صدمتني الإجابة الضعيفة وغير الموفقة التي رد بها "الأستاذ" وليس الكابتن جمال علام رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة عندما سألته في حوار تليفزيوني عندما كان ضيفاً بأحد البرامج وطلبوا مني بإلحاح توجيه سؤال له فسألته كيف يعتذر اتحاد الكرة بصورة عملية وواقعية عن الأداء الهابط والعرض المتواضع والنتيجة الكارثية للشعب المصري.. فرد بأسلوب ركيك قائلاً لماذا اعتذر وأقدم استقالتي أنا ومجلسي.. هل كنا نحن بالملعب نؤدي مع اللاعبين.. نحن نكتفي بتقديم الاعتذار شفوياً.. لكن الاستقالة غير واردة علي الاطلاق.. ولعلي لم أنتظر منه أكثر من ذلك لأنه يجهل أنه يتحمل المسئولية عن هذه الكبوة الكارثية بقدر أكبر مما يتحمله اللاعبون.. لقد فشل السيد علام في إدارة كرة القدم المصرية من خلال مجلسه "الموقر" فشلاً زريعاً.. وهو ورفاقه أوصلوا المستوي الفني للمنتخبات المصرية بكل فئاتها ومراحلها السنية إلي هذا المستوي المتدني الهابط.. تركوا الأمور تجري بعشوائية وارتجالية وبدون فكر أو تخطيط أو علم.. اختلفوا علي مكاسب ومغانم هايفة وهابطة وانتخابية ولم يحفلوا بالأمور الهامة التي ترتبط بمستقبل الكرة.. انتشرت بينهم المحسوبية والمجاملة وتفشت فيهم أمراض قلة الوعي وندرة البصيرة وضحالة الفكر فجاءت خياراتهم دائماً للأسوأ.. وكان من الطبيعي أن تنعكس هذه السياسات المتدنية علي المنتخبات فيفشل واحداً تلو الآخر في تحقيق الغايات وبلوغ الآمال.. ولست أدري لماذا ينكر الأستاذ علام مسئوليته عن هذه النتيجة الكارثية التي تحققت في كوماسي.. إنهم تركوا اللاعبين في أيدي غير أمينة لا من الناحية الوطنية ولا حتي من النواحي الفنية.. تركوا الخواجة يتحدث في كل وسائل الإعلام ويمني الشعب بأن مفتاح شفرة غانا عنده وأنه سيفجر مفاجأة غير سارة للشعب الغاني بعد أن يقطع ثلاثة أرباع مشوار التأهل للبرازيل هناك.. مع أن أي متابع واعِ يدرك تماماً أن النتائج لا تأتي إلا من خلال استعداد جاد وقوي ومع مدارس تشبه إلي حد بعيد بالمدارس التي يتبعها المنافس.. غير أن ما وقع مع منتخبنا يختلف تماماً.. فقد أهدر فرصة إقامة مثل هذا اللقاء لتجربة الخطة والتشكيل الأساسي واللاعبين البدلاء في التوقيت المحدد.. ثم وافق علي أداء مباراة وهمية بلاعبين مختلفين وبدون خطط ولا إدارة فنية مع منتخب أوغندا الأوليمبي وأكتفي بالتقسيمات وارتكب حماقات ليس لها أول ولا آخر في اصطحابه أعداد كبيرة من اللاعبين وشارك بعض العناصر غير الجاهزة ووقف متفرجاً بلا حراك معظم فترات المباراة ولولا عناية الله لكانت النتيجة عشرية.. الأستاذ علام يتحدث ببجاحة يحسد عليها ويقول ويتندر أمام الكاميرا لماذا يستقيل؟! لو أن لديه أية مشاعر وطنية وأية أحاسيس مخلصة لأدرك أنه الأسوأ بلا أدني منافس والذي جرت علي يديه وفي ظل قيادته غير المأمونة ورفقته غير الميمونة تلك النتيجة الكارثية.. وأن أقل واجب وأبسط اعتذار من الممكن أن تقبل به جماهير مصر الرياضية هو الابتعاد والغروب عن وجوههم بدلاً من الإطلالة بتلك المعالم السافرة والتي تخلو من فهم حقيقي لابعاد مواقعها ووعي كامل لأعماق واجبها وتتهكم علي الخلايق وتتخفف من تبعاتها قائلة إنها لم تكن تلعب في غانا لكي تعتذر عملياً بتقديم استقالتها.. ويا أستاذ علام إذا كنت لا تدري أن قيادتك الفاشلة وإخفاقك القيادي هو الذي أوصل حال ومستوي الكرة المصرية إلي هذه الدرجة السفلي والمتدنية فتلك مصيبة أما إذا كنت تعلم أنك المسئول الأول عن هذه الكارثة الرياضية فالمصيبة أعظم وفي كلتا الحالتين فإن القول المأثور الذي يؤكد ضرورة هجرك لمقرك المجدد بالجبلاية ينطبق تماماً عليك والذي يقول "كثر شاكوك وقل شاكروك" فإما اعتدلت وإما اعتزلت ولا أعتقد أن الاعتدال مع هذه الأحوال أصبح ممكناً ومتاحاً.. وأن الاعتزال في صورة استقالة هو الأصح والذي ما كان يجب أن يتأخر كل هذا الوقت لو أن هناك حمرة خجل.