رئيس جامعة جنوب الوادي يشهد حفل استقبال الطلاب الجدد بكلية التربية الرياضية    التعليم العالي: منح باليابان لدراسة الماجستير ضمن مبادرة «ABE»    الزراعة: حصاد 70 % من المساحات المنزرعة بالأرز والدقهلية بالمركز الأول    محافظ أسوان: بدء تجديد شبكة مياه الشرب بمنطقة صحاري والجامعة بتكلفة 6 ملايين جنيه السبت المقبل    تباين أسعار السلع الرئيسية والمعادن بالبورصات العالمية    مركز البحث والإنقاذ بوزارة الدفاع ينفذ تجربة "مصر - 10" لمحاكاة إنقاذ عبارة    أسعار شقق جنة مصر 2024.. فرصة للحجز في المدن الجديدة    «المشاط» تبحثُ تطورات توسعات شركة «سكاتك» النرويجية في مصر    تضامن المنوفية تنظم معرضاً لتوزيع الملابس الجديدة بالمجان    صحة غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي لأكثر من 42 ألف شهيد    تصاعد حدة إعصار «ميلتون» مع اقترابه من «فلوريد».. والبيض الأبيض يطالب ب«إخلاء فوري»    فريدة الشوباشي: إسرائيل تكتب نهايتها بأيديها    منتخب الجزائر يسعى لحسم التأهل إلى أمم إفريقيا على حساب توجو    محافظ أسيوط يوجه برفع كفاءة 200 باكية في سوق الباعة الجائلين بشارع التحكم وطرحها للإيجار في مزاد عام    الداخلية: ضبط 29 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    تعرف على حالة الطقس في مرسى مطروح اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024    بشرى سارة على صعيد العمل.. حظ برج الثور اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024    لماذا رفضت منال سلامة دخول ابنتها أميرة أديب مجال الفن؟    وزير الصحة يبحث مع وزير العمل تعزيز سبل التعاون في مجال تطوير التدريب الطبي المهني    «الرعاية الصحية»: استقبال 720 سائحا من 42 دولة بمستشفيات الأقصر    "رئيس عمليات كرة القدم".. مجموعة ريد بول تعيد كلوب إلى الملاعب    "الموضوع كبر".. هل يضع الزمالك "أكبر قلعة رياضية" على بوابة النادي؟    مدرب ساجرادا: من الجيد تجنب الأهلي في دوري الأبطال.. وحظوظنا متساوية بمجموعة بيراميدز    التضامن: إصدار بطاقات الخدمات المتكاملة ل44.240 مواطنا خلال أغسطس وسبتمبر    قائد اللواء الإسرائيلى كان مختبئًا خلف صخرة.. وكنا شوكة أمام الإسرائيليين طوال الحرب    جيش كوريا الشمالية يعلن إغلاق الحدود مع كوريا الجنوبية بشكل دائم    ضبط عددا من قضايا الإتجار غير المشروع في النقد الأجنبي بقيمة 7 ملايين جنيه    بعد قليل.. نظر فض الأحراز الخاصة بالمتهمين بقتل طفل شبرا الخيمة    بعد دهسه طفلا.. التحفظ على لودر وقائده في كرداسة    بالفيديو| عالم فلك أزهري: قراءة الكف وتوقعات الأبراج سحر وشعوذة    قبل التعاقد معه.. الزمالك يختبر أوفى إيجاريا لاعب ليفربول السابق    "سرابيوم الإسكندرية" أحدث إصدارات سلسلة "عارف" الوثائقية    ترقية 24 عضوا بهيئة التدريس وتعيين 21 مدرسا بجامعة طنطا    تمنى وفاته في الحرم ودفنه بمكة.. وفاة معتمر مصري بعد أداء صلاة العشاء    الأهلى يرحب بانتقال القندوسى إلى زد فى الصيف الجارى    الرمادي: اعتذرنا للزمالك لعدم بيع بيكهام.. وأخطأنا في رحيل خالد صبحي للمصري    "عبدالغفار" يبحث مع وزير العمل تعزيز سبل التعاون في مجال تطوير التدريب الطبي المهني    وزير الأوقاف: لا خيار أمام العالم إلا العيش سويًّا على هذه الأرض في سلام    الفتوى وبناء الإنسان.. الإفتاء على خطى المبادرات الرئاسية لمواجهة الفكر المتطرف وتنمية المجتمع    وزير النقل: محطة مصر متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية استقبلت 500 سفينة منذ فبراير 2023    "سرابيوم الإسكندرية" أحدث إصدارات سلسلة "عارف" الوثائقية    جائزة نوبل فى الكيمياء.. كيف حفر أحمد زويل اسمه فى تاريخ العلوم؟    جامعة طنطا تطلق قافلة تنموية بقرية منشأة العتر بمركز زفتى    السيطرة على حريق هائل بمصنع أقمشة في العاشر من رمضان    بالأسماء، السماح ل 21 شخصًا بالتنازل عن الجنسية المصرية    قبل انطلاقه.. تعرف علي تفاصيل حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية فى دورته ال32    عام على حرب غزة.. مجازر ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدارس التي تأوي الفلسطينيين النازحين‬    الحالة المرورية بشوارع وميادين القاهرة الكبرى.. الأربعاء 9 أكتوبر    للقضاء على قوائم الانتظار.. تشغيل 6 أسرَّة إضافية بقسم جراحات القلب بمستشفى بهتيم    خالد الجندي: البعض يستخدمون الفتاوى الضالة لتغيص حياة الناس    جوتيريش: الصراع في الشرق الأوسط يزداد سوءاً وكل صاروخ يدفع بالسلام بعيداً    أمين الفتوى: الوسطية ليست تفريط.. وسيدنا النبي لم يكره الدنيا    هدنة غزة.. «رويترز» تكشف عن خطوة مفاجئة من قيادات حزب الله والسبب لبنان    هل الأهلي بخيل في الصرف على صفقات فريق الكرة؟ عدلي القيعي يرد    2119 شهيدًا و10019 مصابًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان    مجدي الهواري يتعاقد مع المؤلف سامح سند لتحويل قصص "القصة الكاملة" لعمل درامي.. صور    الدعاء وسيلة لتحسين العلاقة بالله وزيادة الإيمان    الدعاء في السراء والضراء: وسيلة للشكر والصبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات حرب الكرامة
نشر في صباح الخير يوم 09 - 10 - 2024

فى اليوم الأول لحرب أكتوبر، أصدر عدد من الدول العربية والإفريقية البيانات المؤيدة لمصر وسوريا فى حربهما المشروعة ضد الاعتداء الإسرائيلى، ومع دخول الحرب يومها الثالث، توالت البيانات والتقارير التى نشرتها وكالات الأنباء العالمية عن شرعية الموقف، فيما بدأ يظهر اهتمام كبير من القوى الكبرى بما يحدث فى سيناء، بلغ هذا الاهتمام ذروته فى اليوم 17 لبدء القتال عندما صدر قرار مجلس الأمن بوقف القتال فى 22 أكتوبر.

وقد كشفت هذه التقارير الدولية بوضوح عن حجم الانتصار المصرى والعربى، مقابل حجم الخسائر التى تكبدتها قوات الاحتلال، فى الوقت نفسه بدأت الولايات المتحدة تعمل بجد من أجل إنقاذ ما بقى من حليفها الإسرائيلى



الدول العربية
فى اليوم الأول 6 أكتوبر صدر إعلان عن 16 وزيرا للخارجية يمثلون 16 دولة عربية، يوضحون فيه تعهد دولهم بوضع كافة إمكانياتها ومواردها للدفاع عن مصر وسوريا ضد إسرائيل، وأعلن فى الخرطوم أن الجيش السودانى قد وضع فى حالة تأهب، من أجل الانضمام إلى جانب القوات المصرية فى معركتها ضد إسرائيل إذا ما دعت الحاجة.
وأصدر الرئيس الجزائرى «هوارى بومدين» أوامره لكبار قادته العسكريين بأن يكونوا على اتصال وثيق بتطور الموقف على الجبهتين المصرية والسورية لاتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لمواجهة الموقف، كما أرسل «بومدين» رسالة إلى دول عدم الانحياز يحثها على تقديم المساعدة المعنوية والمادية للشعب العربى.
وتردد فى الرباط أن القوات المغربية على استعداد للتحرك إلى مصر كتعزيزات للجانب العربى مع استئناف القتال بين مصر وإسرائيل.. وأعلن الملك حسين فى حديث تليفونى له مع الرئيس حافظ الأسد بأن الأردن لن يتوانى فى القيام بواجبه وقد شكره الرئيس الأسد، موضحا له أنه على يقين من أن القضية العربية قضية واحدة لا تتجزأ.
وذكرت «وكالة أ. ب» من نيودلهى، أن «حكومة أنديرا غاندى» ألقت على عاتق إسرائيل مسئولية اندلاع القتال الجديد فى الشرق الأوسط، وصدر بيان عن الخارجية الهندية جاء فيه: «إننا نقف بكل عواطفنا مع العرب الذين بلغت معاناتهم درجة الانفجار»، وقال البيان «إن قضية العرب قائمة على العدالة».
واتهمت «برافدا» السوفييتية، إسرائيل بتحدى كافة قوى السلام فى العالم، وقالت الصحيفة «مرة أخرى يقدم صقور تل أبيب على عمل متفجر سافر تحديا لكل قوى السلام». وأضافت الصحيفة «أن حكام إسرائيل يتحملون مسئولية خطيرة عن العدوان وذكر مراسل برافدا فى القاهرة أن العدوان قد أعد بدقة وخطط له فى تل أبيب».



ونقلت «وكالة الأنباء الفرنسية» من كمبالا أن الرئيس الأوغندى «عيدى أمين» قد بعث برسالة إلى الرئيس الليبى معمر القذافى وإلى الرئيس المصرى أنور السادات لإبلاغهما بأن على جميع الضباط الأوغنديين الذين يتلقون تدريبات عسكرية فى بلديهما الانضمام إلى قواتهما لمقاتلة إسرائيل، وأعرب الجنرال «أمين» عن تمنياته بأن تكلل هذه المعارك بانتصار العرب، وأضاف أن العسكريين الأوغنديين وشعب أوغندا بصفة عامة قد أعربوا عن رغبتهم فى التطوع للقتال ضد إسرائيل.
واقع الحال
نقلت «وكالة رويترز» فى نهاية يوم السادس من أكتوبر من «تل أبيب» أن الدبابات السورية قد تغلغلت إلى مسافة عدة كيلومترات داخل مرتفعات الجولان، بينما يستمر القتال على طول خط وقف إطلاق النار، وصرح متحدث عسكرى بأن القوات الإسرائيلية تدعمها الطائرات تقاتل لاحتواء التقدم السورى، وصرح المتحدث العسكرى بأن السوريين قد توغلوا داخل الأراضى المحتلة فى عدة قطاعات.. وأن المصريين قد نجحوا فى عبور قناة السويس ومازالوا يواصلون إرسال مدرعاتهم وقوات المشاة عبر القناة.. وأضاف بأن جميع الخسائر الإسرائيلية قد تم إخلاؤها من منطقة القناة.
وصدر بيان رسمى إسرائيلى ثان، أعلن أن هجوم القوات المسلحة المصرية قد استمر بعد حلول الليل، وأن العدو لم يكتف بعبور قواته للقناة فى عدة مواقع، ولكنه حاول أيضًا القيام بعمليات إنزال لقواته.. وذكر البيان أن المدرعات السورية فى الجولان نجحت فى القيام ببعض عمليات اقتحام.
وكانت وكالات الأنباء قد ذكرت أنه عقب اندلاع الحرب بدأ راديو إسرائيل فى بث رسائل الشفرة لقوات الاحتياط وظل سكان القدس فى المخابئ واختبأ سكان بئر سبع تحت الأرض هربا من حرارة الصحراء.



الولايات المتحدة
بعث الدكتور هنرى كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة، برقية إلى جلالة الملك فيصل يناشده فيها التدخل لوقف القتال الذى نشب اليوم بين إسرائيل والعرب، وكان رد الملك عليه «إن مسئولية الصراع الدائر فى الشرق الأوسط يقع على عاتق إسرائيل وأمريكا، وأن إسرائيل كانت هى البادئة بالهجوم، وإن هذا الهجوم هو حلقة من حلقات السياسة الإسرائيلية تنفيذا لخططها التوسعية».
ثم بدأت الأنباء تتوالى نقلا عن واشنطن، كان أولها ما نقلته «وكالة الأنباء الفرنسية» عن «وزارة الدفاع الأمريكية» بأنها أعلنت بأن الأسطول السادس الأمريكى المرابط فى البحر المتوسط يتحرك نحو منطقة القتال فى الشرق الأوسط!!! وأشارت وزارة الدفاع مع ذلك إلى أنه لم يصدر أى أمر بعد فى هذا الاتجاه.
ردود الفعل
فى اليوم الثانى، صرح أحمد دهمشى وزير الإعلام فى الجمهورية العربية اليمنية «اليمن الشمالي»، لمندوب «وكالة أنباء الشرق الأوسط» فى صنعاء بأن القاضى عبدالله الحجرى رئيس الوزراء يجرى حاليا اتصالات مع القيادة العامة للقوات المسلحة اليمنية، لإعداد القوات المسلحة بحيث تكون مستعدة لأداء واجبها المقدس فى معركة المصير.
وأعلن رئيس وزراء «اليمن الجنوبية» أنه وضع كافة موارد بلاده تحت تصرف مصر وسوريا والفدائيين الفلسطينيين، بينما أنشأت حكومة البحرين لجنة خاصة تقوم بتنسيق كافة المعونات المالية والمادية الممكنة للدول العربية فى معركتها مع إسرائيل.
وذكرت الكويت أنها ستعتبر أى تدخل من أية قوة عالمية ضد العرب فى حربهم ضد إسرائيل، هجوما عليها.. كما أعلن كذلك عقب اجتماع لمجلس الوزراء الذى يستأنف اجتماعاته حسب ما تتطلبه الأحداث أن القوات الكويتية المتمركز على قناة السويس تشترك فى المعركة.
وأعلن عبدالعزيز حسين وزير الدولة الكويتى، أن الحكومة الكويتية قررت اليوم إرسال فريق طبى إلى مصر وسوريا، وأنه تم وضع المستشفيات الكويتية فى حالة طوارئ استعدادا لاستقبال أى من الجرحى المصريين أو السوريين.
بينما استدعت وزارة الدفاع العراقية المكلفين والمتطوعين من مواليد عام 1946 من ضباط الصف والضباط والجنود إلى خدمة الاحتياط، وذكر راديو بغداد الذى أذاع النبأ أن الوزارة طالبتهم بتسليم أنفسهم فورا خلال مدة أقصاها 4 أيام من اليوم (اليوم الثانى للعبور).
وفى بنجلادش، أدان الشيخ مجيب الرحمن رئيس الوزراء العدوان الإسرائيلى، ومن ناحية أخرى أكد أن ال 75 مليون مواطنى بنجلادش يعربون عن تضامنهم ومساندتهم للشعب العربى فى نضاله العادل ويصلون من أجل انتصاره الباهر.
وقالت الحكومة التونسية فى بيان لها إن الرئيس بورقيبة والحكومة التونسية يتابعان باهتمام بالغ تطورات الموقف الناجم عن الهجوم الإسرائيلى على مصر وسوريا، وتدين تونس بقوة العدوان الإسرائيلى المستمر على الدول العرية، وهى تقف كما وقفت دائما إلى جانب الدولتين الشقيقتين مصر وسوريا، كما أنها على استعداد للمساهمة فى تحرير الأراضى المحتلة واستعادة شعب فلسطين لحقوقه المشروعة.
وفى الجزائر، أعلن رسميا ما يلى: وصلت وحدات من القوات الجوية الجزائرية اليوم إلى مصر لدعم القتال ضد إسرائيل، بينما فى أوغندا، طلب الرئيس «عيدى أمين» إلى السفيرين الصينى والسوفيتى فى أوغندا أن يحثا حكومتيهما على وقف أمريكا وحلفائها عن التدخل فى حرب الشرق الأوسط، وقال: إنه ما لم يتدخل الاتحاد السوفيتى والصين، فإن الصراع يمكن أن يصعد إلى حرب عالمية ثالثة.
مواقف أوروبا
فى اليوم الثانى أيضًا، صرح المتحدث باسم وزارة خارجية ألمانيا الغربية، بأن جمهورية ألمانيا الاتحادية تأسف لنشوب المعارك الجديدة، وأضاف المتحدث بأن الحكومة الاتحادية من أنصار الحل السلمى القائم على أساس قرار مجلس الأمن رقم 242.
وأعلن «راديو براغ» تشيكسلوفاكيا نبأ استئناف القتال بين إسرائيل والدول العربية، فذكر أن الجيش الإسرائيلى بدأ عدوانا جديدا ضد مصر وسوريا، وأضاف الراديو نقلا عن مختلف البيانات العربية أن الجيش المصرى صد العدوان وانتقل إلى الهجوم المضاد وأشار الراديو إلى أن الجيش المصرى طارد العدو ونجح فى عبور قناة السويس.
كذلك، صرح فيلى ستوف رئيس مجلس الدولة فى جمهورية ألمانيا الديمقراطية فى «برلين الشرقية»، بأن جمهورية ألمانيا الديمقراطية تدين بشدة الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية التى ارتكبت أمس.
وصرح البروفيسور فولتش الوزير الإيطالى السابق والخبير فى شئون الشرق الأوسط بأن إسرائيل تعانى الآن من عزلة دبلوماسية، وسوف تفقد ما حصلت عليه خلال السنوات السابقة نتيجة لسياستها العدوانية واعتداءاتها على الأراضى العربية، وأعرب عن اعتقاده بان ما حدث يوم 5 يونيو 67 لن يتكرر فى ظل الأوضاع الحالية.
وفى موسكو: ألقت فى اليوم الثانى صحيفة «برافدا» مسئولية اندلاع القتال فى الشرق الأوسط على إسرائيل.. واتهمت صقور تل أبيب بالإقدام مرة أخرى على أعمال عدوانية سافرة، متحدّين بذلك كل القوى المحبة للسلام، وقالت الصحيفة إن أعمال إسرائيل قد خلقت موقفا مفعما بأخطر الآثار فى الشرق الأوسط.
أما فى ألمانيا الغربية وإنجلترا: فدعت ألمانيا الغربية وبريطانيا إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة النزاع فى الشرق الأوسط. وقد أعلن «إدوارد هيث» رئيس وزراء بريطانيا عن الخطوة المشتركة بعد انتهاء محادثات القمة مع فيلى برانت مستشار جمهورية ألمانيا.



تصرف مصر الجرىء
كتب مراسل «وكالة الأنباء الفرنسية» المقيم فى القاهرة ما يلى: ذكر مصدر مطلع فى القاهرة أن عبور القوات المصرية قناة السويس أمس، يستهدف استعادة جانب كبير من سيناء وليس مجرد إقامة عدة رءوس جسور على الضفة الشرقية للقناة.
وأضاف: وربما كان أحد اهداف الجيش المصرى هو بشكل خاص ممر «متلا» الذى يقع على بعد أربعين كيلومترا شرق القناة فى سيناء، مما يتيح عبور سلسلة المرتفعات التى تمر عبر سيناء من شرم الشيخ فى الجنوب الشرقى حتى آخر التلال التى تطل على البحيرات المرة فى الشمال الغربى. ومن الواضح أن هذه السلسلة من المرتفعات تشكل ميزة استراتيجية لمن يسيطر عليها وهى تمثل بالنسبة لإسرائيل التكملة الضرورية لحاجز التى تشكله القناة وتمثل بالنسبة للمصريين إمكانية السيطرة القوية على منطقة القناة حتى يمكن لهم فى النهاية إعادة فتح القناة بعيدا عن تهديد المدافع الإسرائيلية.
وأكمل المراسل: وقد كان «ممر متلا» الشهير محور كل المناقشات التى أعقبت اقتراح الرئيس السادات منذ سنتين بإعادة فتح قناة السويس مقابل إجلاء إسرائيل عن سيناء، بحيث تكون المرحلة الأولى لهذا الجلاء هى بالتحديد خط مرتفعات متلا.
وتابع المراسل: وفضلا عن ذلك، فإن هناك علامات مختلفة تولد لدى المراقبين فى اليوم الثانى للمعركة انطباعا بأن هذه المعركة قد تستمر أطول مما كان مقررا لها، فتعليمات الدفاع المدنى أكثر تشددا فيها أمس، وتطبيق نظام البطاقات أكثر صرامة، وقد حولت عربات النقل المملوكة للمؤسسات العامة إلى الجيش كاحتياطى للنقل ولا يبدو أن الطيران المصرى قد اشتبك حتى الآن فى العمق مما يوحى بأن القيادة المصرية تتوقع معارك جديدة ربما كانت أقسى من تلك التى تدور حاليا.
وواصل: أما الذى يحير المراقبين بدرجة أكبر فهو الجانب الدبلوماسى لهذه المعارك الجديدة بين مصر وإسرائيل، فلا يبدو أن مصر ترغب فى أن يتدخل مجلس الأمن فى المسألة، كما أن الدعم السوفيتى ليس دعما غير مشروط بنفس الدرجة التى كان عليها خلال حرب الاستنزاف.. وتسير الأمور وكأن الرئيس السادات واثق من النصر وستحدد الأيام القادمة ما إذا كان تصرف مصر الجريء الجديد سيحقق لها أكثر مما حققه حذرها التقليدى.
انفجار الشرق الأوسط
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» فى افتتاحية قصيرة بعنوان «انفجار فى الشرق الأوسط»، إن اللهب قد اشتعل فى وقت لم يكن ينتظره أحد، وأشارت بمرارة إلى أن دبلوماسيى الدول المتنازعة قد أعربوا كلهم فى نيويورك عن أملهم فى إجراء مفاوضات سلام فى إطار الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة.
وكان «تدهور الموقف فى الشرق الأوسط» العنوان الأول فى الصحف البريطانية، فقالت صحيفة «صانداى تليجراف»: «إسرائيل تقاتل على ثلاث جبهات من أجل بقائها»، وقالت «صانداى إكسبريس»: «هجوم خاطف لمصر عند قناة السويس»، وكان عنوان صحيفة «صانداى بيبول»: «حرب اليوم المقدس»، وصحيفة «صانداى تايمز»: «مصر فى الجانب الآخر من القناة.. لكن ديان يقول لن تبقى طويلا».



وأفردت «صحف بلغاريا» مكانا واسعا لأحداث الشرق الأوسط، ونشرت برقيات مطولة من القاهرة ودمشق تتضمن البلاغات العسكرية المصرية والسورية التى تتحدث عن العدوان الإسرائيلى الغادر على المواقع المصرية فى منطقة قناة السويس وعلى المواقع السورية المتقدمة على طول خط النار.
وأشارت الصحف البلغارية إلى النجاح الذى تحققه القوات المصرية واستيلائها على عدة مواقع حصينة على الضفة الشرقية لقناة السويس، مشيرة للهجوم المضاد الذى قامت به سوريا.
اليوم الثانى
صرح مسئول بمقر الرئيس الأمريكى فى «كى بيسكاين» بأن «الرئيس نيكسون» قد تولى الإشراف الكامل على الجهود الدبلوماسية الأمريكية، وقال المسئول الأمريكى إن الرئيس نيكسون قرر ذلك بعد أن فشلت المفاوضات الدبلوماسية المكثفة فى حمل مصر وسوريا وإسرائيل على مراعاة وقف إطلاق النار، وقد قرر كذلك العودة إلى واشنطن ليتولى بنفسه جهود التوصل إلى هدنة فى الشرق الأوسط.
وذكرت المصادر العسكرية أن إحدى حاملات الطائرات الأمريكية قد غادرت منطقة أثينا فى مهمة عمل، وأنها تتجه نحو جزيرة كريت اليوم الأحد / اليوم الثانى وذلك فى أول تحركات رئيسية للسفن الأمريكية منذ نشوب القتال العربى الإسرائيلى، وقد امتنعت وزارة الدفاع الأمريكية عن التعليق على هذا النبأ، لكنها أكدت أن «وحدات معينة من الأسطول السادس قد خرجت إلى البحر».
فيما صرح السيناتور «ويليام فولبرايت» اليوم أنه يجب على الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى ألا يحاولا فرض تسوية لنزاع الشرق الأوسط، بل يتعين عليهما التحول إلى الأمم المتحدة للبحث عن حل، وقال: إن نشوب الأعمال الحربية بين العرب وإسرائيل فى نهاية هذا الأسبوع «يبرر سياسة» التدخل الفورى من جانب الأمم المتحدة، وأضاف: إن شروط التسوية يجب أن تقوم على أساس قرار الأمم المتحدة الذى يدعو إلى انسحاب جزئى للقوات الإسرائيلية من الأراضى العربية التى احتلت فى حرب 1967.
وتابع: إنه من غير المحتمل أن تكون الولايات المتحدة طرفا يفرض تسوية عادلة فى الشرق الأوسط نظرًا لأن «الإسرائيليين يسيطرون على المشاعر فى الكونجرس ومجلس الشيوخ»، وسئل فولبرايت عما يعنيه بكلمة «يسيطرون» فقال عن الإسرائيليين لديهم 75 أو 80 صوتا فى مجلس الشيوخ، وإن الصهاينة فى هذا البلد أغنياء جدا وقال إنه شخصيا يوافق على ضرورة أن تؤكد الولايات المتحدة رغبة إسرائيل فى ألا يلقى بها فى البحر غير أنه يأسف لسياسة التوسع الإسرائيلى
أما الخارجية الأمريكية، فذكرت مصادر أن «هنرى كيسنجر» دعا كبار المسئولين الدبلوماسيين والعسكريين والمسئولين فى المخابرات إلى اجتماع اليوم لمناقشة وسائل التوصل إلى وقف إطلاق النار فى الشرق الأوسط، وقالت المصادر إن اجتماعا للجنة العمل الخاصة فى واشنطن التى تنعقد وقت حدوث أزمات فى الخارج سوف يتم فى وقت لاحق اليوم من أجل تلقى التقارير التى تصل بعد هبوط الليل من الشرق الأوسط.
وذكر المسئولون أن «كيسنجر» وصل إلى مكتبه قبل الساعة 1200 بتوقيت جرينتش، وذلك بغرض تقييم التقارير الخاصة باليوم الثانى من القتال بين العرب وإسرائيل، وقال المسئولون فى الخارجية الامريكية إن كيسنجر يواصل اتصالات متعددة مع ممثلى الدول المتحاربة وذلك فى نطاق جهود دبلوماسية أمريكية تستهدف وقف القتال فى الشرق الأوسط.
وقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الحكومة الامريكية مصممة على الاستمرار فى استخدام نفوذها بكل الوسائل المتاحة للوصول إلى وقف المعارك، وأشار روبرت ماكلوسكى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المعارك التى بدأت يوم السبت بين إسرائيل وجاراتها قد تكون لها نتائج خطيرة جدا.
العالم وحرب أكتوبر
مع استمرار المعارك فى اليوم الثالث للحرب، بدأت الأصوات ترتفع فى جميع أنحاء العالم منادية بوقف القتال وإيجاد حل للمشكلة التى تهدد بانفجار حرب عالمية.
فقد حملت «ألمانيا الشرقية» إسرائيل والقوى الإمبريالية التى تؤيد سياستها العدوانية المسئولية كاملة عن الموقف الخطير الحالى وكل العواقب المترتبة عليه، حيث صدر بيان فى اليوم الثانى عن المكتب السياسى للجنة المركزية لحزب الوحدة الاشتراكى ومجلس الدولة ومجلس الوزراء الألمانى الشرقى جاء فيه: إن سياسة إسرائيل العدوانية ضد الشعوب والدول العربية كانت سببا فى وجود موقف متوتر فى الشرق الأوسط.



وأضاف البيان الذى نقلته وكالة أ. د. ن. الألمانية الشرقية: أن إسرائيل نسفت أيضًا وبصورة استفزازية جميع الجهود والمبادرات من جانب الأمم المتحدة والدول العربية وجميع القوى المحبة للسلام فى العالم لتحقيق حل سياسى فى الشرق الأوسط.
وأكد البيان الألمانى أن مطالب الدول العربية من أجل انسحاب المعتدى الإسرائيلى من جميع الأراضى المحتلة عام 1967 وإيجاد تسوية للمطلب العادل للشعب العربى فى فلسطين تؤيدها جميع القوى المحبة للسلام فى العالم بما فيها ألمانيا الديمقراطية.
وأعربت وزارة خارجية إندونيسيا اليوم عن طريق المتحدث باسمها عن قلقها بشأن القتال فى الشرق الأوسط وأشارت إلى ضرورة إيجاد حل سريع على أساس قرار مجلس الامن لعام 1970، وبعد ان أضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإندونيسية أن إندونيسيا لا تزال من أكثر أنصار القضية العربية حماسا بين البلدان غير العربية.
وصرح أرمان جروينفالد المتحدث باسم حكومة «بون» بأن حكومة ألمانيا الغربية تشعر بقلق عميق للمدى الذى وصلت إليه الحرب فى الشرق الأوسط، كما أعربت جمعية الصداقة الألمانية العربية فى بيان أذاعته فى اليوم الثالث فى «بون» عن اعتقادها بأن المواجهة الجديدة فى الشرق الأوسط هى النتيجة المنطقية لسياسة التوسع المحمومة التى تتبعها إسرائيل التى رفضت بشدة على الدوام إيجاد حل عادل للاجئين الفلسطينيين.
وفى فرنسا: أدلى ميشيل جوبير وزير الخارجية الفرنسية فى اليوم الثالث بتعقيب على الموقف فى منطقة الشرق الأوسط، فقد وجه مراسلو القناة رقم واحد فى التليفزيون الفرنسى أسئلة إليه لدى وصوله إلى المأدبة السنوية التى تقيمها الجمعية العامة لاتحاد الفرنسيين فى الخارج فى مقر رابط الصداقة الفرنسية الأمريكية.
وحينما سئل «وزير الخارجية الفرنسية»: ما هو أخيرا موقف فرنسا من الصراع الجديد الذى نشب فى منطقة الشرق الأوسط؟ أجاب بقوله: لست أدرى لماذا تقولون أخيرا، إنكم تعلمون جيدا موقف فرنسا، نحن ننادى بتسوية النزاع بالطرق السلمية والوصول إلى حل عن طريق التفاوض والجميع يعلم ذلك منذ وقت طويل ولطالما كررنا هذا الموقف وحاولنا التحرك فى هذا الاتجاه.
ومن ناحية أخرى وفيما يتعلق بالأراضى التى احتلت عقب حرب الأيام الستة فى عام 1967، فإن الجميع يعرف موقفنا فى هذا الشأن، وكل ما أستطيع أن أقوله فى الوقت الحالى وطبقا للمعلومات المتوفرة لدى هو أن الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة سوف تبحث هذه المشكلة فى الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم، وسوف تستمع الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى كلمة المندوب السورى ثم إلى كلمة المندوب الإسرائيلى وأعتقد أن أعمالها ستنتهى عند هذا الحد. كما حمل «الاتحاد العام الفرنسى للعمل» إسرائيل مسئولية الموقف الراهن فى الشرق الأوسط.
وقال الاتحاد الفرنسى فى بيان أصدره اليوم إن إسرائيل تتحمل مسئولية هذا الموقف بسبب سياستها الرجعية والتوسعية ورفضها المستمر تنفيذ قرارات الأمم المتحدة. وأشار الاتحاد إلى أن هناك طريقا واحدا لتحقيق السلام فى هذه المنطقة وهو طريق انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضى التى احتلتها فى عام 1967 والاعتراف بالحقوق المشروعة للفلسطينيين.
وبالنسبة للصين: أدانت بكين فى اليوم الثالث الدولتين العظميين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى بمساعدتهما لإسرائيل وتشجيعها على الاندفاع فى عمل حربى فى الشرق الأوسط. وقد جاء ذلك فى مقال كتبته صحيفة «الشعب» الناطقة باسم الحزب الشيوعى الصينى. وأعربت الصحيفة فى مقالها الذى أذاعه راديو بكين عن استنكار الشعب الصينى وأدانت العدوان الإسرائيلى، كما أعربت عن المساندة الراسخة للشعبين المصرى والسورى فى مقاومتهما للمعتدى الإسرائيلى
بينما كان تعليق وكالة أنباء الصين الجديدة: إن تَجدد القتال فى الشرق الأوسط عدوان جديد تشنه إسرائيل، ونقلت الوكالة بيانات القيادة العسكرية فى كل من مصر وسوريا، وقالت إن القوات المصرية والسورية قد شنت هجمات مضادة وصفتها بأنها جريئة وناجحة ضد إسرائيل.
أما إذاعة بكين: فعلقت على الموقف فى الشرق الأوسط بأن أوردت مختلف أشكال التأييد التى أبداها زعماء الدول العربية والإفريقية.
وصدر فى اليوم الثالث عن موسكو، تصريح أندريه جريتشكو وزير الدفاع السوفيتى فى صحيفة «برافدا» تعليقا على الصراع الدائر فى الشرق الأوسط، فقال: إن الدول العربية تدافع عن استقلالها الوطنى فى نضال عادل، وقال جريتشكو: إنه إذا نظرنا إلى أحداث الحرب الماضية فيجب علينا أن ننتبه إلى الدروس المستخلصة من هذه الحرب وهى أن قوى الرجعية والاستعمار مستمرة فى النظر إلى الحرب كوسيلة لتحقيق أهدافها العدوانية، والآن اشتعلت الحرب مرة أخرى فى الشرق الأوسط وتقوم شعوب الدول العربية بحمل السلاح للدفاع عن استقلالها.



نشاط القوى الكبرى
بدءا من اليوم الرابع، كان النشاط الأقوى للدول والقوى الكبرى حول العام.
فعلى مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، أعلن البيت الأبيض أن «الرئيس نيكسون» دعا زعماء الكونجرس الديمقراطيين والجمهوريين إلى اجتماع فى البيت الأبيض صباح الأربعاء لبحث أزمة الشرق الأوسط، حيث أكد «نيكسون» الحاجة إلى إقامة سلام دائم فى الشرق الأوسط وكذا انتهاء القتال الدائر بين العرب وإسرائيل، مضيفا أن الهدف ليس ببساطة إنهاء القتال، ولكن بناء كيان جديد للسلام فى الشرق الأوسط يعطى أملا أفضل فى تجنب الحرب التى نشبت مرارا خلال ال25 عاما الماضية.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس نيكسون يسعى لكسب تأييد دولى، بما فى ذلك تأييد روسيا والصين للجهود الدبلوماسية الأمريكية التى تستهدف إحراز وقف إطلاق النار فى الشرق الأوسط.
الأسطول السادس: أعلن جيرى فريدهايم وكيل وزارة الدفاع الأمريكية المساعد خلال المؤتمر الصحفى اليومى، أن اثنتين من سفن الأسطول السادس الأمريكى موجودتان فى الوقت الحالى فى شرق البحر الأبيض المتوسط.. وهما حاملة الطائرات «إندبندانس» وحاملة الهيلوكوبتر «جواد الكنال» ورفض المتحدث الرسمى باسم البنتاجون أن يعطى معلومات محددة عن تحركات هذه السفن، والمعروف أنه يوجد على ظهر «جواد الكنال» ألفان من مشاة الأسطول يمكن إذا دعت الحال استخدامهم فى عملية إجلاء الرعايا الأمريكيين من المنطقة.
وبالنسبة للكونجرس: طالب السناتور «إدورارد كنيدى» وبعض رجال الكونجرس البارزين فى الولايات المتحدة بتعويض خسائر إسرائيل من الطائرات والمعدات فى القتال الجارى مع مصر وسوريا، وكان كنيدى يتحدث فى اجتماع لرؤساء المنظمات اليهودية.
وفى الاجتماع اعترف «سيمحا دينيتز» بأن إسرائيل تلقت خسائر فادحة فى الرجال والمعدات. وأشار كنيدى إلى أن الولايات المتحدة طالما أكدت لإسرائيل بأنها ستعطيها الأسلحة اللازمة للدفاع عن نفسها.. وقال إننا سنوفى بهذا التعهد اليوم وغدا إلى أن تقبل كل الدول وجود واستقلال دولة إسرائيل.
وفى اليوم الرابع أيضًا، أكد «بيير ميسمير» رئيس وزراء فرنسا، أن وقف إطلاق النار لابد أن يفتح الطريق أمام إجراء مفاوضات جادة فى إطار يتعين تحديده.. وذلك وفقا للقرار 242 الصادر من مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وبعد أن هاجم «بيير ميسمير» بطريقة عابرة الشيوعيين والاشتراكيين الذين يجدون صعوبة فى التفاهم، أضاف أن الأحداث التى وقعت أخيرا فى منطقة الشرق الأوسط كانت من وجهة نظره أمرا محتوما، وأردف قائلا: كيف نتصور أن بلادا وشعوبا يملؤها الشعور الوطنى يمكن أن تظل إلى الأبد دون أمل فى الوصول إلى حل عادل ومتوازن».
أمريكا وبترول العرب
فى اليوم الخامس للقتال 10 أكتوبر، قال الرئيس الأمريكى نيكسون ضمن كلمة له خلال حفل توزيع الجوائز على 11 عالما كبيرا: «إن الانفجار الذى حدث فى الشرق الأوسط يذكرنا من جديد إلى أى مدى تعتمد الولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان على إمدادات بترول هذه المنطقة».
فيما قال «راديو لندن» فى برنامج خاص بعنوان «شريط الأخبار» أذيع صباح اليوم الخامس وعلق فيه على أحداث الشرق الأوسط قائلا: «أما الآن وقد استمرت الحرب أكثر مما كان متوقعا دون أن تحقق إسرائيل نصرا سريعا، فإن مدى التأييد الذى تقدمه الدول العربية يزداد أهمية أكثر فأكثر.
ففى حرب عام 1967 حقق الإسرائيليون بأسلوب المباغتة تفوقا سريعا قبل أن تتمكن أى قوات عربية إضافية من الوصول إلى أى الجبهة، أما الآن وقد دخلت الحرب الحالية يومها الخامس، فإن المصريين ما زالوا قادرين على تعزيز قواتهم التى عبرت قناة السويس إلى سيناء».
وأضاف المعلق «ومما لا شك فيه أن المصريين قد حققوا نصرا دعائيا بأن أظهروا أن فى إمكانهم أن يكونوا صنوا للإسرائيليين فى المعركة».



وأضاف الراديو عن الوضع بصفة عامة «إن ما يقوله المصريون عن نجاحهم فى قناة السويس ليس من نسج الخيال، فمما لا شك فيه أن قوات المشاة والمدرعات المصرية قد تمركزت بثبات وقوة على الضفة الشرقية من القناة وإن الهجمات المعاكسة الإسرائيلية تلاقى مقاومة مصرية عنيدة».
ماوتسى ولاى
كان أبرز ما حدث فى اليوم السادس لاندلاع القتال 11 أكتوبر, استقبل «شواين لاي» رئيس وزراء الصين اليوم سفيرى «مصر وسوريا» فى بكين، وأعلنت هذا النبأ وكالة أنباء الصين الجديدة، وطلب رئيس وزراء الصين من السفيرين نقل رسالة تأييد من حكومته إلى كل من الرئيس أنور السادات والرئيس حافظ الأسد.
وأوضحت الوكالة الصينية أن «شواين لاى» صرح خلال اجتماعه بالسفيرين «أنه طبقا لتعاليم الرئيس ماوتسى تونج فإن حكومة وشعب الصين يمنحانكما التأييد، وقال: إننا نؤيد بإصرار الشعبين المصرى والسورى وسائر الشعوب العربية الأخرى والشعب الفلسطينى فى نضالهم العادل ضد العدوان الإسرائيلي».
بينما لخص جوزيف كومتى المتحدث باسم الحكومة الفرنسية «موقف فرنسا» إزاء تطور الصراع الإسرائيلى العربى بقوله: إن كل جهود فرنسا تستهدف التوصل إلى تسوية نهائية لنزاع الشرق الأوسط بحيث تتضمن كافة الضمانات اللازمة للأمن، وقد عرض «جوزيف كوميتى» موقف فرنسا العام للصحفيين عقب الاجتماع الذى عقده مجلس الوزراء الفرنسى والذى خصص جزءا كبير من أعماله للموقف فى الشرق الأوسط.
واستند المتحدث الفرنسى بالحرف الواحد إلى البيان الذى أدلى به «بيير ميسمير» فى مجلس الأمن وغيره من المحافل الأخرى وركز المتحدث عدة مرات على كلمة «تحاول جاهدة البحث عن إمكانية الخروج بنتائج طيبة من هذا الموقف الحرج».
وأضاف المتحدث أن موقفنا تجاه أى وقف محتمل لإطلاق النار لن يكون مصدره مجرد الحرص على وقف القتال ولا الاعتراف غير المباشر بخط تقسيم ما للاراضى وإنما سيكون نابعا من الرغبة فى أن يفتح وقف إطلاق النار الطريق إلى مفاوضات حقيقية فى إطار يتم تحديده ويساعد على التوصل بموجب قرار مجلس الأمن رقم 242 إلى تسوية نهائية للصراع وتكون مقبولة من الجميع وتنطوى على كافة الضمانات اللازمة للأمن.
ومع مطلع «اليوم السابع» كان الوضع كما ذكر «حمدى الطاهرى» فى كتابه: الحرب دائرة فى الشرق الأوسط، وقد أدرك الإسرائيليون بسرعة أن هذه الحرب ليست مثل الحروب السابقة التى انتهت فى أيام، وأن هذه الحرب التى بدأت يوم السبت الماضى ستستمر، وهذا الشعور سائد فى القاهرة أيضًا، فقد عبر عن ذلك السيد حسنين هيكل فى مقالته الافتتاحية فى الأهرام اليوم.
مجلس الأمن
فى اليوم 22 أكتوبر / السابع عشر لبداية الحرب، أمر مجلس الأمن فى الساعات الأولى من صباح اليوم بوقف القتال فى الشرق الأوسط وبدء المفاوضات لتنفيذ القرار 242 الصادر فى 22 نوفمبر 67، وهو القرار الذى ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من أراض محتلة طبقا للنص الإنجليزى أو من الأراضى المحتلة طبقا للنص الفرنسى وعلى إقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل وجيرانها.
ويذكر أن الأوامر التى تضمنها القرار الذى اتخذ صباح اليوم أثقل بكثير بالنسبة لقرارات مجلس الامن السابقة، وبالنسبة للقرار 242 فهى ناتجة عن اتفاق سياسى أعظم بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، كما أنها وهذا هو الأهم تدل على رغبتهما المؤكدة فى المضى لا على طريق التعايش السلمى فحسب، بل وعلى التعاون والوفاق من أجل المحافظة على السلام العالمى بالقضاء على كل ما قد يؤدى إلى مواجهة بين الدولتين الأعظم.
عمل مسرحى
اختتم الدكتور «حمدى الطاهرى» كتابه بتوضيح مهم هذا نصه: مع أن الحرب لم تنته واقعيا فى اليوم الثانى والعشرين من شهر أكتوبر، إلا أنى آثرت التوقف عند هذا التاريخ الذى أعلن فيه وقف إطلاق النار.
إن ما حدث من خرق إسرائيل للاتفاقية واستمرارها فى توسيع الثغرة لم يكن عملا عسكريا بقدر ما كان عملا مسرحيا أرادت أن تنقذ به الوضع المتردى فى الداخل وأن تحاول تغيير اتجاه الصدمة التى أحس بها كل إسرائيلى وكل يهودى.
لقد رأى هؤلاء جميعا ومن شايعهم أن الجيش الذى لا يقهر، والشعب الذى اعتقد أنه آمن على نفسه وحصل على حدود آمنة.. رأى هؤلاء أن آمالهم تتلاشى وأنهم كانوا يمسكون بين أصابعهم برمال سيناء ولم يكونوا أبدا واقفين على صخورها، رأى هؤلاء أن رمال سيناء قد خدعتهم بسرابها.
لم يتعودوا على أن يقبلوا أن يكون لديهم ضحايا بالمئات، فإذا بحرب أكتوبر يروح ضحيتها ألوف من القتلى وألوف من الجرحى وألون من المعوقين.. كل ذلك فى سبيل تحقيق حلم خادع.
وكانت الكارثة فى حجمها أكبر مما يحتمله الشعب الإسرائيلى، وإرضاء لهذا الشعب تشكلت لجنة فى إسرائيل لتحقيق أوجه القصور خلال حرب أكتوبر أطلق عليها اسم لجنة «أجرانات».
وفيما يلى أهم النقاط التى توصلت إليها اللجنة: انتقدت اللجنة تقديرات رئيس فرع المخابرات العسكرية ورئيس الأركان العامة بسبب عدم تقديرهم حتى فجر يوم السادس من 6 أكتوبر بأن حربا شاملة ستبدأ، وحتى هذا التقدير أخطئوا فى تقدير ساعة الصفر.. وكان رئيس فرع المخابرات قد أعطى وعدا بإعطاء الإنذار المبكر حول نية العدو فى بدء حرب شاملة لتمكين تنفيذ التعبئة المنظمة للاحتياط والذى اعتبر هذا الموعد أساسا لبناء خطط الجيش الإسرائيلى الدفاعية.
وقد أوجز التقرر 3 أسباب للفشل فى تقدير نية هجوم العدو هي: الأول هو التمسك المتزمت بوجهة النظر التى تقضى بأن مصر لن تشن حربا على إسرائيل إلا بعد أن تضمن لنفسها فى الدرجة الأولى القدرة الجوية لمهاجمة عمق إسرائيل وخاصة قواعدها الجوية الرئيسية لضمان شل السلاح الجوى الإسرائيلى
والثانى أن سوريا لن تشن هجوما شاملا إلا فى وقت واحد مع مصر، والثالث الاعتماد المطلق على وعد رئيس المخابرات بإعطاء إنذار مسبق حول نية العدو ببدء الحرب الشاملة قبلها ب 48 ساعة.
وقد أصدرت اللجنة مجموعة من التوصيات منها توصيات لجهاز المخابرات وتوصيات بالنسبة لبعض القادة العسكريين تضمنت إعفاء «اللواء الياهور زعيرا» رئيس فرع المخابرات العسكرية من منصبه، وكذلك تنحية رئيس الأركان من منصبه.

ريشة: شاهندة تعلب

وعلى المستوى الحكومى، فبالنسبة لوزير الدفاع: لم يشر التقرير إلى أى تقصير فى مهامه وزير الدفاع، لكنه أشار إلى أن «هزة» وزير الدفاع موشيه ديان فى النواحى القتالية، كان من الواجب أن تنعكس على أسلوب أداء القوات المسلحة الإسرائيلية لمهامها القتالية.
وبالنسبة لرئيس الحكومة، اقتنعت اللجنة بالأعمال التى قامت بها رئيسة الوزراء خلال الفترة التى سبقت الحرب، حيث كان من أبرزها التشاور مع وزير الدفاع ورئيس المخابرات فى الموقف على جبهة الجولان وتقديرها إضافة هذا الموضوع إلى جدول أعمال جلسة الحكومة التى كان مزمعا عقدها يوم 7 أكتوبر، كذلك فإنها وافقت يوم السبت 6 أكتوبر على تعبئة الاحتياط.
وهكذا أثبتت اللجنة فشل القيادة العسكرية والسياسية لإسرائيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.