كشفت ارقام رسمية الجمعة ان الاقتصاد البريطاني ينمو بسرعة لم يشهدها منذ تسع سنوات في الربع الثاني من العام مع تضخم في قطاع البناء، لكن الدولة لا تزال تواجه توقعات اقتصادية صعبة في غمرة التقشف في الميزانية. واعلن مكتب الاحصاءات الوطنية (او ان اس) في بيان ان "اجمالي الناتج المحلي ازداد بنسبة 1,2% في الربع الثاني من 2010، بعد توقعات من 1,1%". وهذه الوتيرة هي الاسرع منذ الربع الاول من 2001. ولم يتوقع المراقبون توقعات جديدة بشان تقديرات اجمالي الناتج المحلي البالغة 1,1% والتي اعلنت الشهر الفائت، وفق استطلاع اجرته وكالة داو جونز نيوزوايرز. وتم تحديث نسبة انتاج قطاع البناء لتبلغ 8,5% وهي اسرع نسبة نمو في 18 عاما. وكان "او ان اس" اعلن سابقا نمو هذا القطاع بنسبة 6,6 في المئة. ورحبت وزارة الخزانة بالارقام لكنها بقيت حذرة حيال التوقعات الاقتصادية نظرا للتقشف الكبير في انفاق الدولة والذي يتوقع ان ينعكس سلبا على الاقتصاد. وقال ناطق باسم وزارة الخزانة "بينما تبدي الحكومة تفاؤلا حذرا ازاء مسار الاقتصاد، فان العمل لم ينته بعد". وخرجت بريطانيا من فترة انكماش قياسية في الربع الاخير من 2009 قبل اشهر قليلة من انتخابات عامة شهدت هزيمة حزب العمال امام تحالف المحافظين والديموقراطيين الاحرار. وتحركت الحكومة الجديدة بسرعة لخفض الانفاق العام مليارات الجنيهات في اطار سعيها لخفض عجز عام ضخم. ويقول سامويل تومبز المحلل في كابيتال ايكونوميكس انه "بينما تشير التقديرات الثانية لاجمالي الناتج المحلي البريطاني الى نمو الاقتصاد بقوة كبيرة في الربع الثاني، فان الارقام تثير الشكوك حول استمرار الانتعاش". واضاف تومبز "ارتفع نمو اجمالي الناتج المحلي خلال فصل .. ويعزى ذلك بشكل اساسي للنمو الذي كان اسرع من المتوقع في قطاع البناء. لكن خفض النفقات في اجمالي الناتج المحلي يشير الى ان الانتعاش قائم على اسس هشة". ويوضح "في المقابل سجل انفاق الدولة والعائلات ارتفاعا قويا بنسبة 0,7% و0,3% على التوالي على اساس الفصول، لكن من غير المحتمل ان يحافظ القطاعان على هذا المعدل مع بدء مفعول زيادة الضرائب في الفصول المقبلة". واعلن "او ان اس" ان الاقتصاد سجل نموا بنسبة 1,7% في فترة نيسان/ابريل-حزيران/يونيو مقارنة مع الربع الثاني من 2009. وجرت اعادة النظر في هذا الرقم ايضا بعد توقعات اولى بلغت 1,6 في المئة. وتتجه الانظار الجمعة الى ارقام الولاياتالمتحدة التي يتوقع ان تكشف عن تراجع حاد في النمو الاقتصادي لاكبر اقتصاد في العالم في الربع الثاني. ويقول الاقتصاديون ان الحكومة الاميركية تعيد النظر في تراجع اجمالي الناتج الداخلي الى 1,4% مقارنة مع ما كان متوقعا (2,4%).