لندن : أكد محمود عباس الرئيس الفلسطيني أن مهمة السلطة الوطنية هي نقل الفلسطينيين من "الاحتلال إلى الإستقلال". واضاف ابو مازن "نحن لا نستطيع أن نغير هذا الدور ولا يمكن أن نبقى على هذا الوضع الراهن، بيد أن السلطة الوطنية اليوم دون سلطة لأن الإسرائيليين يريدون أن تكون مهمتها محصورة بالاقتصاد والأمن".
وقال عباس خلال كلمته التي ألقاها أمام البرلمان البريطاني، مساء الاثنين، بحضور ريتشارد أوتاوي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني، ووزير شؤون الشرق الأوسط الستر بيرت، "إننا منخرطون حاليا تحت رعاية العاهل الأردني جلالة الملك عبد الله الثاني، وأعضاء اللجنة الرباعية، من أجل إيجاد أرضية مشتركة لاستئناف المفاوضات. أضاف انه تم عقد اجتماع ثالث مع الوفد الإسرائيلي في عمان بمشاركة الأردن واللجنة الرباعية، أحيانا، يوم السبت الماضي"، موضحا أنه بعد السادس والعشرين من الشهر الجاري ، وهو الموعد الذي وضعته الرباعية، 'نحن بحاجة أن نتساءل إلى أين؟".
وقال ابو مازن "لقد تم طرح الموقف الشامل بشأن قضايا الحدود والأمن على النحو الذي يحدده بيان اللجنة الرباعية في 23 سبتمبر 2011، وحتى الآن لم يقدم الجانب الإسرائيلي موقفه، إلا أنه قدم فقط صفحة واحدة تحتوي على 21 عنوانا'.
وتابع "إنه من أجل استكمال ونجاح المفاوضات يجب على الحكومة الإسرائيلية أن توقف النشاطات الاستيطانية، وأن تقبل مبدأ حل الدولتين القائم على حدود عام 1967 مع تبادل الأراضي المتفق عليه من حيث المساحة والقيمة'، مشيرا إلى أن هذه ليست شروطا فلسطينية بل هي التزامات إسرائيلية وفقا لخارطة الطريق.
وأردف عباس قائلا "أنه يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تطلق سراح الأسرى وفقا للاتفاقية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود اولمرت".
وبخصوص المصالحة الفلسطينية، قال عباس "إننا بحاجة إلى إنهاء الانقسام والانقلاب على السلطة في قطاع غزة"، مضيفا "أنه لا يمكن تحقيق سلام دون إنهاء الانقسام، لأن الضفة الغربية، بما في ذلك القدسالشرقية، وقطاع غزة، يجب أن تكون وحدة إقليمية واحدة".
وأضاف 'خياري واضح، وحماس هي جزء من الشعب الفلسطيني، وإسرائيل هي شريكنا في سلام، ويجب على إسرائيل أن تختار، إما المستوطنات أو السلام"، متمنيا أن يكون السلام".
وتابع: "عندما نختلف نحن الفلسطينيين في المستقبل، يجب أن نلجأ إلى صناديق الاقتراع وليس صناديق الرصاص'، مضيفا 'إننا نبذل قصارى جهدنا لعقد انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بحلول مايو 2012".
وقال "عندما نشكل الحكومة فإنها لن تكون حكومة وحدة وطنية، أي حماس وفتح، وفصائل أخرى، ولكنها ستكون حكومة من المستقلين والخبراء الفنيين "التكنوقراط"، لإجراء الانتخابات، وستكون حكومة من شأنها أن تقبل برنامجي، مبدأ حل الدولتين، ونبذ العنف، مضيفا أن مصر تبذل كل جهد ممكن من أجل نجاح المصالحة.
وحول الأممالمتحدة ومنظماتها، قال الرئيس ابو مازن "إن الطلب الذي قدمناه للحصول على العضوية هو من مجلس الأمن، ونحن لا ننوي أن نعزل أو ننزع الشرعية عن إسرائيل، ونريد أن نحافظ على مبدأ حل الدولتين على أساس حدود 1967، ليكون هناك دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل في سلام وأمن'.
وحول النشاطات الاستيطانية، قال إن إسرائيل زادت من نشاطات الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدس بنسبة 19% في عام 2011، مضيفا أن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين زاد بنسبة 40% في العام ذاته، الذي يتضمن قتل الفلسطينيين الأبرياء، وحرق المساجد، والأشجار، والمنازل، والسيارات.
وحول بناء المؤسسات الفلسطينية، أعرب سيادته عن شكره لبريطانيا لما تقدمه من مساعدات سخية لتطوير مؤسساتنا في جميع المجالات.
وأشار عباس إلى تقرير البنك الدولي الذي صدر في شهر أيلول عام 2011 'المؤسسات الفلسطينية في جميع المجالات بما يتضمن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، ومحاربة الفساد، والتعليم، والصحة، والأمن، والإصلاح..، هي أكثر تقدما من كل مؤسسة حكومية مماثلة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا'.
وحول التغيرات في العالم العربي؟، قال الرئيس "إن الديمقراطية والسلام هي أساسات رئيسية من أجل الاستقرار في منطقتنا، وعلينا جميعا أن نحترم الديمقراطية للشعوب العربية".