هدد أهالي لبنانيين مخطوفين في شمال سوريا بتنفيذ سلسلة تحركات لتعطيل المصالح التركية في لبنان، للضغط على أنقرة من أجل المساعدة في إطلاق سراح أقاربهم، وذلك خلال اعتصام نفذوه اليوم أمام مكتب الخطوط الجوية التركية. وقال عضو لجنة الأهالي أدهم زغيب "بعد الوعد الذي أطلقه أهالي المخطوفين اللبنانيين في إعزاز في ريف حلب، بإطلاق سلسلة تحركات لتعطيل المصالح التركية في لبنان، كان هذا التحرك بداية أمام شركة الخطوط الجوية التركية"، بحسب بيان وزعته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. وأضاف أن الاعتصام "ستليه تحركات لاحقة سيكون في طليعتها إطلاق حملة شاملة لمقاطعة البضائع والمصالح التركية في لبنان"، متمنيًا على اللبنانيين "التضامن معنا في هذه الحملة"، وكانت مجموعة أدعت أنها تنتمي إلى الجيش السوري الحر ويتزعمها شخص يعرف باسم "أبو إبراهيم"، تبنت في مايو الماضي خطف 11 شيعيًا لبنانيًا في اعزاز، بعد اجتيازهم الحدود التركية في طريق العودة من زيارة أماكن مقدسة في إيران. ونفى الجيش الحر الذي يضم غالبية المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مسؤوليته عن الخطف، وأطلقت المجموعة لاحقًا سراح اثنين من المخطوفين عادوا عن طريق تركيا، وشكلت الحكومة اللبنانية لجنة لحل القضية، كما زار عدد من المسؤولين أنقرة لحثها على بذل جهود نظرًا لعلاقاتها بالمقاتلين المعارضين في سوريا. وأكد زغيب أن التحركات المقبلة "ستكون سلمية إفساحًا في المجال أمام الجهود التي تبذلها اللجنة الوزارية والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم"، ونقلت الوكالة الوطنية اليوم عن إبراهيم قوله أن "الجهود مستمرة لإطلاق المخطوفين، ولن نألو جهدًا لحل هذه الأزمة، ولا تزال هناك أقنية مفتوحة قد توصل إلى نهاية سعيدة ليعودوا سالمين إلى عائلاتهم". وسبق لأهالي المخطوفين أن نفذوا سلسلة تحركات شملت في بعض الأحيان قطع طريق مطار بيروت الدولي، وتعرض مواطنان تركيان للخطف في لبنان في أغسطس الماضي، أحدهما على يد عشيرة آل المقداد الشيعية التي قالت إن الخطوة كانت ردًا على قيام من قالت إنها مجموعة من الجيش الحر، بخطف أحد أبنائها في سوريا. وأفرج في وقت لاحق عن التركيين وعدد من السوريين الذين كانت العشيرة تحتجزهم كذلك، وقال إبراهيم إن إطلاق سراح التركيين تم من دون "أي صفقة للتبادل، ولم نشترط شيئًا لأننا لم نقدم خدمة لتركيا يومها بل قمنا بواجبنا تجاه بلدنا"، بحسب ما نقلت الوكالة اليوم. وتربط لبنان بتركيا علاقات اقتصادية لا سيما في مجالي السياحة والتجارة، ويمكن لمواطني كل منهما زيارة الآخر من دون تأشيرة دخول.