فى ظل هذه الظروف العصيبه وهذا الاحتقان الذى اوشك على التحول إلى انفجار، جراء أفعال السلطة الحاكمة لمصر ... اري حدثا قد رأيته من قبل وانا صغيرة لم يتعدَّ عمرى وقتها الخمس سنوات, لكن ذاكرتى ظلت محتفظه بهذا الوقت العصيب... إنه سبتمبر الاسود عام 1981، عندما قرر الرئيس السادات اعتقال عدد كبير من سياسيين مصر ومثقفيها من كافة التيارات والاتجاهات .. حتى رجال الدين لم يسلموا من الاعتقات و السجن ... وبالطبع كلكم يعرف انه بعدها بأقل من شهر تم اغتياله فى السادس من شهر اكتوبر من نفس العام من قبل الإرهابيين الاسلاميين الذين يحكموننا الآن ... وقتها سمعت كلمة معارضه .. وكيف كانت عائلتى تتناقش فى الامر و هم فى غاية الحزن و الاسف ... وعندما كبرت ومارست العمل السياسي لسنوات فهمت جزء من الصورة و المشهد السياسي و من يقول انه فهم كل شئ لا يفهم فعلا... بل سنظل نتعلم من المهد الى اللحد .... إن السلطة الحاكمة بمصر الان فى الرمق الاخير من الانهيار وتحاول بكل الطرق قمع المعارضه وهذا هو الكارت الاخير, الاعتقالات والسجن للرموز والنشطاء. انها سلطه غير شرعية جاءت بالتهديد و الضربات الاستباقيه والتزوير. لم يخطئ الاخوان .. نحن المخطئون ... سنوات و مصر تعيش ديموقراطيه كاذبه و معارضه مهترئه كرتونيه موجهه. فكيف لهم الان ان يصنعوا وطنا حرا ينعم فيه المواطن بأدميته؟ ...... نعم اسقطنا جزء من النظام ... لكن لم نسقط النظام كله حتى الآن... كيف لشعب اكثر من نصفه تحت خط الفقر ان يستمر بنظام يمينى رأسمالى فاشى؟ لقد قامت الثورة على الرأسماليه الفاشية و فساد ولم تقم على اشخاص بعينهم ... نعم إنها الحرب بين اليسار والاشتراكية من جهة وبين اليمين من جهة أخري.. إنها الحقيقه فلماذا ننكرها؟ إن الاخوان هم اقصى اليمين الرأسمالى الفاشي المغلف بهذه الصبغة الرديئة المسماه بالمشروع الاسلامى ... إنهم يبيعون مصر بالفعل ... متى سنفيق؟ متى سننحى خلافاتنا جانبا .. متى سننظر لوطننا الغالى مصر دون النظر للمصالح الشخصيه؟ ... إن لم نأخد موقفا صارما وحازما فى ظل هذه الهجمه الشرسه من حازم وأمثاله ممن يحظون بغطاء سياسي من النظام الذي يحمي الإرهابيين، فإن مصر ستسقط ولن تقوم ابدا .. أفيقوا من غفلتكم يرحمكم الله يجب إسقاط اليمين الرأسمالى الفاشي المسمى بالاسلاميين فهم جرثومة هذا الوطن وإلا ... لا نجاة لمصر .. حفظك الله يا وطنى