وصف الصحفي الأمريكي الشهير بوب وودورد الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنه" نادراً ما كان يمثل صوت الواقعية فيما يتعلق بالحرب على العراق"، وأضاف وودورد بأن" بوش غالباً ما كان يقود الأمور إلى الفشل"، وذلك حسب ما ذكره في كتابه الجديد" الحرب في الداخل.. تاريخ البيت الأبيض السري 2006- 2008". وأضاف وودورد في كتابه كما نقلت عنه صحيفة "الوطن" السعودية: "عندما قرر الرئيس بوش إرسال آلاف من القوات الإضافية الأمريكية إلى العراق فإنه تحرك في هذا الاتجاه على الرغم من معارضة كبار مستشاريه العسكريين لتلك الخطة". كما كشف وودورد النقاب في كتابه عن أن" الولاياتالمتحدة كانت تتجسس على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحكومته حتى عندما كان الرئيس الأمريكي جورج بوش يؤكد أن علاقة متينة تربطه بالمسئول العراقي" مشيراً إلى أن" عمليات التجسس أثارت قلق كبار المسئولين الأمريكيين". وحسب ما نشرته صحيفة واشنطن بوست في عددها الصادر أمس فإن وودورد أشار في كتابه إلى أن" إدارة بوش كانت تشهد انقسامات كبيرة فيما يتعلق بهذا الأمر، حتى إن عددا من كبار الضباط الأمريكيين احتجوا بشدة في نهاية 2006 على خطط الرئيس لإرسال مزيد من القوات إلى العراق" مشيراً إلى أن" الجنرال جورج كايسي والذي كان حينها قائد القوات الأمريكية في العراق والجنرال جون أبو زيد الذي كان مسئول القيادة الوسطى الأمريكية عارضا بشدة قرار الرئيس إرسال قوات إضافية إلى العراق وكذلك وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد". وقال وودورد في كتابه أن إدارة بوش كانت تشهد انقسامات كبيرة وصلت إلى "ما يشبه تمرد" حين احتج عدد من كبار الضباط الاميركيين بشدة في نهاية 2006 على خطط الرئيس لارسال مزيد من القوات الى العراق. وأورد الكتاب أن قادة هيئة أركان الجيوش الأمريكية كانوا مقتنعين بأن أرائهم لا تصل إلى الرئيس وكان الأميرال مايكل مولن الذي كان حينذاك قائد العمليات البحرية يخشى أن يرتد أي فشل في العراق "بالكامل" على الجيش. وعارض الجنرال جورج كايسي الذي كان حينها قائد القوات الأميركية في العراق والجنرال جون ابي زيد الذي كان مسئول القيادة الوسطى الأميركية بشدة قرار الرئيس إرسال قوات اضافية الى العراق وكذلك وزير الدفاع السابق دونالد رامسفلد. وبحسب الكتاب، فان بوش قرر خلال هذا النقاش الداخلي اقالة رامسفلد الذي كان وزيرا للدفاع خلال الحرب على العراق. واختار بوش روبرت جيتس خلفا لرامسفلد من دون استشارة نائب الرئيس ديك تشيني. وأبلغ بوش تشيني بقراره في السادس من نوفمبر 2006 أي قبل يوم من الانتخابات التي خسر فيها الجمهوريون الغالبية في الكونجرس. وبحسب وودورد، فان استراتيجية تعزيز القوات القتالية ليست هي التي أدت إلى خفض أعمال العنف في العراق بل "الاختراقات" التي حققتها الأجهزة الخاصة على الأرض والتي سمحت بالتعرف إلى قادة المتمردين ومسئولي القاعدة في العراق. وأجرى الصحفي مقابلات مع جورج بوش بهذا الصدد أورد مضمونها في كتابه. وبحسب واشنطن بوست، فان الرئيس الاميركي يدافع عن اجتياح العراق، مقرا في الوقت نفسه بأن هذا القرار لقى مقاومة شديدة في واشنطن. ويعتبر بوش الحرب بمثابة مجهود لإعادة تنظيم الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط وقال في المقابلة "كان ينبغي القيام بذلك لأنها المنطقة التي خرج منها هجوم ضار كما يمكن أن تخرج منها هجمات ضارية أخرى". ومن المقرر أن تنشر مقتطفات من الكتاب الذي يقع في 487 صفحة في صحيفة واشنطن بوست في السابع من سبتمبر. ووفق فرانس برس في بغداد، رد المتحدث باسم الحكومة العراقية معلنا أن العراقيين "سيطرحون المسألة" على نظرائهم الأمريكيين وسيطلبون "تفسيرا". وقال علي الدباغ "إن كان هذا صحيحا، إن كان واقعا، فهو سيعني أنه ليس هناك أجواء ثقة وأن مؤسسات الولاياتالمتحدة تستخدم للتجسس على الأصدقاء والأعداء على حد سواء". وأضاف "إذا كان هذا صحيحا، فإنه يلقي ظلالا على العلاقات مع هذه المؤسسات في المستقبل"، في إشارة إلى وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ووكالات الاستخبارات الأمريكية.