طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء عقد جلسة عاجلة لمجلس الامن الدولي لمناقشة استمرار الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، حسب ما اعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية. وقال نبيل أبو ردينة لوكالة فرانس برس ان عباس "أصدر تعليماته لمراقب فلسطين في الأممالمتحدة لطلب جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي، من أجل بحث موضوع الاستيطان المستشري في القدس والضفة الغربية". ووافقت اسرئيل الاثنين على بناء 1300 مسكن في القدسالشرقية ما اثار غضب الفلسطينيين وانتقادات المجتمع الدولي لا سيما الولاياتالمتحدة. وفي تحد واضح لهذه الانتقادات اعلن القادة الاسرائيليون الاربعاء ان بناء المساكن في احياء الاستيطان اليهودية في القدسالشرقية سيتواصل. واكد تسيفي هوسر الامين العام للحكومة الاسرائيلية الاربعاء الذي يرافق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خلال زيارته الى واشنطن، للاذاعة الاسرائيلية انه "لم يحدث تجميد للبناء في القدس ولن يحدث مثل هذا التجميد، هذه هي سياسة الحكومات الاسرائيلية منذ 40 عاما". واضاف "ليس من المعقول فرض تضييقات على اعمال البناء في الاحياء التي يعيش فيها 300 الف شخص" في اشارة الى 12 حيا استيطانيا اسرائيليا بنيت في القدسالشرقية التي ضمتها اسرائيل عام 1967. ووافقت اسرئيل التي يحكمها ائتلاف يميني ويميني متطرف مؤيد للاستيطان، الاثنين على بناء 1300 مسكن في القدسالشرقية ما اثار غضب الفلسطينيين وانتقادات واشنطن. من جهته اوضح وزير التربية جدعون سار الموقف قائلا "لن نصل الى وضع تكون فيه كافة انشطتنا للتخطيط والبناء مشلولة في القدس". واضاف "يجب على الجميع ان يفهموا انه لدينا حقوق في القدس ولدينا موقف واضح في هذا الملف". واسرائيل التي اعلنت كل القدس عاصمتها "الابدية الغير القابلة للتقسيم"، تعتبر ان احياء الاستيطان تشكل جزءا لا يتجزأ من اراضيها فيما يريد الفلسطينيون اعلان القدسالشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة. وكان مكتب نتانياهو رد في بيان الثلاثاء على المواقف الدولية المنددة قائلا "ان القدس ليست مستوطنة، القدس هي عاصمة دولة اسرائيل" في لهجة تعتبر "استفزازية" تجاه اوباما كما رأى المحلل السياسي في اذاعة الجيش الاسرائيلي ايليل شاهار. واضاف بيان مكتب نتانياهو ان "اسرائيل لم تقبل ابدا اية ضوابط على البناء في القدس (...) بما يشمل خلال الاشهر العشرة من التجميد الجزئي لاعمال البناء في +يهودا والسامرة+ (الضفة الغربية)" في اشارة الى قرار التجميد الجزئي للاستيطان في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة الذي انتهى العمل به في 26 ايلول/سبتمبر. واكد مكتب رئيس الوزراء ان اسرائيل لا ترى "اي رابط بين عملية السلام وسياسة التخطيط والبناء في القدس التي لم تتغير منذ اربعين سنة". وكان نتيانياهو وصف الثلاثاء الاهمية المعطاة لموضوع الاستيطان اليهودي بانها "مبالغ فيها" منتقدا بالخصوص الاعلام. وقال "الامر يتعلق بعدد صغير من الشقق لا يغير في الواقع، اي شيء البتة في الخريطة خلافا للانطباع الذي يمكن ان تعطيه بعض المعلومات الصحافية". واثارت هذه التصاريح الاسرائيلية ردا من واشنطن التي ابدت معارضتها لموقف اسرائيل. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي "هناك رابط واضح، ما دام يتوجب على الطرفين توفير الظروف الملائمة لمفاوضات ناجحة". وحذر الرئيس اوباما الاربعاء خلال زيارة الى جاكرتا من ان "عقبات كبرى لا تزال قائمة" على طريق مساعي الوصول الى السلام في الشرق الاوسط. وانتقد الثلاثاء ضمنا قرار السلطات الاسرائيلية بناء مساكن يهودية جديدة في القدسالشرقية. وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي في جاكرتا "ان مثل هذه الانشطة لا تساعد ابدا حين يتعلق الامر بمفاوضات سلام". من جهتهم اتهم الفلسطينيون نتانياهو بانه "مصمم على نسف مفاوضات" السلام في الوقت الذي يحول فيه الخلاف بين الجانبين حول استمرار الاستيطان، دون استئناف المباحثات التي اطلقت في الثاني من ايلول/سبتمبر برعاية الولاياتالمتحدة. واظهر استطلاع للرأي نشر الاربعاء ان 62% من الفلسطينيين يعتبرون انه يجب عدم استئناف المفاوضات الا في حال وقف الاستيطان. ووجهت منظمات مجتمع مدني اسرائيلية وفلسطينية الاربعاء دعوة مشتركة لحكومتيهما لاستئناف عملية السلام، واعلنت انها ستستضيف محادثات اوروبية في وقت لاحق من هذا الشهر. وجاءت هذه التصريحات على لسان ياهود تالمون رئيس اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الاسرائيلية، وحنا سنيورة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الفلسطيني، على هامش مؤتمر لمنظمات المجتمع المدني في روما. وصرح سنيورة "نود ان تنجح هذه الزيارة في الضغط على قادتنا" في اشارة الى اجتماعات اللجنة الاقتصادية والاجتماعية الاوروبية التي ستعقد في اسرائيل والاراضي الفلسطينية في الفترة من 28 الى 30 تشرين الثاني/نوفمبر. وقال سنيورة وتالمون ان المحادثات ستجري في تل ابيب والقدسورام الله.