بشكيك : فيما اعتبر مفاجأة من شأنها أن تثير جدلا واسعا داخل قيرغيزستان وخارجها ، تصدر حزب "آتا جورت" الذي يدعمه الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية التي أجريت يوم الأحد الموافق 10 أكتوبر . ويضم حزب آتا جورت الذي يخضع لتحقيق بتهمة التحريض العرقي وزراء ومسئولين سابقين في نظام الرئيس المخلوع وجاء في المقدمة ب 9 بالمائة بعد فرز أكثر من 98% من أصوات الناخبين . كما تمكنت أربعة أحزاب أخرى -من بين 29 حزبا- من اجتياز حاجز الخمسة بالمائة الذي يسمح بدخول البرلمان وهي الحزب الاشتراكي الديمقراطي المدعوم من الرئيسة الحالية روزا أوتونباييفا بنسبة قرابة 8% وحزب الجمهورية بنسبة 7.1% وحزب "آرنامس" أو الكرامة الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق فيليكس كولوف المدعوم من روسيا بنسبة 7%، وأخيرا حزب "أتاميكين" الوطن المدعوم من الولاياتالمتحدة بنسبة تجاوزت 6%. وبذلك تتجه قيرغيزستان نحو تشكيل حكومة ائتلافية بعد فشل أي من الأحزاب الرئيسية في تحقيق فوز صريح في الانتخابات البرلمانية . وكان الناخبون في قيرغيزستان أدلوا بأصواتهم صباح الأحد الموافق 10 أكتوبر في الانتخابات البرلمانية وذلك وسط مخاوف من تجدد أعمال العنف التي كانت البلاد شهدتها في شهر يونيو/حزيران الماضي بين القيرغيز وأقلية الأوزبك وأودت بحياة 400 شخص. وقالت اللجنة المركزية للانتخابات إن نسبة الإقبال في عموم البلاد بلغت 57% وكانت أكبر نسبة للإقبال وهي 66% في مدينة أوش الجنوبية التي شهدت أعمال عنف في يونيو/حزيران الماضي. وقال مراقبون إن الانتخابات انتهت دون وقوع أعمال عنف وكانت نزيهة وشفافة إلى حد كبير، ووصفها مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأنها "احترمت الحريات الأساسية" وعززت "المسار الديمقراطي" في هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى. ومن جانبها ، قالت الرئيسة أوتونباييفا في خطاب متلفز إن البلاد لم تشهد مثل هذه الانتخابات طوال العقدين المنصرمين ، مضيفة أن الشعب القيرغيزي يشعر بالفخر بأن هذه الانتخابات مختلفة تماما عما سبقتها. وجاءت الانتخابات بعد حوالي ثلاثة أشهر أيضا من تنصيب أوتونباييفا التي كانت تشغل منصب رئيسة الحكومة المؤقتة رئيسة جديدة للبلاد. وتولت أوتونباييفا رئاسة الحكومة المؤقتة بعد احتجاجات دموية أطاحت بالرئيس السابق كرمان بك باكييف في انتفاضة دامية في شهر إبريل/نيسان الماضي، إذ أصبحت بذلك أول امرأة تتولى رئاسة ذلك البلد الشيوعي سابقا. وعلقت قناة "الجزيرة" على نتائج انتخابات قيرغيزستان قائلة إنه بعد سنوات من عدم الاستقرار، يريد الزعماء السياسيون في البلاد بناء نظام برلماني يتمكن فيه رئيس الوزراء من استعادة الاستقرار في الجمهورية السوفيتية سابقا، حيث أدت اشتباكات بين القيرغيز والأوزبك إلى مقتل أكثر من أربعمائة شخص في يونيو/حزيران الماضي. وأبدت الولاياتالمتحدة -التي تدير قاعدة عسكرية أمريكية في البلاد لدعم الحرب بأفغانستان- تأييدها لخطة إنشاء أول ديمقراطية في منطقة تشهد دولها أنظمة ديكتاتورية. وتعارض روسيا -التي لها قاعدة جوية أيضا في هذا البلد المسلم الواقع بوسط آسيا- النموذج البرلماني، قائلة إنه قد يعرض البلاد للمزيد من أعمال العنف، أو يؤدي إلى استيلاء من تصفهم بالإسلاميين المتشددين على الحكم مع تنافس الفصائل المتناحرة على النفوذ.