طالب الأزهر الشريف الحكومة العراقية بضرورة إيقاف إطلاق النار وأعمال العنف المتبادلة، والعمل على إلغاء التهميش والإقصاء ضد أي من الطوائف. جاء ذلك خلال لقاء شيخ الأزهر أحمد الطيب برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مقر الشيخة شرقي القاهرة اليوم الاثنين. وبحسب بيان تلقت الأناضول نسخة منه، فإن شيخ الازهر "طالب الحكومة العراقية بضرورة إيقاف إطلاق النار وأعمال العنف المتبادل والتي راح ضحيتها آلاف الأبرياء والعمل على إلغاء التهميش والإقصاء ضد أي طائفة، وضرورة مشاركة كافة مكونات وأطياف الشعب في كافة المجالات والعمل بجدية على عودة النازحين والمهجرين من كافة المحافظات إلى مدنهم تمهيدا لإجراء مصالحة وطنية وزيادة اللحمة الأخوية في العراق". كما شدد البيان "على ضرورة توحد الشعب العراقي بكافة مكوناته وأطيافه، والعمل على تجاوز الظروف الراهنة والتحديات التي يمر بها العراق من فتن طائفية وفتاوى تكفيرية وأعمال إجرامية ترتكبها الميليشيات الطائفية والتنظيمات التكفيرية الإرهابية". وأبدى الطيب في البيان "استعداد الأزهر الشريف لعقد مؤتمر يجتمع فيه علماء السنة والشيعة العرب لتدارك الخلاف الذي يمزق الأمة الإسلامية، ويحول دون التفاهم والحوار بين المذهبين"، معتبرا أن الأمة الإسلامية مستهدفة، وهناك بعض القوى الإقليمية والدولية تحاول خلق صراعات طائفية ومذهبية في الدول العربية والإسلامية تخدم أعداء الأمة ومصالحها الشخصية. ولم يوضح البيان طبيعة هذه القوى أو يذكرها، غير أنه قال إن "الأزهر الشريف لن يسمح لأعداء الإسلام بالنيل من هذه الأمة أو المساس بوحدتها ورسالتها الخالدة"، مشيرا إلى أن "الأزهر هو مرجع أهل السنة في العالم كله ويسعى دائما من خلال رسالته الوسطية وفكره المعتدل إلى جمع كلمة المسلمين في كافة أصقاع المعمورة". ووفق البيان، جدد الأزهر "مطالبته المراجع الشيعية بضرورة إصدار الفتاوى التي تحرم سفك الدماء والطعن في الصحابة الكرام، وأن تتبنى الحكومة العراقية إصدار قانون يجرم هذه الأفعال". من جانبه، قال العبادي إن مصر والعراق لهما عمق في الحضارة الإنسانية والإسلامية، وهذا يؤسس للقيام بدور فعال في صد المشروع الخبيث الذي أدى إلى اقتتال المسلمين وتشرذمهم، مضيفا أن البعض يستفيد من الاستقطاب الطائفي الذي يحشد له من أجل مصالحه الشخصية. وأضاف "نسعى إلى تقليل السلبيات في دولة العراق وعمل توازن في تمثيل كافة مكونات الشعب العراقي في الحكومة، بعيدا عن المحاصصة الطائفية"، مشددا على أنه لا يجوز لأي مسؤول أن يتعامل مع أي فرد من أفراد الشعب على أساس معتقده. وعقب اللقاء، غادر رئيس الحكومة العراقيةالقاهرة بعد زيارة استمرت يومين. وفور وصوله أمس الأحد، التقى العبادي نظيره المصري إبراهيم محلب واتفقا على تعزيز العلاقات في الجانب الأمني والاستخباري، في إطار مواجهة "الإرهاب" الذي يضرب المنطقة، كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي وتناول اللقاء سُبل تعزيز العلاقات الثنائية، فضلاً عن بحث أبرز القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.