المشهد السياسي المرتبك.. والانفلات اللامحدود في كل جوانب الحياة لدينا.. بدءاً من احتلال الباعة الجائلين لكل الميادين والشوارع الحيوية في قلب العاصمة.. وانشاء الاكشاك علي الأرصفة.. والبلطجة التي أصبحت عنوان الحياة وانتشار الأسلحة في ايدي البلطجية وعمليات السطو والخطف والابتزاز.. تثير العديد من التساؤلات لدي المواطن البسيط.. إلي متي تستمر رحلة البحث عن الحرية.. وإلي أين تمضي السفينة نحو الغرق.. أم إلي بر الأمان.. وأين الوطن من الصراع المشتعل بين التيارات السياسية.. هل نحن في ثورة قضت علي نظام فاسد وغيرت وجه الحياة في مصر من كبت وقيود إلي حرية وديمقراطية.. أم فوضي تدميرية تمضي بنا نحو اللادولة؟! تساؤلات عديدة تبحث عن اجابات لدي رجل الشارع البسيط علي المقاهي وفي وسائل المواصلات؟ والحقيقة ومن خلال معايشتي القريبة للثورة منذ 25 يناير وتواجدي المستمر في قلب الأحداث كشاهد عيان رصد منذ البداية الشرارة الأولي لموجات الاحتجاج الغاضبة ضد ممارسات الشرطة واختيار يوم عيدهم للخروج والتعبير عن حالة الغضب الشديدة ضد أسلوب الشرطة في التعامل مع المواطنين.. والتي سرعان ما تحولت هذه الاحتجاجات إلي طوفان غضب ملأ الشوارع والميادين في كل المحافظات وسرعان ما تحولت الهتافات من اسقاط الوزير - وزير الداخلية - إلي إسقاط النظام.. وسارعت كل الفئات للاشتراك في ثورة الغضب حتي انسحبت الشرطة من الشوارع وتحطمت السجون وتمزقت القيود وسقط النظام ونجحت أعظم ثورة شعبية سلمية.. ولأنها ثورة بلا قائد وبلا تخطيط أو برنامج سياسي.. حدث ما نحن فيه الآن.. إذ قفز علي اكتفاها متسلقون وتحدث باسمها مأجورون.. وتفرق دمها بين الصراعات والمصالح الشخصية والبحث عن تحقيق المكاسب الذاتية.. وصار كل من هب ودب يتحدث باسم الثورة ويزعم أنه الثائر الوحيد الذي اشعل شرارتها.. وفتحت الفضائيات المأجورة أبوابها لكل صعلوك يجلس أمام الكاميرا ويتحدث باسم الشعب وباسم الثورة بينما هو يقبض ثمن التخريب.. تحدث باسم الثورة وهو تدرب في الخارج للحرق والتدمير واسقاط الوطن.. حتي وان زعم انه تدرب لمواجهة النظام الفاسد.. هل هناك دولة أو منظمة في الخارج قلبها علي مصر لكي تدفع وتدرب لكي تصبح مصر دولة عظيمة تنعم بالحرية والديمقراطية.. هل هناك من يدفع الملايين لكي تصبح مصر دولة لها مكانة رفيعة بين الأمم.. انما هناك من يدفع ويدرب تحت غطاء الحرية والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني بينما الهدف اسقاط الدولة تماماً مثلما روج الإرهابي بوش عن العراق الجديد وعراق الديمقراطية والحرية حتي دمرها ونهب بترولها وثرواتها ونسفت مقارها المدني مع غير المدني والطفل والشيخ والمرأة وتركها بقايا دولة زرع فيها الفتنة وأصابع التخريب والتدمير في كل مكان ولا يمر يوم إلا والتفجيرات تدوي مخلفة وراءها عشرات الضحايا.. وحتي لا تصبح عراقاً آخر تحت مزاعم ومسميات ودعوات غريبة يجب ان ندرك حجم الخطر القادم وما يحاك لمصر من حولنا بعد أن أصبح المسرح مهيأ لكل شيء.. ولك ان تعلم ان المشهد السياسي الآن في مصر صار مرتعاً للمخابرات العالمية تلعب فيه كيف تشاء ويكفي ان تعلم ان المخابرات الالمانية والأمريكية والاسرائيلية والتركية والقطرية حتي مخابرات حماس وفتح صارت تلعب دوراً في المشهد السياسي الآن وان لم يكن لدينا جميعاً احزاباً وتيارات سياسية وشعبا - ان لم يكن لدينا وعي بضرورة حماية الوطن وتفويت الفرصة علي من يريدها دماراً وخراباً وحماية منشآتنا وحماية حدودنا وجيشنا وعدم الاستدراج لدعوات الصدام والحرق باسم الثورة.. ان لم ندرك ذلك فسوف يطال الخطر الجميع. وإذا كان علي الشعب ان يكون واعياً بما يدور حوله ومحاولات اسقاط الدولة من مأجور يتحدث باسم الثورة أو طامع في سلطة أو مكاسب ذاتية.. أو من يقبض ثمن التخريب باسم الحرية والديمقراطية.. فعلي الحزب الحاكم ان يحقق مطالب الشعب من حرية حقيقية وديمقراطية سليمة غير منقوصة وعدالة اجتماعية علي أرض الواقع للجميع فحتي الآن لم يتحقق شيء من أهداف الثورة.. المحسوبية والفساد في كل قطاعات الدولة.. الشباب ضائع الا من يجد واسطة أو نفوذاً لشغل وظيفة أو الالتحاق بعمل كريم. البحث عن الحرية!