تمكنت اسعار النفط الخام من كسر موجة التراجع التى تعرضت لها منذ الاسبوع الماضى لتعاود الارتفاع خلال تعاملات اليوم حيث تجاوز سعر الخام الأمريكى مستوى ال66 دولارا بعد أن احرزت بورصة وول ستريت فى بداية تعاملات الاسبوع أول ارتفاع لها منذ 4 أيام. وقد تلقى السوق البترولى دعما فى ظل تصاعد حدة التوتر بين إيران والغرب خاصة بعد إطلاق طهران صواريخ "شهاب 3" البعيدة المدى فى إطار المناورات العسكرية التى تجريها الامر الذي قد يعرض ايران، التى تعد رابع أكبر منتج للنفط فى العالم، لمزيد من العقوبات. وتلقى السوق البترولى دعما ايضا بعد تراجعه فى وقت سابق اليوم عن مستوى ال66 دولارا وذلك من خلال الاداء الجيد لبورصة وول ستريت حيث شهدت مؤشراتها الرئيسية ارتفاعات ملحوظة فى ظل تجدد نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ على مستوى قطاعى الشركات الدوائية والصناعات التكنولوجية. ويشير أحد المحللين إلى أن السوق البترولى قد عاود انتعاشه بعد بدء التعاملات فى بورصة وول ستريت. وأشارت شبكة "بلومبرج" إلى ارتفاع سعر النفط لعقود شهر نوفمبر فى بورصة نيويورك للسلع بنحو 73 سنتا أو 1.1 % لتبلغ 66.75 دولارا للبرميل وتقدر نسبة ارتفاعات سعر الخام منذ بداية العام الحالى بحوالى 50 %. وفى بورصة البترول الدولية بلندن ارتفع سعر خام برنت لعقود شهر نوفمبر ب0.9 % ليبلغ 656.67 دولار للبرميل. وكان سعر النفط الخام قد تراجع فى بورصة نيويورك بأكثر من 8 % خلال الأسبوع الماضى وهو ما اعتبر أكثر تراجع منذ 10 يوليو الماضى فى ظل الارتفاع غير المتوقع لمستويات المخزون الأمريكى من النفط الخام. وعلى الرغم من عودة الملف الإيرانى كعامل جيوسياسيى قد يؤثر فى اتجاهات السوق البترولى إلا ان أحد المحللين يرى أن هناك حالياً فائض في القدرات الانتاجية غير مستغلة بالسوق البترولية الأمر الذي يعني أن السوق ليس في حاجة ماسة للمعروض البترولي الإيراني .وأضاف: أن التوتر الراهن في العلاقات بين ايران والغرب ليس كفيلاً باحداث ارتفاعات قوية في أسعار النفط. وكان وزير الطاقة والمناجم الجزائري رئيس منظمة أوبك شكيب خليل قد استبعد فى تصريحات له الأسبوع الماضى ان تشهد اسعار النفط تغيرات كبيرة قبل نهاية العام الحالي لكنه توقع ان ترتفع خلال العام القادم 2010 اذا تحسن وضع الاقتصاد العالمي دون ان تصل إلى 100 دولار للبرميل بسبب القلق المتزايد حول انتعاش الاقتصاد العالمي. وراى خليل في التصريحات التي أوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" ان التحدى الذي يواجه منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" يتمثل اساسا في الانضباط واحترام حصص الانتاج التي حددتها المنظمة في اجتماعها الأخير داعيا البلدان الاعضاء الى تحمل مسؤولياتها في ذلك من خلال المساهمة في خفض المخزون العالمي.
