قال الكاتب الدكتور علاء الأسواني أن المجلس العسكري لا يتحمل معرفة آراء المصريين فيه، وذلك تعقيبا على إلغاء برنامج "آخر كلام" للإعلامي يسري فودة على فضائية "On tv" حيث كان مقدم الحلقة يستعد للقاء الكاتبين الأسواني وإبراهيم عيسى .
وأكد الأسواني خلال صالونه الثقافي الذي عقد أول أمس في مركز "إعداد القادة" أن إلغاء الحلقة قد يعني محاولة إجهاض الثورة ، ومعتبرا أن هناك صراعا بين إرادتين في مصر ، هما قوى الثوار والمجلس العسكري ، فبينما يريد الطرف الأول التغيير ، يريد الثاني الاحتفاظ بالنظام القديم ، ومن ذلك رفض إقصاء رموز الحزب الوطني إلا بحكم قضائي.
ووصف الأسواني البرلمان القادم بأنه برلمان "الفلول" بالإضافة إلى "الإخوان المسلمين" ، بينما شباب الثورة لا يملكون المال للنزول بدعاية قوية للإنتخابات .
وقرأ الأسواني جزء من مداخلته التي كان سيطرحها في برنامج يسري فودة قبل إلغائه، ومنها أن هناك أسماء لمرشحين بالبرلمان من الذين انتهكوا المصريين، منهم في المنيا اللواء مصطفى توفيق مدير أمن مباحث أمن الدولة السابق في أسيوط وهو متهم بتعذيب الإسلاميين عام 1981، وأيضا مجدي سعداوي النائب بالحزب الوطني منذ 20 عاما والذي هرب امتحانات الثانوية العامة. وكذلك علاء حسنين في المنيا.
وتساءل الأسواني : هل هؤلاء هم من سيقومون بكتابة الدستور المصري؟!، وقال ما الذي ينقصنا لنكون كتونس التي عزلت من الإعلام كل من طالب ببقاء بن علي ، وقال : "نحن نريد أن يتنفس المصريون فلا تحرموهم من دخول البرلمان".
واعتبر الكاتب أن الثورة المصرية بالفعل يتم إجهاضها ، وهي على المحك. وتساءل: لماذا لا يعلن المجلس العسكري نتيجة التحقيق في دهس متظاهرين أمام ماسبيرو بمدرعة عسكرية ؟ وما معنى أن يقول وزير الداخلية أن 165 ألف بلطجي تعاملوا مع أمن الدولة ، وفق وثيقة رسمية، أنهم لم يمولوا من وزارته ، فمن كان يمولهم إذا ؟
وقال الأسواني : أردت في البرنامج أن أؤكد أننا لا نريد أن تكون النتيجة هي انقلاب الجيش على مبارك وأولاده، بينما النظام السابق كما هو ، في تشبيه لحال مصر حاليا، واعتبر أن الحل في أن تشكل الثورة سريعا لجنة تمثلها من الائتلافات الموجودة ، وأن نزهق سريعا روح الطائفية المقيتة .
وأكد الأسواني أن مبارك ليس شخصا بل طريقة تفكير بالأساس، وفكرة أن يكون القرار العسكري فوقي ولا يعبر عن الرأي العام في غاية الخطورة .
كما أكد الكاتب في صالونه أنه يرفض التمويل الأجنبي، وأن المصريين عليهم معرفة مصدر وغرض كل مليم تتقاضاه أي منظمة مصرية، بما في ذلك الجماعات الدينية السلفية والإخوان ، مشيرا لإحترامه لهم .
وخلال الصالون اعتذر البريطاني "كورت دى بوف" ممثل الجناح الليبرالى فى البرلمان الأوروبي، وصديق الأسواني خلال الصالون الذي حضرته الفنانة آثار الحكيم، ونور الهدى رئيسة تحرير جريدة "العربي"، بالنيابة عن قارة أوروبا التي كانت في العشر سنوات الأخيرة صديقة لمبارك والقذافي وبن علي، وتجاهلت مشكلات الشعوب العربية من الإنتخابات والتوريث وخلافه ، وترددت في مساعدة الآلاف في ميدان التحرير والمطالبين بالحرية؛ بحجج منها الخوف من أن تأتي الثورات بفوضى أو إسلاميين متشددين ، أو تأتي بنظم لا تتعاون مع الغرب .
وقال بوف أن الثورة تواجه ثورة مضادة ومتطرفين ، وقال أنه إذا كانت ثورة تونس غيرت المنطقة فثورة مصر غيرت العالم .
وخلال الصالون قال الأسواني أن الكاتب عربي كمال صاحب كتاب "من سرق الرئيس" ، موضوع الصالون هذه الحلقة، اختبأ يوما في أحد البيوت من أمن الدولة وقد انتقد مبارك لأول مرة عامي 2003، و2004 مع ظهور حركة كفاية، ضمن مجموعة شهيرة من مناهضي مبارك ومنهم إبراهيم عيسى، عبد الحليم قنديل، مجدي أحمد حسين ، والكاتب.
وبلهجة ساخرة ، قال الأسواني أن إنجازات الثورة ثلاثة هي: عزل مبارك، الغاء التوقيت الصيفي، وإقامة الصالون في مركز إعداد القادة الذي كان مخصصا لجمال مبارك.
وأكد عربي كمال أن ما جعله يجمع مقالات كتابه "من سرق الرئيس" مفاجأته بمقولة أن الثورة تحركت لمطالب سياسية واقتصادية، لكن جماعة كفاية في عام 2003 ساهمت بإشعال الثورة، وقد خرج أبناء الطبقة المتوسطة من أجل الحرية، ولو كانت ثورة اقتصادية لخرج المهمشون من المناطق العشوائية وحدها .
وحكى يحيى حسين أن د. عبد الجليل مصطفى قال له أن أشخاصا تبرعوا للثورة ب40 ألف جنية، وهو يعلم أن هذا المال من عبد الجليل نفسه، وبالفعل أخذ منه 17 ألف جنية ليعطيهم للشباب الذي حضر الميدان من الأقاليم ورجع بالمال دون أن ينقص مليما واحدا.
وحكى الأسواني أنه رأى رجل في أول فبراير لا يملك حذاء، ولكنه كان يحمل 120 ساندويتش للثوار ، فقد كانت ملحمة كبرى للمصريين .