وجه دينيس روس المساعد السابق للرئيس أوباما في شئون الشرق الأوسط وعضو مجلس الأمن القومي من يوليو 2009 إلى ديسمبر 2011، والمستشار حاليا لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تحذيرات "مبطنة" إلى جماعة الإخوان والرئيس مرسي، وأشار في مقال بصحيفة واشنطن بوست عنوانه "على قادة مصر الجدد تقبل الواقع" إلى أن "بعض تحركات الرئيس مرسي ومن حوله تدعو إلى القلق، فقد عين وزيرا جديدا للإعلام معروف بانتمائه للإخوان، ودفع بقوة عملية استبدال 50 من رؤساء تحرير كبريات الصحف والصحفيين، ووجه اتهامات لرؤساء تحرير صحف معارضة ومستقلة بدعوى إهانة رئيس الجمهورية، وليس من قبيل الصدفة أن تتغير لهجة وسائل الإعلام الحكومية خلال الأسبوع الماضي، وتصبح أكثر توافقا مع مرسي، ولا شيء من هذا يعني أن مسار مصر نحو التغيير بات مؤكدا، بل يعني أن الرئيس الذي يحيط نفسه بأعضاء الجماعة أو المتعاطفين معها، يسيطر على كل مؤسسات السلطة، وسيكون من الصعب أن يتنصل الرئيس والجماعة من المسؤولية عن كل ما يحدث في مصر التي تواجه تحديات اقتصادية صعبة، وتحتاج إلى مساعدات خارجية واستثمارات كبيرة، ومرسي والإخوان يسعون للحصول على دعم خارجي "لمشروع النهضة" من أجل إنعاش الاقتصاد، وبعد أن رفضوا شروط الاتفاق مع صندوق النقد الدولي قبل أن يصلوا للسلطة هم الآن حريصون على القرض الذي تم التفاوض بشأنه من قبل، وعلى اقتراض 3.2 مليار دولار أخرى". وتابع روس "هنا يعترف الإخوان بالواقع، لكنهم لا يعترفون به في سياق آخر، بل وينكرونه، مثلما حدث عندما نفى الرئيس مرسي إرسال رسالة للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بعد أن ثارت ردود أفعال عنيفة داخل الإخوان، وعندما وجهت الجماعة اتهاما للموساد بتدبير هجوم رفح، على الرغم أنهم يعلمون جيدا أن الاتهام غير صحيح". وخلص روس إلى أن "جماعة الإخوان لا تستطيع الاعتراف بالحقيقة وتصر على أن تعيش في واقعها الخاص بها. تتشبث بأيديولوجيتها، ولا تريد الاعتراف بأي شيء يمكن أن يشكك في فلسفتها الأساسية، ويجب أن تستوعب الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول الواقع "البديل" للإخوان، ولكن هذا لا يعني أن علينا أن نوافق على كل شيء، فالخلافات السياسية مفهومة، لكن إنكار الواقع والمبالغة في المواقف والسياسات القائمة على الأكاذيب والحيل أمر غير المقبول". واختتم روس مقاله بلهجة تحذيرية قائلا "يجب أن يعلم مرسي والإخوان ذلك. ويجب أن يعلم الرئيس وأن يعلم الشعب أيضا أننا مستعدون لحشد المجتمع الدولي والمؤسسات المالية العالمية لمساعدة مصر، ولكننا لن نفعل ذلك إلا إذا كانت الحكومة مستعدة للعمل وفقا لمجموعة من القواعد التي تستند إلى الواقع والمبادئ الأساسية، وعليهم أن يحترموا حقوق الأقليات والمرأة، وأن يقبلوا التعددية السياسية والمنافسة السياسية المفتوحة، وأن يحترموا التزاماتهم الدولية، بما في ذلك شروط معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. وسجل الإخوان حتى الآن ليس جيدا، فالتقارير الإخبارية تشير إلى أن أكثر من 100 ألف قبطي قد غادروا مصر، وهناك محاولات جديدة لتخويف وسائل الإعلام، وقد قرر مرسي دفع قوات مدرعة إلى سيناء بدون إخطار إسرائيل أولا، وهو أحد شروط معاهدة السلام، وهنا يجب أن يكون موقف الإدارة الأمريكية واضحا، إذا استمر هذا السلوك سيتوقف دعم الولاياتالمتحدة، الضروري للحصول على معونات اقتصادية خارجية وتعزيز الاستثمارات الدولية، والليونة في رد فعلنا في هذه المرحلة قد يكون جيدا بالنسبة لجماعة الإخوان، لكنها لن يكون كذلك بالنسبة لمصر".