مؤكد ان سعادة مستشار رئيس الجامعة القانوني لا يعرف الرجل الاسطورة البروفسير مصطفى سويف مؤسس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة ، واول رئيس للقسم في الفترة ما بين 1974-1984 ، والباحث الزائر بمعهد الطب النفسي بجامعة لندن سنة 1963/1964 ، والاستاذ الزائر بجامعة لند بالسويد عام 1972، ووكيل وزارة الصحة السابق ، وعلى يديه تخرج المئات من علماء النفس الكبار في مختلف المجالات الاكاديمية والتطبيقية ، الى جانب الممارسين الاكلينيكيين في مجالات الصحة النفسية ، حيث يعد البروفسير مصطفى سويف واحدا من أهم الاخصائيين النفسيين الإكلينيكيين في العالم الآن . وسعادة مستشار الجامعة ربما لو يدرك هذه الأمور ما تجرأ واعتبر ان وظيفة الاخصائي النفسي الاكلينيكي في مستشفيات الجامعة مجرد وظيفة هامشية وغير اساسية بالمستشفيات وبالتالي لا يمكن تشجيع النابغين فيها ممن حصلوا على شهادة الدكتوراه في علم النفس الاكلينيكي عن طريق تطبيق القانون 115 لسنة 1993 الذي يمنح الحق للأخصائي النفسي الاكلينيكي الحاصل على درجة الدكتوراه بالحصول على درجة زميل بقسم الامراض النفسية . ولأن سعادة المستشار تكونت لديه عقيدة راسخة بان وظيفة الاخصائي النفسي الاكلينيكي هامشية وغير اساسية نتيجة لاجتهاده الشخصي ومن دون ان يستشير الخبراء في المجال ، أو حتى يأتي بالمراجع العربية أو الاجنبية التي استقى منها عقيدته في الحكم . مع العلم ان المؤسسات التي يعمل بها هؤلاء الاخصائيين النفسيين الإكلينيكيين تصف بطرق رسمية موثقة اعمالهم بأنها اساسية وحيوية بالمؤسسات التي يعملون بها ، لكن سعادة المستشار ومن ورائه رئيس الجامعة بالطبع لا يعترفون بالعلاج النفسي ، ولا بالمعالج النفسي ، هم يرونه شخص بلا فائدة ضرورية ، كما يبدو ان العلاج النفسي بالنسبة اليهم ترف لا يتحمله الفقراء من شعبنا الطيب . والأمر الأكثر خطورة ليس في تلك العقيدة المترسخة لدى مستشاري رئيس جامعة القاهرة تجاه اختصاصيين العلاج النفسي والاصرار على عدم مساواتهم باختصاصي التغذية مثلا ، أو اختصاصي الطب البيطري حيث يرون ان هؤلاء أكثر فائدة وأهمية للمرضى مقارنة باختصاصي العلاج النفسي عديمي الفائدة والضرورة . الأمر الأكثر خطورة كما ذكرنا في انتقال هذه العقيدة من داخل مكتب السيد مستشار رئيس الجامعة الى خارجه حيث ساحات مجلس الدولة ! . ووصل حد الانتقام من احدهم الذي تمكن من الحصول على حكم من محكمة القضاء الاداري بخلع الضرس ، واستلم منصبه ، وقدم ابحاثه لاحقا امام لجنة علم النفس ونجح بامتياز وتم ترقيته الى المنصب الاعلى استشاري مساعد بقسم الامراض النفسية ، وصل حد الانتقام الى مطاردته من قبل مستشار رئيس الجامعة بالطعون واسقاطه في المحكمة الادارية العليا بالطبع . ولم يعد هناك عزاء للتظلمات أو الطعون ببطلان الحكم ، او حتى توسلات داخل ذلك المكتب الذي يكره مهنة العلاج النفسي كراهية عمياء . ولكن لا ينطبق هذا الكلام على جامعات عين شمس التي لديها ثلاثة تم تعيينهم حتى الان بدون قضاء ، وجامعة الاسكندرية العتيدة حيث تعين لديها احد اولئك الاختصاصيين النفسيين الاكلينيكيين المحترفين بدون ضوضاء ايضا . ويبدو ان الاجابة على السؤال المشكل المتعلق بتأخر وتدني التصنيف العلمي لجامعة القاهرة مقارنة بجامعات العالم ربما تكون جاهزة وهي ان ادارتها ما زالت تتحكم فيها تلك النظرة التقليدية الشخصية المتحيزة التي تبتعد كثيرا عن النظرة العلمية