آثارت واقعة لاعب الأهلي والزمالك السابق مؤمن زكريا، ردود فعل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، بعدما زعم البعض أن إصابة لاعب الأهلي السابق بمرض عضلي نادر بسبب العثور على أوراق سحر باسمه كُتب عليها «مرض» في مقابر الكابتن مجدي عبدالغني. الأمر الذي نفاه الأخير، موضحًا أنه لا علاقة له بالأمر وأنها مجرد خرافات. وبينما تتنافس الأندية لتحقيق الانتصارات، في عالم كرة القدم، ومعها تترقب الجماهير دائمًا الأداء المبهر من فرقها الرياضية، لكن من المفارقات أن تُبرز معها دائمًا ظاهرة غريبة وتنتشر من حين لآخر حول «السحر والشعوذة»، وتأثيرها على أداء اللاعبين وإصاباتهم، الأمر ذاته يتكرر من سنوات طويلة سواء مع الأندية أو المنتخب المصري وكذلك فرق كرة القدم الإفريقية والعربية، لم تكن واقعة مؤمن زكريا هي الأولى. السحر في كرة القدم ما قبل سحر مؤمن زكريا ومجدي عبدالغني تتعدد الأحاديث حول استخدام السحر والشعوذة في عالم كرة القدم، حيث تظهر هذه الظاهرة بشكل متكرر في تعليقات بعض المسؤولين واللاعبين بعد الخسائر أو التعادلات المفاجئة، وكذلك إصابات اللاعبين. ومع واقعة إدعاء سحر لمؤمن زكريا ونفي مجدي عبدالغني هناك آلاف الأحداث المتشابقة على مر التاريخ وتلك هي أبرزها: تصريحات للمستشار مرتضى منصور جاءت تصريحات سابقة للمستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك السابق، الذي اتهم أطرافًا عدة باستخدام السحر بعد تعادل فريقه السلبي أمام الإنتاج الحربي. بعام 2019، وقال حينها: «الشبكة مقفلة بالسحر»، مشيراً إلى تأثير السحر في عدم قدرة لاعبيه على تسجيل الأهداف. هذا النوع من التصريحات ليس بجديد، فقد تكرر في مناسبات عدة، مما يعكس اعتقاد البعض في تأثير السحر على نتائج المباريات. وخلالها عبر منصور عن استيائه من الأداء السلبي لفريقه، مشيراً إلى أن «الكرة ترفض الدخول رغم أن المرمى كان مفتوحاً». كانت هذه التصريحات بمثابة صدى لمشاعر الإحباط المتزايدة التي عاشها الفريق، مما ألقى الضوء على الفكرة السائدة في الوسط الرياضي بأن السحر يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً في النتائج. وعلى الرغم من أن السحر يعتبر جزءاً من المعتقدات الشعبية، فإن استخدامه كتبرير دائم لعدم التوفيق أو الإصابات يثير تساؤلات حول قدرة اللاعبين والمدربين على التعامل مع الضغوط النفسية. كذلك تكرر الأمر مرات عدة، على سبيل المثال في توجيه اتهامات مباشرة لمنافسيه باستخدام السحر، حيث اتهم الحارس عصام الحضري سابقًا بامتلاك قوى سحرية تمنع الكرة من دخول مرماه. حتى أطلق عليه الجماهير حينها اسم «جامايكا». كما اتهم الأهلي بالفوز في مباراة القمة عام 2015 بالسحر والشعوذة. ومع تصريحات سابقة حول خسائر الزمالك، التي أشار إليها مرتضى منصور قائلًأ بأن «الحسد» كان السبب وراء خسارة فريقه أمام النجم الساحلي، وأنه سبب الخسائر المتكررة للفريق، على فترات متفرقة. إبراهيم حسن والعمل السحري وتتوالى الاتهامات حول استخدام السحر في الرياضة المصرية، حيث أشار إبراهيم حسن سابقًا إلى تعثر الزمالك أمام الجونة كان بسبب «عمل سحري». هذه التصريحات تكشف كيف أن فكرة السحر باتت جزءًا من الثقافة الكروية في مصر، مما يزيد من تعقيد الجوانب النفسية للاعبين والمدربين. اتهامات السحر من سيد متولي لم تسلم الملاعب المصرية من اتهامات استخدام السحر، حيث أشار الراحل سيد متولي، رئيس النادي المصري في عام 2008، إلى أن تراجع نتائج فريقه يعود للسحر الأسود، موضحًا أن لاعبيه يتعرضون ل«قوة خارقة» تؤدي إلى إهدار الفرص. استنتاجات لاعب الأهلي أما لاعب الأهلي السابق، عبدالحميد حسن، فقد لمح إلى إمكانية استخدام شخص ما للسحر لتسبب إصابات لاعبي الأهلي، حيث ذكر خلال برنامج على قناة النادي أن العديد من اللاعبين يعانون من إصابات متكررة، مما جعله يتساءل عما إذا كان هناك من يقوم بإيذائهم بسحر. إبراهيم حسن واتهامات الجونة وفي عام 2011، ألقى إبراهيم حسن، مدير الكرة في نادي الزمالك آنذاك، اللوم على السحر في تعثر فريقه أمام الجونة، حيث أشار إلى وجود مياه ملقاة على الطريق المؤدي إلى غرفة الملابس، وهو ما اعتبره مؤشرًا على استخدام أعمال سحرية ضد فريقه. السحر في السياق الإفريقي يعتبر السحر واقعًا ملموسًا في الثقافة الإفريقية، حيث تروج بعض الأندية الإفريقية لممارسات سحرية خلال المباريات ضد الفرق المصرية، حتى لو لم يكن هناك دليل فعلي على استخدامها، فتظل الحجة الشائعة هي «الحسد». اتهامات اللاعبين بالإصابات في نادي سموحة، ألقى أحمد تمساح، لاعب الفريق، اللوم على الحسد بعد إصابته ووجود إصابات متعددة بين زملائه، مؤكدًا أن الأسباب المعروفة مثل طريقة التدريب أو الأرضية ليست السبب. وحينها صرح عاطف حنفي مدير الكرة بالنادي السكندري في تصريحات صحفية «تأكدنا من إصابة تمساح بقطع في الرباط الصليبي، والآن نجري بعض الفحوصات لدى الدكتور أحمد عبدالعزيز الذي سيجري الجراحة». وتابع «هذه سادس إصابة في الصليبي للاعبينا، حيث سبق تمساح كل من، محمود عزت، ومانسوا كواكو، وعمر سعد، ومحمود السيد، وياسر إبراهيم المصاب بجزع في الرباط الصليبي».وواصل مدير الكرة بسموحة «نريد أن يبعد الناس أعينهم عن الفريق، السداسي المصاب مقيد إفريقيا، وسيصعب مهمة الفريق في الفترة المقبلة». اتهامات جديدة من إبراهيم حسن وفي سياق متصل، ذكر إبراهيم حسن، مدير الكرة بالنادي المصري، أن الحسد يؤثر على أداء الفريق، مشيرًا إلى أنهم يعانون من هدر الفرص والإصابات، وهو ما يعتقد أنه نتيجة أعمال سحرية. مزاعم رجب بحة في واقعة مثيرة، اتهم مرتضى منصور رجب بحة، رجل من الفيوم، بأنه يقوم بأعمال سحرية لتعطيل مسيرة الزمالك. الأمر الذي أثار سخرية جماهير النادي، حيث تعليقات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. ورد رجب بحة على اتهامات مرتضى منصور بنفيه أي علاقة بالسحر، مؤكدًا أنه ليس له صلة بسيد عبدالحفيظ، مما أثار موجة من التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي. أحمد حسام ميدو وإثارة الجدل حول السحر في الكرة المصرية أحمد حسام ميدو أثار الجدل سابقًا في تصريحات تلفزيونية لقناة المحور: عند توجيه سؤال هل يعقل أن الأهلي الذي يمتلك 4 حراس في القائمة الأفريقية أن يكون 3 منهم مصابون قبل نهائي أفريقيا؟، وقال ميدو حينها: أرى هذا الأمر غير طبيعي«. واستشهد ميدو بموقف سابق عندما كان منتخب مصر على موعد مع مواجهة قوية مع المغرب حيث قال:»منذ أكثر من 21 عامًا كنا سنواجه منتخب المغرب على أرضه، في هذا التوقيت محمود الجوهري طلب من الحكومة المصرية سفر شخص مع البعثة «لفك السحر»، وفوجئت في هذه المباراة كان هناك شخص موجود معنا لا نعرفه«. وأضاف: «هذه المباريات كانت بمثابة حرب في كرة القدم، وفوجئت وقتها باجتماع مع الجوهري، حتى يتم قراءة على أنا ونادر السيد بسبب الشكوك في وجود»السحر«». وأكمل: «أول مرة أحكي هذه القصة، لكن هذا الشخص كان يسافر مع البعثات»لفك السحر«ولابد من مراجعة الأمر، الأهلي مقبل على مباراة مهمة ورغم ذلك يمتلك 3 حراس مصابين، ليثير حديث ميدو الجدل بسبب أزمة»السحر«مع الكرة الأفريقية بشكل عام والمغربية بالتحديد، لعنة مباراة كوتوكو ماهر همام، لاعب الأهلي السابق، تحدث عن حادثة غريبة حدثت خلال مباراة الأهلي ضد أشانتي كوتوكو في نهائي دوري أبطال أفريقيا 1982، وقال ماهر همام: «ذهبنا لأول مرة لمواجهة أشانتي كوتوكو الغاني بطائرة حربية وكانت هي المرة الأولى التي يسافر فيها فريق إلى هناك». وأضاف: «خلال هذه المباراة تفاجأ الجميع بهبوط رئيس البلاد والذي كان رئيسًا أيضًا للنادي في منطقة وسط الملعب وهناك قامت الجماهير بتحميله مسئولية الهزيمة وعرفنا بعدها أن الطائرة الرئاسية هبطت في مكان السحر وهو الأمر الذي عاد بالنفع على الفريق وخرجنا متوجين باللقب وقتها». وفي بطولة كأس أفريقيا للأندية أبطال الدوري 1993 والتي توج بها نادي الزمالك، أكد جمال عبدالحميد أن الأمور لم تكن سهلة على الإطلاق بسبب إيمان فريق أشانتي كوتوكو الغاني بركلات الترجيح. وقال جمال عبدالحميد عن هذا الأمر: «كانت الأجواء صعبة هم يؤمنون بالسحر فقد دفنوا أرجل خنازير في المرمى وكذلك في ممر غرف الملابس بحجة إذا مررنا فوق ال4 أرجل سنُهزم برباعية أيًا كان الوضع فكنا نتحدث عن ضرورة أن نكون على قدر المسؤولية ونمحو الذكرى السيئة أمامهم على ذات الملعب حينما هُزمنا بخماسية وكذلك نخطف الأميرة الثالثة ونحتفظ بالكأس للأبد». وتداول البعض مقطع فيديو للكابتن محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، في فيلم تسجيلي عن المباراة الشهيرة أمام أشانتي كوتوكو، في نهائي دوري أبطال إفريقيا بالمسمي القديم «كأس إفريقيا للأندية أبطال الدورى» عام 1982، يروي فيه تفاصيل وجود ساحر غاني داخل ملعب كوماسي قبل المباراة. السحر يثير الجدل في الحديث عن وليد سليمان وسابقًا اتهم مرتضى منصور وليد سليمان، لاعب الأهلي السابق، باستخدام السحر للتألق وإحراز الأهداف، مشيرًا إلى أن هناك قوى غامضة تعمل خلف الكواليس.فقال متضى منصور أن وليد سليمان لاعب الأهلي السابق، يعمل على اللجوء إلى السحر، ما أدى إلى إحرازه عدة أهداف محلية وأفريقية في الفترة الأخيرة. وقال رئيس الزمالك في فيديو بثه عبر الموقع الرسمى للنادي: على معلول لاعب الأهلي هو من يمتلك السحر والشعوذة وليس للفريق، لأنه عندما يغيب لا يفوز الأهلي ولما بيلعب هو من تسبب في التأهل إلى نصف نهائى دوري أبطال أفريقيا، وأتساءل هل ممنوع الأهلى يتعادل؟!". السحر وتأثيره على منتخب مصر تعود بعض الأحداث المرتبطة بالسحر في كرة القدم المصرية إلى فترة تصفيات كأس العالم 2002، عندما صرح الكابتن محمود الجوهري، المدير الفني للمنتخب الوطني، اكتشافه أعمال سحرية أثناء مباراة مع السنغال. هذه الحادثة سلطت الضوء على تفشي المعتقدات حول السحر في الأوساط الرياضية المصرية، وأثارت تساؤلات حول مدى تأثيرها على الأداء الرياضي. وبالنهاية يبقى الحديث عن السحر في كرة القدم حاضراً بقوة، ليس فقط كخرافة بل كظاهرة تحمل في مضمونها أبعاداً نفسية وثقافية عميقة. وبينما يستمر النقاش حول تأثير السحر، يجب التركيز على تحسين الأداء من خلال التدريب والتحليل العلمي، كذلك البحث عن أسباب الإصابات. ورغم كل هذه الأحداث على مدار السنوات فإن ظاهرة السحر والأعمال في كرة القدم المصرية قضية مثيرة للجدل، تتشابك فيها المعتقدات الشعبية مع الأداء الرياضي، مما يؤدي إلى نقاشات مستمرة حول تأثيرها وأثرها على النتائج والمنافسات.