الانفلات الأمنى واقع أسود، تعيشه سيناء، يخرج السيناوى من بيته غير آمن على نفسه أو أهله، «سيارتى سُرقت من أمام منزلى، وعندما ذهبت إلى قسم الشرطة لتحرير محضر، رفض المأمور أن يذهب معى أحد لمعاينة مكان الحادث، ولم أجد أمامى سوى اللجوء لمشايخ القبائل، وعادت سيارتى بعد أن دفعت 10 آلاف جنيه حلاوة لمن أحضرها»، هذا ما قاله سامى محمد كامل، أحد أهالى سيناء، وأضاف: «نخاف الخروج من منازلنا، ولا نستطيع قيادة السيارات خارج المدينة، لصوص السيارات ينتشرون فى كل مكان، ويتحفزون للانقضاض على أى فريسة». حكايات الانفلات الأمنى فى سيناء كثيرة، داخل كل بيت رواية وضحية من ضحايا غياب الأمن، ووعود الحكومة التى لا تنفذ بعودة الأمن، الجميع فى سيناء غير آمن على نفسه، حتى المسئولون بمن فيهم المحافظ، ورئيس المدينة، ومستشار الأمن القومى، فهناك حوالى 20 سيارة حكومية، ومنها سيارات للشرطة ولكبار المسئولين سرقت، ولم ترجع حتى الآن، هذا بخلاف السطو المسلح على أغلب مكاتب البريد، الأمر الذى أدى إلى صدور قرار بوقف العمل فى مكاتب القرى. حصاد الحوادث، والجرائم فى سيناء لا ينتهى بدءاً من السطو على السيارات التى تحمل مرتبات العاملين، والموظفين فى الحكومة، وحتى الداخلية لم تسلم مرتبات موظفيها من السطو المسلح، حيث هاجم مسلحون السيارة التى تحمل مرتبات إدارة الجوازات، والشؤن المدنية، أما حوادث القتل والخطف، فحدث ولا حرج، وامتدت هذه الحوادث إلى المشايخ، والعواقل، ورموز سيناء، وعمليات خطف رجال الأعمال، هذا غير استهداف جنود الجيش والشرطة، مثل الهجوم على الجنود فى كمين رفح والذى راح ضحيته 16 شهيداً، بجانب الاستهداف اليومى لكمائن الجيش والشرطة، وعمليات تهريب المتسللين الأفارقة. أما قصص قطع الطرق الرئيسية، فهى لا تنتهى، وتعدت 100 حادثة خلال 4 أشهر خاصة فى ظل الوعود الكاذبة التى قطعها الرئيس مرسى على نفسه خلال زيارته سيناء 3 مرات، وعلى رأسها وعوده لأهالى المعتقلين فى السجون، والأحكام الغيابية بالإفراج الفورى عنهم. يقول محمد حسن، مقاول: «خطف ابنى، وطلب الخاطفون فدية كبيرة وصلت إلى نصف مليون جنيه، ومع تدخل المشايخ والعواقل عاد ابنى بعد دفع 20 ألف جنيه». ويقول كريم فهمى أبوشيتة: «خطف طفل من العائلة عمره 3 سنوات من أمام منزله، ومنذ 4 أشهر لم يرجع هذا الطفل حتى الآن». ويحكى على عبدالعال، صاحب شركة سياحة، حكايته مع الانفلات الأمنى قائلاً: «سرقت 3 سيارات من الشركة، واحدة منها تم تهريبها إلى غزة بعد تأكيدات من أصحاب الأنفاق، والثانية ضبطت فى أحد كمائن العريش عن طريق المصادفة، والثالثة دفعت 20 ألف جنيه فدية، عقب اتصال بينى وبين العصابة، وهناك عصابة دولية لسرقة السيارات من ليبيا والقاهرة، وتهريبها إلى سيناء». من جانبه، يقول العميد رشدى غانم، الخبير الأمنى السيناوى: هناك عناصر أساسية هى المسئولة عن الانفلات الأمنى فى سيناء تتمثل فى انتشار الخارجين على القانون، وتجار الأنفاق، والأسلحة، وتجار المخدرات، وعصابات تهريب المتسللين الأفارقة، هذا بالإضافة إلى الأنفاق التى تستخدمها «حماس» فى دخول عناصرها إلى الأراضى المصرية فى سيناء، واستباحتها وارتكاب جرائم تخل بالأمن القومى المصرى. وأضاف: «هناك عنصر أكثر خطورة، وهو الموساد الإسرائيلى الذى يعمل وفق أجندة خاصة، هدفها إظهار ضعف الدولة المصرية فى السيطرة الأمنية على سيناء، ومحاولة الضغط من أجل تدويلها». وأوضح أن يد القوات المسلحة مغلولة فى سيناء، ولا تستطيع أن تؤثر تأثيراً إيجابياً فى ضبط الأمن، ولا بد من تقوية دورها حتى تستطيع السيطرة على الانفلات الأمنى والأخلاقى والاقتصادى داخل سيناء، وقال: «لا نغفل دور القيادة السياسية فى تحجيم دور القوات المسلحة بهدف سياسى وهو حماية نظام حماس فى غزة، والسماح باختراق الأمن القومى المصرى لحساب هذه الجماعة، ولا بد من تعديل بعض بنود اتفاقية السلام حتى نضمن انتشاراً جيداً للقوات المسلحة فى سيناء، ويجب هدم جميع الأنفاق فوراً، لأنها مصدر الشر الذى يأتى إلى مصر من الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى معاً». أخبار متعلقة: "لعنة النهضة" تضرب سيناء الأهالي ينتظرون الأمطار الموسيمية.. "ثورة العطش" قادمة سكان علي الحدود.. "مرسي ضلمها علينا .. عشان ينور غزة" غزة تسرق الوقود ب"علم الحكومة" الخطر القادم من قناة "العريش - طابا" الخطيب: منح «مرسى» الجنسية المصرية ل10 آلاف فلسطينى "خطيئة كبرى" ..و"مبارك"كان يعاملنا بطريقة أفضل