كشفت دكتورة آمال البشلاوي أستاذ أمراض الدم وطب الأطفال بمستشفى أبو الريش الجامعي، ورئيس الجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط، عن ارتفاع عدد المصابين بمرض "الثلاسيميا"، (أنيميا البحر المتوسط)، فى مصر، لافتة إلى أن نسبة حاملي المرض في مصر نحو 9% أي 7.5 مليون مصري، وهي من أعلى النسب في العالم. و"الثلاثيميا" مرض وراثي يؤدى إلى تكسر كريات الدم، ما يتسبب في ترسب الحديد بالدم مؤديا إلى إلحاق ضرر شديد بالأجهزة الحيوية للجسم وعلى رأسها القلب والكبد والبنكرياس. وقالت البشلاوى، فى المؤتمر الصحفى الذى عقد بمناسبة اليوم العالمي لمرض الثلاسيميا، وانطلاق حملة "هرسم بدمي حياة"، بهدف التشجيع على التبرع بالدم لمرضى الثلاسيميا، إن هناك علاجات جديده ظهرت بالأسواق وأظهرت نتائج غير مسبوقة في حماية المرضي من مخاطر ارتفاع مستويات الحديد بالدم، ما يؤدي إلى تحسين حياة المصابين وارتفاع معدلات البقاء على قيد الحياة". ومن جانبه، قال دكتور محسن الألفي أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بكلية الطب، جامعة عين شمس "يحتاج مريض الثلاسيميا إلى نقل دم فوري بشكل دوري لتعويضه، ولا يستطيع المريض التخلص من الحديد المُترسب إلا عن طريق الأدوية المكملة ومنها عقار "deferasirox" والذي اعتمدته هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية "FDA" فى عام 2005، و هو أقراص تؤخذ مرة واحده في اليوم بدلا من الحقن تحت الجلد لساعات طويلة يوميا، إضافة إلى أنه لا يسبب نقصا في كرات الدم البيضاء أو ألآم المفاصل التي قد تعيق حركة الأطفال. وأضاف الألفي "يعد هذا العقار طفرة في علاج مرض الثلاسيميا الوراثية، فالآن وبعد ظهور تلك العقاقير أصبح باستطاعة الطفل المصاب الثلاسيميا أن يعيش حياة طبيعية وأن يكبر ويتزوج ويساهم في خدمة مجتمعه إذا حافظت أسرته على العلاج بانتظام حيث خففت هذه الحبوب من معاناة مرضى الثلاسيميا وأهاليهم". وأشارت دكتور نجلاء شاهين استشاري طب الأطفال لأمراض الدم الوراثية والمتحدث باسم هيئة التأمين الصحي في المؤتمر "إن وزارة الصحة قد خطت خطوات واسعة لتغير واقع مرضى الثلاسيميا، وتعد مصر في مقدمة الدول التي تبذل جهود عظيمة لتوفير كافة احتياجات مرضى الثلاسيميا، حيث توفر الوزارة العلاج الأمثل المعتمد دوليا والدم للمرضي سواء من خلال فروع هيئة التأمين الصحي، أو المراكز العلاجية المتعاقدة مع الهيئة مثل مستشفيات الدمرداش وأبو الريش والمستشفيات الجامعية". وقال دكتور محمد بدر، أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بجامعة الزقازيق "يعد التشخيص المبكر هو المفتاح للقضاء على المرض، وذلك من خلال إجراء فحص الدم للأشخاص المقبلين على الزواج لتجنب زواج حاملين للمرض، وهي الطريقة الوحيدة التي تؤدي لولادة طفل مصاب بالمرض في صورته الشديدة". وأضاف "يجب وضع خطة قومية في القريب العاجل لمواجهة انتشار المرض تتضافر فيها جميع الجهود المبذولة من مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني والمبادرات الفردية. ويتم أيضا وضع منظومة لعلاج ومواجهة الثلاسيميا في مصر من خلال نشر الوعي بين جميع أطياف المجتمع، وطرق الوقاية منه." يذكر أن المؤتمر تم تحت إشراف جامعة القاهرة، والهيئة العامة للتأمين الصحي، جامعة عين شمس، الجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط، وجامعة الزقازيق.