لم يكن فقدان أكثر من 70 فرداً المحصلة النهائية والوحيدة لأحداث مجزرة بورسعيد.. ولكن امتدت التبعات والنتائج لتشمل العديد من القصص والحكاوى الإنسانية بسبب تجميد النشاط وتوقف الحياة فى الملاعب.. فقد اللاعبون والمدربون والأطباء والإداريون مصدر رزقهم الوحيد.. وسقط الجميع فريسة سهلة لظروف الحياة الصعبة ومتطلباتها اليومية.. فاضطر اللاعب لخلع قميصه الرياضى وارتداء الجلابية ليتحول إلى مزارع يقوم بتربية المواشى.. وآخر يتسلق فوق ظهر السيارة الأجرة ينادى على الركاب.. وآخر يرتدى ثوب البائع المتجول ويضع مجموعة من عبوات الحلوى والأغذية فى الشارع ينتظر رزقه «يوم بيوم».. وآخر لم يجد سوى مهنة «صبى مبلط» يمد معلمه بالأسمنت والرمل والبلاط اللازم.. «الوطن» اخترقت حاجز السرية التى يفرضها لاعبو الكرة على مهنهم الجديدة.. وكشفت عن تفاصيل المآسى والأهوال التى يواجهها نجوم الكرة فى القسمين الثانى والثالث. محل بلاى ستيشن محمد محمد عبدالمنعم 27 سنة مهاجم نادى سمنود تحدث عن حياته وكيف تغيرت بسبب ما تمر به مصر، وليست كرة القدم فقط، وقال «لعبت بنادى جنوبسيناء وحصلت على هداف المجموعة بالقسم الثالث، انتقلت على إثرها إلى نادى أسمنت السويس بالدورى الممتاز ب.. واستقر بى الحال فى نادى سمنود، ولم أكن أعمل حساباً لأى شىء، وجاء توقف النشاط بالنسبة لى كالصدمة؛ فأنا متزوج ولدىّ بنت (3 سنوات) وأعيش فى شقة بالإيجار». ورصدت «الوطن» حياة اللاعب الذى افتتح محل «بلاى ستيشن» يضم 3 أجهزة. محل موبايلات اللاعب الآخر فى فريق أبشواى الذى يعمل فى مهن حرة هو رجب كانو مهاجم الفريق ويعمل فى محل موبايلات.. وأكد كانو أنه لا يجيد أى مهنة أخرى سوى تصليح وبيع وشراء وتبديل الموبايلات، لتوفير نفقة أسرته التى تتكون من خمسة أفراد؛ زوجة وأم وثلاثة أبناء، ولا يوجد مصدر دخل آخر غير كرة القدم ومن بعدها محل الموبايلات الذى يعمل به فى وسط البلد بالفيوم، ومعه زميله رجب لملوم الذى يعمل معه فى نفس المحل، ويعول أيضاً أسرة من أربعة أفراد؛ زوجة وثلاثة أبناء. نجار مسلح يعمل لاعب الفريق محمد رمضان نجار مسلح وأعلن اعتزاله كرة القدم نهائياً.. لعدم الجدوى من ممارسة كرة القدم خاصة بعد تجميد النشاط.. وأكد رمضان أنه يعمل «نجار مسلح» وهو لاعب أيضاً، ولكن ليس بشكل مستمر لوجود عائد من كرة القدم من مكافآت وراتب شهرى.. أما الآن فلا يوجد سوى مهنة نجارة المسلح. مساعد مبلط عماد محمد لاعب مركز شباب ناصر، أحد فرق المجموعة السابعة بدورى القسم الثالث بالشرقية، قال «كنت أمارس الكرة وأحصل على أموال قليلة، ولكننا كنا نفعل ما نحب، وكانت الأمور تسير «بتساهيل ربنا»، ولكننى الآن أعمل «مساعد مبلط» مع أحد أصدقائى، خاصة أننى أعول أسرة مكونة من أربعة أفراد ويوميتى 40 جنيهاً». تربية المواشى أفضل محمود محمد وحيد «سنجا» 24 سنة لاعب خط وسط فريق أبوكبير قال «توقف الدورى جعلنى حزيناً للغاية لأن الكرة هى باب الرزق الوحيد لمعظم لاعبى مصر، لأننا نحصل على مقابل مادى يكاد يفتح لنا بيوتنا، ولكن توقف النشاط سمح لى بالتفرغ التام لرعاية الحقل والمواشى بعد سفر أخى الذى كان يرعاها. ملابس رياضية حسنى الدفناوى لاعب المقاصة الذى يبيع بالمحل، فأشار إلى أنه بصدد دخول عش الزوجية وعليه متطلبات كثيرة من شقة ومصاريف زواج، بالإضافة إلى شقيقه الذى تزوج منذ ثلاثة أشهر، مما اضطره إلى العمل بمحل الملابس لتوفير التزاماته، لاسيما أن توقف النشاط تسبب فى خصم نصف مستحقاته فى المقاصة، بالإضافة إلى توقف المكافآت والراتب الشهرى.