المشهد السياسي في مصر الآن وما يجري في مختلف الاتجاهات سواء أحداث محمد محمود أو قصر العيني أو التحرير أو اجتماعات التأسيسية أو مؤتمرات التيارات الشعبية أو الحزبية يؤكد أنه لا أحد يحب مصر.. ويمكن أن نعود إلي نقطة الصفر. الكل يعمل لإسقاط الوطن دون أن يدري.. فهل يحب مصر مَن يريد إشعالها ناراً وخراباً في كل مكان في وقت نحن في أمس الحاجة إلي الاستقرار؟! وهل يحب مصر أي مسئول في الداخلية يصدر بياناً يحذر فيه من اندساس عناصر بين المتظاهرين في محمد محمود. ثم يترك الحبل علي الغارب للمخربين والمندسين لإحراق الوطن مثلما حدث في المجمع العلمي؟!.. ثم من المنوط به ضبط هؤلاء المندسين.. أليست وزارة الداخلية؟!.. من المنوط به منع الجريمة قبل وقوعها.. أليست وزارة الداخلية؟!.. فمن في الداخلية يحب مصر والانفلات في كل مكان.. الشوارع والميادين احتلها البلطجية والسرقة والقتل في وضح النهار؟!.. مع العلم أن الداخلية تعرف بالاسم والعنوان والدليل والبرهان الخطرين والمسجلين والبلطجية في كل مكان وفي كل حي وفي كل شارع.. وتستطيع وضع حد لهذا الانفلات.. ولو كنا حقاً نحب مصر لوقفنا جميعاً إعلاماً وصحافة ومسئولين وحكومة وشعباً ضد مثيري الفتن وهواة اختلاق الأزمات والصيد في زحام المظاهرات والاحتجاجات.. لكننا جميعاً نتفرج علي الوطن الجريح وهو يكاد يسقط ويترنح بين أيدينا.. كيف نحب مصر ونحن نشعلها ناراً علي الفضائيات التي صارت أكثر من الباعة الجائلين في ميدان رمسيس ولا هم لها سوي الإثارة الرخيصة حتي لو كانت علي حساب الوطن. هذه الفضائيات حولت كثيراً من لصوص المواقف العشوائية للميكروباصات والبلطجية المأجورين الذين أحرقوا تراث مصر إلي شهداء أبرار.. هذه الفضائيات حولت بعض المغرضين إلي محللين سياسيين يفتون في كل شيء.. ويهدمون ولا يبنون.. المهم الإعلان والقبض بالدولار.. ولا أعتقد أن هناك دولة في العالم لديها هذا الكم من المحللين السياسيين والمناظرين والنخب والنشطاء الذين هم حقاً نشطاء في السفر للخارج وقبض ثمن تخريب مصر باسم الثورة وباسم الحرية وباسم الديمقراطية.. وجنوا الثمار.. فقد صارت هذه الناشطة مليونيرة تركب أحدث السيارات وتسكن الأحياء الراقية.. وهذا الناشط صار ضيفاً علي الفضائيات يمتلك الملايين بعد أن كان يشكو البطالة.. فهل هؤلاء يحبون مصر؟! * * * مين بيحب مصر في الذين ينتهزون أي تظاهرة ويريدون إشعال الفتن وإحراق كل شيء باسم الثورة والحرية.. مين بيحب مصر في الأحزاب التي تملأ الدنيا ضجيجاً وإثارة. بينما لم تقدم أي حل لأي مشكلة في المجتمع؟!.. أين الأحزاب من الانفلات.. واحتلال الميادين والفساد.. وقضايا الشباب؟!.. أين الأحزاب من مشاكل القمامة وأموال المعاشات وأزمة المرور؟!.. أين الأحزاب وبرامجها ورؤيتها لمثل هذه المشاكل المجتمعية؟!.. أين المنظرون والنخب والمحللون من قضايا الخبز والبطالة والأمن.. وما يحدث في محمد محمود؟! * * * الحقيقة أن الكل يبحث عن مصالح شخصية وأمجاد ذاتية. ومكان علي الساحة.. ولا أحد يحب مصر.. فالوطن يسقط أمامنا.. وكلنا نتفرج ونكتفي بوضع اليد علي الخد. ومصمصة الشفاه!!