حظي البيان الرئاسي بشأن سوريا والذي أقره مجلس الأمن الدولي أمس الأول بارتياح دولي واسع النطاق, في الوقت الذي هاجمت فيه المعارضة السورية البيان باعتباره فرصة لإتاحة المزيد من الوقت أمام الرئيس السوري بشار الأسد لممارسة جرائمه بحق شعبه. وأكد الأمين العام للامم المتحدة, بان كي مون أن البيان الرئاسي بعث برسالة واضحة إلي دمشق لوقف العنف في البلاد, مشددا علي ضرورة بدء الحوار الوطني بين الحكومة وكل أطياف المعارضة السورية. وأعلنت المفوضة السامية للشئون الخارجية و الأمن لدي الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون- من جانبها- ترحيبها بالبيان, مشيرة إلي أن هذا البيان الذي حظي بالإجماع, من شأنه دعم الجهود الرامية الي وقف العنف و تيسير سبل التوصل الي حل سلمي في هذا البلد. وكان المجلس قد طالب في البيان بالتطبيق الفوري لخطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان لحل الأزمة والدعوة لحوار وطني ووقف العنف والسماح بممرات لتوصيل المساعدات الانسانية. وطلب البيان من الاسد والمعارضة السورية العمل بحسن نية مع عنان والتطبيق الكامل والفوري لخطة حل الازمة المؤلفة من ست نقاط, كان عنان قد طرحها علي القيادة السورية خلال محادثاته في دمشق قبل أيام. وجاء في النص أيضا أن من بين مقترحات عنان وقف العنف وفرض وقف تدريجي لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق حوار سياسي شامل في البلاد. وانضمت روسيا والصين لمجلس الأمن الدولي في التعبير عن الدعم لمساعي كوفي عنان, في سابقة جديدة اعتبرت علي نطاق واسع تغيرا في موقف الدولتين المساندتين لدمشق. وعلي صعيد المعارضة السورية, اعتبر سمير نشار عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض بيان مجلس الأمن بشأن سوريا مجرد فرصة جديدة لإتاحة المزيد من الوقت أمام نظام الرئيس بشار الأسد لممارسة المزيد من القمع للشعب السوري. ومن جانبه, رحب تيار التغيير الوطني السوري بالبيان, معربا في الوقت ذاته عن استيائه لنجاح مساعي روسيا في إفراغه من محتواه الأصلي, ورفضها أن يبدو البيان وكأنه إنذار للنظام السوري. وأعلن التيار تحفظاته علي ما تضمنه من الدعوة لإطلاق حوار سياسي شامل في سوريا بمشاركة النظام السوري الذي يشن حرب إبادة ضد الشعب السوري منذ أكثر من عام يستخدم فيها كل أنواع الأسلحة. وذكر التيار أن ترحيبه ببيان مجلس الأمن يأتي من جهة دعمه لجهود المبعوث الدولي إلي سوريا كوفي عنان, ل وقف حرب الإبادة التي راح ضحيتها آلاف الشهداء, فضلا عن حملات الاعتقال التي نالت من الآلاف, بالإضافة إلي نزوح ما لا يقل عن30 ألف مدني خارج سوريا وآلاف النازحين داخل البلاد. وفي استمرار لتجاهل الدعوات الدولية لدمشق لوقف العنف, أعلنت مصادر من المعارضة أن دبابات الجيش السوري قصفت حيا كبيرا بمدينة حماةأمس, بعد اشتباكات وقعت بين مقاتلي الجيش السوري الحر والقوات الموالية للاسد.وذكرت شبكة يورونيوز الأوروبية أن القصف دمر عدة منازل, وخلف عددا من القتلي والمصابين في حي الاربعين شمال شرق المدينة.