دون اعتراض، اخترق 59 صاروخًا من طراز "توماهوك"، سماء سوريا، لم تخطئ طريقها نحو قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية في ريف حمص، بعد أن انطلقوا من مدمرتين تابعتين للبحرية، في رد أمريكي على الهجوم الكيماوي الذي شهدته بلدة خان شيخون في إدلب منذ أيام. وبالرغم من امتلاك الجيش السوري صواريخ أرض جو، وقوات دفاع جوي، إلا أنه لم تسجل أي محاولة للتصدي للصواريخ الأمريكية، التي أصابت أهدافها وأوقعت الخسائر في المطار السوري، الذي تعتقد أمريكا أن سوريا استخدمت في قصف بالأسلحة الكيماوية على خان شيخون. وفي فبراير الماضي، اخترقت مقاتلات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي الحدود السورية، لقصف أهداف في التلال الحدودية بين سوريا ولبنان للجيش السوري، ونقاط تتمركز بها ميليشيا حزب الله اللبناني قرب مدينة القطيفة بمنطقة القلمون بريف دمشق، دون أن تتحرك صواريخ الدفاع الجوي التي تمتلكها سوريا لصد العدوان. ولم تكن الحادثة السابقة هي الأولى من نوعها، فمنذ اندلاع المعارك في سوريا، وإسرائيل تشن غارات على سوريا، بحجة منع تسلم حزب الله اللبناني أسلحة من النظام السوري، وفي أواخر نوفمبر الماضي، ذكرت وكالة الأنباء السورية، أن الطيران الإسرائيلي أطلق صاروخين من الأجواء اللبنانية باتجاه ريف دمشق، وأن الصاروخين سقطا في منطقة الصبورة بريف دمشق الغربي، دون إصابات. أنظمة الدفاع الجوي السوري لا تستطيع التصدي لصواريخ "توماهوك" وبحسب تقرير سابق، نشر في أغسطس 2013، لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن أنظمة الدفاع الجوي السورية، معروف عنها تمتعها بقدرات عالية وتعتمد على أنظمة سوفيتية قديمة مثل (Gammon S-200/SA-5) إلى جانب بعض الأسلحة الروسية التي حصلت عليها حديثا مثل أنظمة الصاروخي من طراز SA-22 و SA-17، كما تنشر سوريا مجموعة من أنظمة رادار متطورة أخرى حصلت عليها من الصين. وأكد التقرير أن صواريخ الدفاع الجوي السوري يمكنها إصابة طائرات وإسقاطها ولكن في الوقت ذاته هناك عامل آخر وهو قدرة الطيار على المراوغة واستخدام أجهزة الدفاع والتكنولوجيا المجهزة بها طائرته، بالإضافة إلى تأكد امتلاك سوريا صواريخا من نوع (Yakhont) الروسية، وهي صواريخ مضادة للسفن أسرع من الصوت تعرف في دوائر حلف شمال الأطلسي العسكرية باسم SS-N-26. وبحسب التقرير فإن قدرات الدفاع الجوي السوري، لا تستطيع إيقاف صواريخ توماهوك الموجودة على سطح السفن الحربية الأمريكية، والتي استخدمتها في شن هجومها الأخير. وفي منتصف مايو عام 2013، ذكرت قناة لبنانية نقلًا عن الرئيس السوري بشار الأسد، أن سوريا أول شحنة من صواريخ إس-300 الروسية المتقدمة المضادة للطائرات، لكن الجانب الروسي لم يعلن أو ينفي هذه الأنباء، فيما سادت حالة من الغموض على مصير الصفقة. خبير عسكري: الدفاع الجوي السوري يستطيع التصدي للطيران وليس الصواريخ من جانبه قال اللواء زكريا حسين، الخبير العسكري، إن الدفاع الجوي السوري بلا شك قادر على مواجهة الطيران الذي قد يخترق حدوده، لكنه مع إسرائيل لا يرغب في إسقاط مقاتلة لها، خوفًا من التورط في حرب معها، لا طاقة له بها، خاصة مع احتدام المعارك بين الجيش السوري من جهة، وقوات المعارضة و"داعش" من جهة أخرى. وأضاف الخبير العسكري، ل"الوطن"، أن سوريا تبدو مكتفية بالحرب في الداخل ولا تريد التورط في حروب أخرى. وعن عدم تصدي الدفاع الجوي السوري للصواريخ الأمريكية، أكد زكريا أن صواريخ الدفاع الجوي السوري لا تستطيع التصدي للصواريخ الأمريكية المتطورة جدًا، والتي تتطلب أجهزة رادار دقيقة، وصواريخ متطورة لا تمتلكها سوريا في الوقت الحالي، خاصة أن الهجوم كان مفاجئًا وبكثافة كبيرة.
