بحثت جلسة الجمعية العامة للبرلمان الأوروبي، التي انعقدت أمس الأربعاء، حالة التوتر التي يشهدها شرق البحر الأبيض المتوسط، والتي زادت وتيرتها في أعقاب إرسال تركيا سفينة الأبحاث "برباروس" إلى المنطقة التي يتم فيها التنقيب عن حقول الغاز. وناشد يوهانس هان مفوض الاتحاد الأوروبي لشئون التوسعة وسياسات الجوار، الذي تحدث في الجلسة، قادة شطري الجزيرة القبرصية، العودة إلى مائدة المفاوضات، مشيراً إلى أنه في حالة التوصل إلى حل شامل في الجزيرة، فإن مصادر الهيدروكربون يمكن استخدامها بالشكل الذي يعود بالنفع على الجميع، بحسب قوله. وتابع المفوض الأوروبي قائلا: "أناشد زعيمي شطري الجزيرة العودة إلى مائدة الحوار، وبدء المفاوضات الشاملة في أقصر وقت ممكن"، لافتا إلى أن الأممالمتحدة تتفق مع أوروبا في أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة القبرصية. كما أعرب "هان" عن أمله في أن تحترم تركيا الحقوق السيادية لجنوب قبرص الرومية، وأن تتحلى بالصبر والتأني، مضيفا "لكني أؤكد على أن الوضع الراهن، يشدد على ضرورة التوصل لحل شامل وسريع بين شطري الجزيرة". وإلى ذلك شددت الكتل البرلمانية البارزة بالبرلمان الأوروبي، على ضرورة بدء المفاوضات بين شطري الجزيرة القبرصية، لافتة إلى أن أي عائدات محتملة تأتي من النفط والغاز تخص شعبي الجزيرة، كما ناشدوا تركيا احترام الحقوق السيادية المزعومة للشق الرومي من الجزيرة القبرصية. هذا وطالب النواب الروم واليونانيون بالبرلمان الأوروبي، تطبيق عقوبات سياسة واقتصادية على تركيا، خلال الكلمات التي ألقوها في مناقشات الجمعية العامة. تجدر الإشارة إلى أن هناك حالة من التوتر بين تركيا، واليونان بسبب بدء عمليات التنقيب عن الهيدروكربون في المنطقة الاقتصادية الحصرية التابعة للشطر الرومي لجزيرة قبرص. كما قامت اليونان الشهرالماضي، بإرسال مذكرة احتجاج إلى تركيا، بسبب إرسالها سفينة الأبحاث التركية "برباروس" إلى المنطقة اليونانية، معتبرةً ذلك "محاولة تركية لتوتير الأجواء في المنطقة". وكان زعيم إدارة الشطر الجنوبي لجزيرة قبرص الرومية "نيكوس أناستاسياديس"، قد أعلن في السابع من الشهر الماضي، انسحاب بلاده من المفاوضات الجارية مع شمال قبرص التركي، بسبب إرسال تركيا سفنًا حربية إلى المنطقة التي يتم فيها التنقيب عن حقول الغاز. وتعاني جزيرة قبرص من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، منذ عام 1974، وفي عام 2004، رفض القبارصة الروم خطة الأممالمتحدة لتوحيد الجزيرة المقسمة.