فيما أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية بحكومة الانقلاب أنها بدأت تستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك، بوضع خطة عمل شاملة لضبط الأسعار وتوفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مناسبة في كل أنحاء الجمهورية ، حذر خبراء اقتصاد من أن الشهر الكريم سوف يشهد ارتفاعات جنونية في جميع أسعار السلع والمنتجات ، بما تعجز معه أغلب الأسر في الحصول على احتياجاتها الأساسية ، وهو ما ينذر بكارثة غير مسبوقة . وأشار الخبراء إلى أن مصر سوف تشهد ارتفاعات جنونية بالأسعار، جراء الانهيار المتوقع في أعمال سلاسل الإمداد واللوجيستيات، لتأثرها بتداعيات جائحة كورونا . وأرجعوا التأثر الكبير، الذي تعاني منه سلاسل الإمداد واللوجيستيات ، إلى ما تفرضه معركة مواجهة الأوبئة، وتراجع الانتاج وارتفاع أسعار الشحن ، ما تسبب في صعوبة توفير احتياجات الأسواق، وهو ما يضع ضغوطا كبيرة على نشاط هذه السلاسل. كانت "تموين الانقلاب" زعمت أن كل الجهات والشركات والأجهزة الرقابية التابعة للوزارة ، ممثلة في الشركة القابضة للصناعات الغذائية والشركات التابعة لها وقطاع الرقابة والتوزيع وقطاع التجارة الداخلية ، ستعمل على تحقيق التواجد المستمر لإحكام السيطرة على الأسواق وضبط معدلات الأسعار ومواجهه الزيادة في الاستهلاك. وقالت إنها "سوف تضخ كميات كبيرة من السلع الأساسية تفوق معدل الاستهلاك الشهري، إضافة إلى طرح السلع الرمضانية والتمور بتخفيضات تتراوح بين 25 و 30% ، ونظرا لزيادة الإقبال على السلع الغذائية خلال هذا الشهر ، سوف تنظم ما يعرف ب "معارض أهلا رمضان" في مختلف المحافظات بحسب ادعاءات تموين الانقلاب . وأشارت إلى أن نحو 1350 مجمعا استهلاكيا، بجانب منافذ جمعيتي سوف تشارك بمعارض أهلا رمضان ، إضافة لمشاركة السلاسل التجارية لعرض السلع وكافة احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان بتخفيضات وعروض ترويجية على مختلف السلع طوال أيام الشهر وفق تعبيرها.
ارتفاعات جنونية من جانبه قال خالد صالح، مدير سلاسل الإمداد واللوجيستيات بإحدى الشركات العالمية إن "أنشطة هذه السلاسل، بجميع أنحاء العالم، تقع حاليا تحت ضغط هائل، من أجل توفير السلع سواء المستوردة، أو المحلية، وإمداد الأسواق باحتياجاتها، إلى جانب المستلزمات، والمستحضرات الطبية، اللازمة لمواجهة الجائحة". وأرجع صالح في تصريحات صحفية وجود ارتفاعات جنونية بالأسعار، إلى الاضطراب في أسعار النفط ، في ظل التوتر بين روسيا وأوكرانيا، مما يزيد من تدهور الأوضاع في مجال الإمداد واللوجيستيات، الأمر الذي يهدد بارتفاع جنوني في الأسعار. وأشار إلى أن نقص الطلب العالمي نتيجة توقف المصانع في أغلب الدول وعلى رأسها الصين، أجبر مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية "UNCTAD" على الإفصاح عن تقديرات تشاؤمية، بشأن عرقلة حركة التجارة العالمية. وأضاف صالح ، التقارير العالمية تشير إلى خسائر ضخمة، بسبب تعطل سلاسل الإمداد، مما يؤدي إلى ارتفاعات جنونية في الأسعار، في ظل جائحة كورونا ، بما يهدد بآثار مضاعفة في الأسواق لافتا إلى أن تراجع كمية السلع المصدرة بسبب توقف المصانع وتخييم مخاوف قلة مخزون السلع، يهدد بارتفاعات جنونية في أسعار السلح، الأمر الذي دفع الدول المستوردة إلى اللجوء إلى احتياطيها من السلع نظرا لتوقف الاستيراد أو تعطله، وسيؤثر ذلك على الأمن الغذائي في العديد من البلدان . وشدد على ضرورة الانتباه إلى أن سلاسل الإمداد واللوجيستيات لن تكون بعد انتهاء الجائحة، كما كانت في السابق وهذا بدأ يتضح فعليا في إغلاق أغلب أسواق الاستيراد، حيث مازالت الدول تتعامل بحرص شديد مع مخزونها من السلع، وفق سياسات احتواء الأزمات، جراء جائحة كورونا، ولعدم السماح بارتفاعات جنونية في أسعار السلع . وأكد صالح أن الوضع الحالي في مصر يستوجب سرعة الاستجابة لمتغيرات السوق، والإطار العام للاقتصاد العالمي، مع وضع خطط للتعامل في المستقبل القريب، خصوصا مع عدم إمكانية التنبؤ بموعد انتهاء الأزمة الحالية.
جائحة كورونا وقال متي بشاي، رئيس لجنة التجارة الداخلية بشعبة المستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية إن "أزمة الطاقة التي يشهدها العالم وارتفاع أسعار الشحن والخامات ، ستتسبب في ارتفاعات كبيرة للأسعار خاصة في بعض القطاعات المعتمدة على الاستيراد بشكل كبير". وتوقع "بشاي" في تصريحات صحفية أن تكون هناك ارتفاعات غير مسبوقة في الواردات المصرية من الصين خلال الفترة المقبلة، بسبب أزمة الطاقة التي شهدها العالم. وأكد أن ارتفاع تكاليف الشحن قد يؤثر في امدادات السلع الرئيسية أو أسعار البضائع الاستهلاكية علي مستوي العالم، موضحا أنه ما يزال من الصعب التنبؤ بحركة التجارة ومتى سيتحسن الوضع أو ما إذا كان سوف يتفاقم؟ وكشف "بشاي" أن أسعار البضائع الواردة من الهند وأوروبا شهدت زيادة نحو 100%، وكذلك البضائع الواردة من الصين شهدت زيادة نحو 300%، مُرجعا ذلك إلى زيادة أسعار الشحن من الخارج من ناحية، ووجود أزمة في الطاقة بالصين من ناحية أخري، ما أدى إلى تقليص العمل بالمصانع لاقل من الثلث. وأشار إلى أنه ستكون هناك ارتفاعات كبيرة في أسعار الواردات من الصين التي تعد من الأسواق الرئيسية للواردات المصرية ، مؤكدا أن جائحة كورونا مازالت تلاحق الشحن البحري الدولي وتسببت في ارتفاعات كبيرة في أسعار الشحن .
شركات الشحن وأكد الدكتور مصطفى أبو زيد خبير اقتصادي، أن زيادة الطلب على السلع والمنتجات بعد إغلاق العديد من الدول أدى إلى نقص شديد للمخزونات، وبالتالي بعد فتح البلاد مرة أخرى وتخفيف القيود ورجوع الحياة الطبيعية، تحتاج الدول إلى إعادة بناء تلك المخونات للتوازن، وبالتالي زيادة الطلب يؤدي إلى زيادة الأسعار، موضحا أن شركات الشحن مع زيادة الطلب عليها اتجهت الى رفع قيمة الشحن لأسعار غير مسبوقة. وقال أبوزيد في تصريحات صحفية "هناك سبب آخر ساهم في زيادة الأسعار ، يتمثل في أزمة الطاقة سواء في الغاز الطبيعي أو البترول الذي ارتفعت أسعاره العالمية من 32 دولار إلى 90 دولار للبرميل الواحد". وأشار إلى أن مصر تعد صاحبة أكبر تعداد سكاني في المنطقة العربية، وأكبر مستورد للقمح عالميا، الذي ارتفعت أسعاره بقوة نتيجة الطقس السيئ الذي ضرب المحاصيل في أمريكا الشمالية وروسيا، وكذلك الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا . وأضاف أبو زيد ، من الطبيعي أن تتأثر مصر بالتضخم العالمي وقد شاهدنا الفترة الأخيرة ارتفاع الأسعار خاصة السلع الغذائية والقمح، لأننا دولة مستوردة للعديد من السلع الغذائية، وبالتي فإن تكلفة السلع المستودة مع تكاليف الشحن ستؤثر على جميع دول العالم وليس مصر فقط.