بدأ الناخبون في قرغيزستان التصويت الاحد في اطار انتخابات تشريعية "تاريخية" تهدف الى اقامة اول ديمقراطية برلمانية في آسيا الوسطى، وسط توتر شديد خشية تجدد اعمال العنف الدامية التي شهدتها البلاد في الاشهر الاخيرة. وقالت روزا اوتونباييفا الرئيسة بالوكالة للصحافيين، بعد ان ادلت بصوتها "انا على قناعة بان هذه الانتخابات ستجري في هدوء وان التصويت سيكون شفافا (..) ولن يكون بامكان مثيري الاضطرابات اشاعة هستيريا سياسية". واضافت الرئيسة التي عينت على راس البلاد حتى 31 كانون الاول/ديسمبر 2011 "انه يوم تاريخي لقرغيزستان". وبلغت نسبة المشاركة 20,93 بالمئة عند الساعة 13,00 بعد خمس ساعات من فتح مكاتب الاقتراع التي ستغلق في الساعة 20,00 (14,00 تغ). ويتوقع ان تصدر النتائج الاولى الاثنين. وقرغيزستان الجمهورية السوفياتية السابقة فقيرة جدا لكنها تتمتع بموقع استراتيجي جعلها تستقبل قواعد عسكرية روسية واميركية. واطيح في هذا البلد الذي يقدر عدد سكانه ب5,3 ملايين نسمة، في نيسان/ابريل الماضي بالرئيس قربان باكييف الذي كان يحكمه منذ 2005. وتم اقرار الدستور الجديد في قرغيزستان في حزيران/يونيو وهو يلغي النظام الرئاسي السائد في باقي دول المنطقة، لاقامة نظام برلماني. وكان هذا الاصلاح موضع اشادة الولاياتالمتحدة وانتقاد روسيا التي اعتبر رئيسها دميتري مدفيديف انه يشجع التطرف وتفكك البلاد. وتجهد قرغيزستان البلد الاكثر اضطرابا في المنطقة حيث حصلت انتفاضتان في غضون خمس سنوات، في استعادة الاستقرار واثارت هذه الانتخابات مخاوف من حدوث اعمال عنف جديدة. وقالت اوتونباييفا انها حشدت كافة المؤسسات العامة والخاصة المتاحة لضمان سير سلمي للانتخابات. وقال ابرز منافسيها فيلكس كولوف الجنرال ورئيس الوزراء السابق الذي يدعو الى اعادة النظام الرئاسي انه لا مخاوف من حدوث اضطرابات "اذا جرت الانتخابات بشكل نزيه". وقال سائق سيارة اجرة يدعى فلادمير (58 عاما) انه "صوت لصالح كولوف" مضيفا "نحن اليوم في وضع صعب يلزمنا فيه عسكري لاعادة النظام". من جهته قال حسن (43 عاما) بائع اللحم الذي قرر مقاطعة الانتخابات "لم يفعل اي سياسي شيئا جيدا لهذا البلد". وبحسب استطلاعات الراي يمكن لستة من الاحزاب ال29 المتنافسة تجاوز عتبة ال5% اللازمة لدخول البرلمان المؤلف من 120 مقعدا. ومن بينها حزبان من اليسار الوسط يدعمان الحكومة الانتقالية ويتمتعان بفرص كبيرة للفوز وهما حزب اتا-ميكين والحزب الاجتماعي الديمقراطي في قرغيزستان. وقالت اوتونباييفا "انا على يقين ان البرلمان سيتوصل الى تشكيل حكومة من المحاولة الاولى وفي اسوأ الاحتمالات في المحاولة الثانية". وبامكان الرئيس ان يقترح مرتين تشكيل الحكومة. واذا رفضها البرلمان فان على النواب تقديم مقترحهم. وفي حال فشل هذه المحاولة يتعين على الرئيس حل البرلمان. ويتوقع ان يتمثل حزب كولوف المدعوم من موسكو وايضا الحزب القومي اتا-جورت المعارض بشدة للاقليات الاتينة، في البرلمان. ويخشى ان يؤدي اختراق قد يحققه هذا الحزب الاخير الى عودة العنف في جنوب البلاد حيث تمثل الاقلية الاوزبكية في بعض الاماكن نصف السكان. وكانت هذه الاتنية ابرز ضحية لاعمال العنف في حزيران/يونيو التي خلفت ما بين 400 والفي قتيل.