"عدو عدوي صديقي" هذا المبدأ بمثابة حرب باردة غير مباشرة تتبعه كل من الولاياتالمتحدةوالصين في علاقتهما الخارجية كرد علي الحرب التجارية الامريكية التي فشلت المفاوضات في حلها. الولاياتالمتحدة تسعي لاستفزاز الصين عن طريق عقد صفقة بيع اسلحة بقيمة تتعدي ملياري دولارمع تايوان التي تعتبر العدو اللدود لبكين بسبب أن الاخيرة تريد ضمها لاراضيها باعتبارها مقاطعة تابعة لسيادتها وليست دوله مستقلة ولم يستبعد قط فكرة اللجوء إلي القوة لاستعادة الجزيرة إليها. قالت أربعة مصادر مطلعة علي المفاوضات ان مذكرة غير رسمية حول الصفقة المقترحة أُرسلت إلي الكونجرس الأمريكي. أضافت المصادر ان الصفقة المحتملة تشمل 108 دبابات من طراز أبرامز تنتجها شركة جنرال دينامكس بقيمة نحو ملياري دولار بالإضافة إلي ذخيرة مضادة للدبابات. الصين اتبعت نفس السلوك للرد علي صفقة اعدائها باللجوء الي روسيا باختبار المنظومة الدفاعية الصاروخية إس-400 الروسية. التي تعتبرها واشنطن انها تتعارض مع شبكة الدفاع الخاصة بحلف الأطلسي "الناتو" وتمثل تهديدا لمقاتلات إف- 35 الأمريكية التي تعتزم تركيا شراءها أيضا. من المتوقع أن يختبر الجيش الصيني منظومة إس-400 تريموف خلال أول أسبوعين من شهر يونيو الجاري. كانت الصين أول مشتر أجنبي لأنظمة الصواريخ أرض-جو الأكثر تطورا في روسيا إس 400 يتزامن هذا الاستفزاز بين بكينوواشنطن مع تدهور العلاقات بينهم وتصاعد الحرب التجارية بسبب حدة العقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة علي شركة هواوي تكنولوجيز الصينية والتوترات المتعلقة ببحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. يذكر ان ترامب أطلق شرارة تصعيد جديد في العلاقات الاقتصادية المتوترة مع الصين. بإعلان شركة جوجل العالمية. تعليق أعمالها التجارية مع عملاق الاتصالات الصينية شركة هواوي. في خطوة من شأنها عرقلة أنشطة الشركة الصينية في الأسواق الخارجية. يأتي ذلك بعد عدة أيام من إصدار وزارة التجارة الأمريكية ضوابط تضع شركة هواوي تكنولوجيز و70 شركة تابعة لها إلي ما يطلق عليه "قائمة الكيانات" الخاصة بها في خطوة تمنع شركة الاتصالات الصينية من الحصول علي مكونات وتكنولوجيا من شركات أمريكية بدون موافقة مسبقة من الحكومة. هذه الخطوات السريعة والمتعاقبة جاءت بعد حرب كلامية بين المسئولين الأمريكيين والصينيين حول اتهامات الولاياتالمتحدة لشركة الاتصالات الصينية بتهديد الأمن القومي من خلال ممارسة أعمال تجسسية. وهو ما قابلته الصين بالنفي والرفض القاطع للاتهام مما طرح تساؤلات حول كون هذا التصعيد يقوده بالفعل مخاوف أمنية أم ورقة ضغط ضمن الحرب التجارية المشتعلة بين الاقتصادين الأكبر في العالم. بواد الأزمة تعود إلي إعلان الرئيس ترامب منذ وصوله إلي سدة الحكم في عام 2017 ضرورة تطبيق سياسات اقتصادية عادلة ومواجهة القرصنة الصينية لحقوق المعرفة والملكية الفكرية ولاسيما بالقطاع التكنولوجي. مع فرض رسوم علي سلع صينية بمئات المليارات من الدولارات.