تساءل «بيتر فوستر» فى جريدة التليجراف عما يميز«كونداليزا رايس» ويدفع الناس للاعتقاد فى قدرتها الدائمة على حل المعضلات، على الرغم من كثرة منتقديها لدورها فى حرب العراق عندما كانت وزيرة الخارجية ومستشار الأمن للرئيس بوش الابن، ولكنها شخصية تستطيع دائما أن تتجاوز أعمق الانقسامات الأمريكية حتى إنها دعيت مؤخرًا لتتولى إدارة وإصلاح اتحاد كرة القدم الأمريكية!! انسحبت كونداليزا تاركة واشنطن وعادت للمسيسبى للعمل الأكاديمى بستاتفورد ولكن ظلت هناك دعوات لا تفتر من القاعدة الشعبية للجمهوريين تطالبها بالترشح للرئاسة فى الدورة القادمة، ولكنها كانت ترفض الفكرة دائما وتؤكد أنها لا تلائمها ولم يزد هذا معجبيها إلا حماسا! مؤخرًا دُعيت رايس لتولى وظيفة تعد إحدى معاقل الذكور، وهى قيادة اتحاد كرة القدم الأمريكى والغارق فى العديد من الفضائح كعنف اللاعبين، ومزاعم قتل وضرب الزوجات وحتى الأطفال، حتى إن جريدة الواشنطن بوست فى افتتاحيتها دعت «روجر جودال» المسئول الحالى عن الاتحاد للتنحى، وطالبت كونداليزا بتولى المسئولية، ثم تلا ذلك حملة على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» تطالب بمنح كونداليزا هذه الفرصة! لم يأت هذا الحماس من فراغ، فقد عرفت كونداليزا بحماسها الكروى الشديد وفريقها هو كليفلاند براونز، وسبق أن أعلنت فى حوار لها بالنيويورك تايمز عام 2002، إنها تتمنى أن تصبح مسئولة عن اتحاد كرة القدم الأمريكية. تعلمت كونداليزا فنون الكرة من والدها وكانا يلعبان معا وحين أصبحت وزيرة الخارجية عرفت كونداليزا بحديثها عن كرة القدم مع وزراء الخارجية، وكان ذلك يربكهم كثيرا!! وحتى الآن لا أحد يعرف إن كانت كونداليزا سوف تستجيب للدعوة لإنقاذ الاتحاد ولكنها لو فعلت فسيكون لزاما عليها تهذيب هذه الجماعة من الذكور. تعتبر الكرة الأمريكية هى أكثر الرياضات ذكورية ومتعصبيها يرون أنها خاصة بالرجال، وحاول اتحاد اللعبة مؤخرا اجتذاب المشجعات بتصميم قمصان خاصة، كونداليزا تعلم جيدا أن العادات القديمة تتغير بصعوبة وإنها ستلاقى مقاومة عنيفة وستدخل عرين الأسد ولكنها تملك خبرة طويلة فى التعامل مع الرجال الأقوياء.. فكم تصادمت مع دونالد رامسفيلد وديك تشينى أثناء سنوات عملها فى البيت الأبيض!