: «قليل الأدب يغلط فى الملك». وأضاف: من يشوه دين الآخر فهو مريض أو محرض.