طوَّق أهالي المختطفين اللبنانيين في منطقة أعزاز السورية، صباح اليوم، مكاتب الخطوط الجوية التركية وسط بيروت، وختموا أبوابها بالشمع الأحمر. جاء ذلك خلال اعتصام الأهالي أمام المكتب، مطالبين تركيا ببذل مزيد من الجهد للإفراج عن ذويهم. وقال أدهم زغيب إن: "أهلنا معتقلون في منطقة أعزاز المحازية لتركيا منذ 7 أشهر ولم تقم الدولة التركية بأي تحرك لمساعدتنا". وأضاف: "الدولة التركية تحركت فقط عندما اختطف المواطن التركي وكأنها تطلب منا اختطاف المزيد لإطلاق سراح أهلينا". وطالب زغيب ، بالتحرك بشكل سريع لإنهاء هذه القضية لأن الدولة التركية الوحيدة المسؤولة عن هذا الملف، بحسب قوله. ورفع المختطفون لافتات كتب عليها "لمقاطعة تركيا وكل مصالحها"، و"تعطيل مصالح تركيا واجب أخلاقي وإنساني ووطني"، وأكد أهالي المختطفين أنهم باقون أمام مكاتب الخطوط الجوية التركية لحين الانتهاء من الدوام الرسمي على أن تمتد هذه التحركات أمام مصالح تركية أخرى. وفي هذا السياق، نفى وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أن تكون المصالح التركية في لبنان في خطر، جرّاء غلق أهالي المخطوفين في سوريا مكاتب شركة الخطوط التركية في وسط بيروت. وقال شربل، في حديث صحفي اليوم، "الجمرة لا تحرق إلا مكانها"، لكنه أوضح أن الأتراك لا يعملون تحت الضغط، وكل مظاهر الضغوطات لا تؤثّر عليه، خصوصًا أن هناك عوامل أخرى تضغط عليهم في هذا الموضوع بالذات. وأكد أن الدولة اللبنانية تتابع مسألة المخطوفين باستمرار، وهي بحثت قضيتهم مع المبعوث الأممي والعربي لسوريا الأخضر الإبراهيمي في زيارته الأخيرة للبنان، محذرًا من ألا تؤدي هذه التحركات هدفها في حال استمر التصعيد. وإذ دعا الأهالي إلى الصبر قليلاً، قال وزير الداخلية: "لا حل إلا بمتابعة هذه المسألة برويّة وجدية"، مستبعدًا أن يؤدي الضغط على الأتراك إلى سحب السفير التركي من لبنان. ولم يذهب موظفو الخطوط الجوية إلى مكاتبهم صباح اليوم حيث دوام العمل الرسمي يبدأ عند الساعة التاسعة صباحًا. كما لم يصدر من السفارة التركية تعليق على الأمر. وسبق أن هدد الأهالي باستهداف المصالح الاقتصادية التركية في لبنان كشركات الطيران والترانزيت لاعتقادهم بأن تركيا هي الوحيدة القادرة على حل قضية المخطوفين، نظرًا للعلاقات الطيبة التي تربطها بالمعارضة السورية التي قامت إحدى جماعاتها بخطف 11 لبنانيًّا في مايو الماضي، أُفرج عن اثنين منهما حتى الآن بوساطة تركية. وشدّد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور، في تصريحات صحفية الشهر الماضي، على أنه "لا دخل لتركيا في خطف اللبنانيين في سوريا"، لافتًا إلى أنّ أنقرة "تبذل مساعي لإطلاق سراحهم من خلال اتصالها بالجهات الخاطفة".