رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمصادقة مجلس الأمن الدولي على البيان الرئاسي الذي يدعم مهمة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان، وخطة النقاط الست الذي أقترحها لحل الأزمة في هذا البلد. وفي هذا السياق قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية ادواردو ديل بوي في مؤتمره الصحفي في مقرّ الأممالمتحدة في نيويورك: " أبدى الأمين العام تقديره للرسالة الواضحة والموحدة التي صدرت عن المجلس، في سياق دعم جهود السيد أنان من أجل وضع حد فوري لجميع أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية ، وتسهيل إجراء حوار سياسي شامل بين الحكومة السورية والمعارضة السورية بكامل أطيافها". وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن بان كي مون كرر مطالبته بضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية:"يضم الأمين العام صوته إلى مطالبة مجلس الأمن، الحكومة السورية والمعارضة من أجل العمل بحسن نية مع المبعوث الخاص المشترك من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية، والتنفيذ الكامل والفوري لاقتراح النقاط الست المبدئية التي قدمّها إلى السلطات السورية". من جانب آخر، قال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان الأربعاء في جنيف، إن كوفي أنان متشجع بالدعم الموحد لمجلس الأمن الدولي لجهوده. وكان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد الأربعاء بيانا رئاسيا يطالب الحكومة السورية والمعارضة بالعمل فورا على تطبيق خطة السلام التي عرضها كوفي أنان. ويطلب نص البيان من الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضة السورية "العمل بحسن نية" مع أنان و"التطبيق الكامل والفوري" لخطة حل الازمة المؤلفة من ست نقاط كان عنان قد طرحها على القيادة السورية خلال محادثاته في دمشق قبل أيام. وجاء في النص أيضا أن من بين مقترحات أنان وقف العنف وفرض وقف تدريجي لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق حوار سياسي شامل في البلاد. وقد صدر النص كبيان رئاسي، أي أنه أقل وزنا من قرار، وقد جرى تبنيه بإجماع الأعضاء، أي بموافقة كل من الصين وروسيا اللتين استخدمتا حق النقض الفيتو مرتين ضد مشروعي قرار بشأن سوريا طُرحا في شهري أكتوبر/ تشرين الاول وفبراير/ شباط الماضيين. وقد تحفظت روسيا، الحليف القوي لدمشق، على عدة فقرات ونقاط كانت واردة في مسودة البيان الذي تم التوصل إلى إجماع عليه بعد مفاوضات شاقة بين الدول الأعضاء ال 15 في المجلس. وقال سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إن بلاده رفضت أن يبدو البيان وكأنه "إنذار" موجه للنظام السوري أو للرئيس السوري بشار الأسد.
الصين تشيد من جهة أخرى، أشادت الصين بالبيان الذي أصدره مجلس الأمن الدولي الأربعاء بشأن سوريا، ووصفته بأنه خطوة ايجابية باتجاه التوصل إلى تسوية سياسية للازمة في سوريا. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الحكومية عن مندوب الصين الدائم في الأممالمتحدة قوله إن الصين حثت سوريا على دعم مهمة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان والتنسيق معه، ووقف العنف فورا، وإبداء الإرادة السياسية وإطلاق الحوار السياسي بالسرعة الممكنة. وكانت روسيا والصين قد وافقتا على النص الذي قدمته فرنسا ويقدم دعما قويا لكوفي أنان والخطة المؤلفة من ست نقاط التي كان عرضها خلال محادثاته مع الرئيس السوري في دمشق في وقت سابق هذا الشهر. ويدعو بيان مجلس الأمن الدولي الحكومة السورية والمعارضة إلى العمل بحسن نية مع كوفي أنان لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، وإلى التطبيق الكامل والفوري لخطته. صوت واحد وفي معرض تعليقها على بيان مجلس الأمن ، قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إن على سوريا التعاون مع مقترحات عنان لوقف العنف، محذرة دمشق من تبعات عدم السير وفقا للخطة الموضوعة. وأشادت كلينتون بمجلس الامن الدولي لتبنيه موقفا موحدا داعما لمساعي عنان لإنهاء العنف وحثت الرئيس بشار الاسد على "سلوك هذا الطريق" للخروج من الازمة. وقالت كلينتون بعدما وافق مجلس الامن بدعم من روسيا والصين على بيان يدعم خطة عنان "انها خطوة ايجابية. الآن تحدث المجلس بصوت واحد". واضافت للصحفيين عقب اجتماع مع وزير الخارجية الافغاني "نقول مع باقي المجتمع الدولي للرئيس الاسد ونظامه .. اسلك هذا الطريق .. التزم به والا فستواجه مزيدا من الضغط والعزلة".
ارتفاع حصيلة القتلى وميدانيا ، قال نشطاء معارضون ان نحو 80 شخصا قتلوا يوم الأربعاء في مدن سورية معظمهم في حمص وحماه، بالإضافة الى العثور على 39 جثة مشوّهة في حي الرفاعي في مدينة حمص. وقال متحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص إن بعض النشطاء تمكنوا من التسلل الى حي الرفاعي وصوروا 39 جثة منتشرة في الطرق وفي بعض المنازل. من جهتهم، أفاد ناشطون سوريون بان القصف على إحياء البياضة والقصور المجاورين للخالدية قد توسع. وتجاوز عدد ضحايا العنف في سوريا منذ بدء حركة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام التسعة آلاف غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.