3 آلاف عامل يصرخون من الدوحة.. ويرددون: عايزين رواتبنا! تقارير دولية تتهم «الدوحة» بالاتجار بالبشر.. والاتهامات تلاحق حكومة «بيونغ يانغ» لا يزال النظام الحاكم فى قطر يرتكب أبشع جرائم الإنسانية فى حق شعوب العالم، هذا ما كشفته جريدة الجارديان فى تحقيق صحفى عن أوضاع العمالة الكورية فى الدوحة، حيث تشير الجريدة إلى أن الدوحة قد فتحت أبوابها لاستقبال آلاف العاملين من دولة كوريا الشمالية، من أجل العمل كأفراد باليومية فى بناء مدينة جديدة فى الدوحة تدعى «لوسيل» على هامش استعداتها لفعاليات كأس العالم فى 2022. الجريمة التى ارتكبتها قطر فى حق هؤلاء- بحسب ما ذكرته الجارديان، أنها لم تمنح العمال الكادحين فى مجال البناء، رواتبهم، قائلة: هؤلاء يعملون لسنوات طويلة بدون رواتب، فيما اتهمت الجماعات المعارضة الرئيس الكورى «بيونغ يانغ» بأنه يحصل على 90% من رواتبهم، من خلال تحويلها إليه من خلال الحكومة القطرية، فيما ترددت رواية ثالثة بأن قلة من هؤلاء العمال هم من يحصلون على رواتبهم، فى حين أن الغالبية لا تحصل على رواتبها، ما دفع الصحيفة لوصف هؤلاء العمال بأنهم «عبيد» يعملون فى الأراضى القطرية. الجارديان استندت فى تحقيقها إلى شهادات العمال الذين أكدوا عدم حصولهم على أى رواتب من الحكومة القطرية، لافتين إلى أنهم منذ مجيئهم إلى الدوحة، وقعوا عقودًا للعمل لمدة ثلاث سنوات، ورغم ذلك لم يحصلوا على مليم واحد، قائلين: إن الحكومة القطرية وعدتهم بأنهم سيحصلون على رواتبهم كاملة عند عودتهم لبلادهم، ما جعل المعارضة الكورية تتهم الرئيس الكورى ب «نهب» أموال هؤلاء العمال الكادحين، مدللين على ذلك بأن نظام كوريا الشمالية الذى يقوده «كيم يونج أون» يعانى حاليا من عقوبات عالمية لعدم استجابته لإنهاء برنامجه النووى أو التوقف عن انتهاكاته الحادة لحقوق الإنسان، خاصة بعد تقرير صدر مؤخرًا من الأممالمتحدة اتهم النظام الحاكم بجرائم ضد الإنسانية. الجريدة البريطانية دللت على رواية تقاضى النظام الحاكم رواتب هؤلاء العاملين، بأن كوريا الشمالية قد سمحت لهؤلاء العمالة بالسفر إلى قطر، من أجل جلب العملة الصعبة التى تسهم فى دفع عجلة اقتصاد هذه الدولة الهشة- على حد وصف الجارديان. واستطردت الجريدة، فى هجومها على النظام القطرى، متسائلة: إذا كان حجم التكلفة الفعلية لهذه المدينة الجديدة يبلغ 45 بليون دولار، فلماذا تنهب هذه الدولة أموال العمال الكادحين فى سبيل البحث عن حياة كريمة. وقالت الجريدة: فى إحدى المواقع يكاد العمال يقضمون رمال الصحراء فى ظل درجات حرارة حارقة لبناء برج سكنى فاخر، إنهم يسخرون للعمل من الصباح حتى المساء ويستمرون فى العمل بعد أن يترك عمال الجنسيات الأخرى الموقع بساعات طويلة، هو ما يعنى أن قطر ترتكب جريمة «التمييز بين العمالة الأجنبية» - على حد وصف الجريدة. ودللت على ذلك بقول أحد العمال العاملين فى البرج الشاهق، قائلاً: «أمثالنا لا يتقاضون عادة أى رواتب، وإنما تذهب لصالح شركة كوريا الشمالية للتعيينات». كما استندت لمدير المشروع الذى قال: إن العمال «لا يتقاضون أى مليم ولكنهم يقترضون منا إن أرادوا شراء أشياء صغيرة كالسجائر». واستندت الجريدة إلى تعليق «أيدان ماكيد» مدير مكافحة الرق الدولية» الذى وصف بأن ما ترتكبه قطر فى حق العمالة الكورية، ما هى إلا مؤشرات قوية على ظاهرة الاتجار العلنى بالبشر والعبودية. فى السياق ذاته، أوردت الجريدة شهادات لمصادر قطرية تؤكد أن هناك ما يقارب عن 3 آلاف عامل من كوريا الشمالية يعملون فى مشاريع داخل الدوحة، بهدف جلب العملة الصعبة إلى بلادهم، كما استندت إلى شهادة «كيم جو إل»، ضابط جيش سابق هرب من كوريا الشمالية عام 2005، ويقول إن حكومة بيونغ يانغ تحصل 70% من الراتب الإجمالى للعاملين بالخارج، وهذا بعد دفع كل الرسوم وتكاليف الطعام والإقامة، فيحصل العمال فى النهاية على 10% من رواتبهم. كما استندت إلى شهادات اثنين من العاملين فى شركات توظيف العمالة الكورية التى تعمل فى قطر، والذين اعترفوا بأن العمال لا يتسلمون رواتبهم بأنفسهم ولكنهم أكدوا أن جزءا منها يرسل لعائلات العمال فى كوريا الشمالية. فى السياق ذاته، انتقدت الولاياتالمتحدة فى تقريرها السنوى عن الاتجار بالبشر الذى صدر منذ أشهر قليلة، معاملة النظام الكورى لرعاياه فى الخارج، قائلاً: الكثير من هؤلاء العمال يتم إجبارهم على العمل القسرى وتتم مراقبة حركاتهم واتصالاتهم ويتعرضون للتهديد بالانتقام من قبل الحكومة لو حاولوا الهرب أو الشكوى. وتابع التقرير: «يتم إيداع رواتب العمال فى حسابات تسيطر عليها الحكومة والتى تتحفظ على معظم المبالغ، ويحصل العمال على نسبة ضئيلة من الأموال المدفوعة للحكومة نظير عملهم». وتطرق التقرير الذى استشهدت به الجريدة فى تحقيقها إلى معاملة قطر لعمال كوريا الشمالية، قائلاً: هؤلاء يتعرضون لأبشع صور «اللإنسانية»، خاصة فى تزايد معدلات الوفاة بين صفوفهم والاعتداءات التى يتعرضن لها، وأبشعها- بحسب وصف التقرير- عمل هؤلاء العمال فى الأراضى الكورية ب«السخرة». وردًا على هذه الاتهامات، أوردت الجريدة فى تحقيقها تصريحًا للمتحدث الرسمى باسم وزارة القوى العاملة والشئون الاجتماعية، نصه: «نحن نتعامل مع كل قضايا أجور العمال بكل جدية، ويوجد حاليا 2800 ضيف عامل من كوريا الشمالية مسجلين فى قطر، وليس لدينا أى شكاوى مسجلة حول الأجور أو المعاملة، وقطر مصرة على التحسين الدائم لظروف العمل لكل الأجانب الذين يعملون داخلها، وسوف نستمر فى العمل مع المؤسسات الأهلية ورجال الأعمال والحكومات لتحقيق ذلك».